-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 25-07-2022 09:35 AM     عدد المشاهدات 150    | عدد التعليقات 0

الأغوار: توقف الزراعة صيفا يدفع أسرا للهجرة بحثا عن لقمة العيش

الهاشمية نيوز - فيما يفقد معظم ارباب الاسر في وادي الاردن عملهم مع انقضاء الموسم الزراعي بداية الصيف، يضطر عدد كبير منهم الى الهجرة للمناطق الشفوية للعمل في المزارع التي تستمر فيها عمليات الزراعة وتأمين لقمة العيش لابنائهم.
فمع اقتراب الموسم الزراعي في وادي الاردن من نهايته منتصف أيار(مايو) من كل عام، يبدأ عمال القطاع الزراعي بالبحث عن بدائل توفر لهم الدخل اللازم لإعالة اسرهم خلال فترة الصيف التي تشكل معاناة حقيقية لهم نتيجة انقطاع العمل لفترة تقرب من 6 أشهر كاملة تستمر لحين بدء الانتاج نهاية تشرين الأول (اكتوبر).
ارتفاع نسب الفقر والبطالة في المنطقة التي تصنف على انها من المناطق الأشد فقرا يدفع غالبية الاسر الى الانتقال للمناطق الشفوية للعمل في القطاع الزراعي الذي يؤمن لهم سبل العيش الكريم خلال هذه الفترة، رغم المعاناة جراء السكن في الخيام وغياب الخدمات الضرورية.
وتؤكد أم أحمد، أن معاناة ابناء الوادي وخاصة العاملين في القطاع الزراعي تزداد مع توقف العمل في القطاع الذي يوفر لهم مصدر دخل لعيش كريم، مضيفة ان هذه الاسر تجد نفسها بين امرين إما الصبر والانتظار لحين بدء الموسم الجديد او الانتقال الى المناطق الشفوية لمتابعة العمل.
وتوضح ان عدم وجود فرص عمل اخرى لهن او لازواجهن واولادهن خلال فترة الصيف التي تتوقف فيها عجلة الانتاج يدفع معظم الاسر الى الرحيل والعيش تحت ظروف صعبة للحصول على لقمة العيش، لافتة الى ان معظم الاسر تعمد على السكن في خيام بالقرب من المزارع لعدم قدرتهم على تحمل دفع اجور السكن ما يحرمهم من ابسط المتطلبات الضرورية.
ويشير ابراهيم حسن الى ان عددا كبيرا من الاسر اعتادوا على الرحيل صيفا الى المناطق الشفوية بحثا عن العمل وهربا من اجواء الصيف الحارة في الاغوار، مضيفا “حتى وان لم يجد البعض عملا الا ان سكنهم في الخيام يوفر عليهم كلفا كبيرة كأثمان الكهرباء والمياه التي باتت تشكل عبئا على اهالي الاغوار خلال الصيف، ناهيك عن الانقطاعات المتكررة وارتفاع درجات الحرارة”.
ويبين ان معظم الاسر هم من الفقراء والمعدمين الذين يعتمدون بشكل كلي على العمل في القطاع الزراعي دفعتهم الظروف القاهرة الى الرحيل سواء للحصول على لقمة العيش وتامين حياة بسيطة لأبنائها او للوفاء بالتزامات الديون والقروض، لافتا الى ان غياب المشاريع التنموية المولدة لفرص العمل الثابتة في مناطق الاغوار احد اهم اسباب هذه الهجرة الموسمية.
ويتفق عدد من ارباب هذه الاسر على ان العمل في القطاع الزراعي موسمي ولا يؤمن للعاملين استقرارا وظيفيا او حماية اجتماعية (تأمين صحي، ضمان اجتماعي) وبمجرد انتهاء الموسم الزراعي يتوقف مصدر دخلهم نهائيا، مشيرين الى انهم يضطرون الى ملاحقة فرص العمل في القطاع الزراعي اينما كانت لانهم لا يجيدون غير هذا العمل.
ويوضح مصدر في اتحاد مزارعي وادي الأردن، أن الفترة التي تمتد من حزيران (يونيو) ولغاية تشرين الأول (اكتوبر) عادة ما تكون أسوأ أيام المزارع وأسرته والعاملين في القطاع، إذ لا يوجد أي مصدر دخل يساعدهم على توفير متطلبات العيش الكريم خلال فترة توقف الانتاج الزراعي، منوها الى ان الوضع خلال السنوات الاخيرة بات اكثر صعوبة في ظل تراجع القطاع الزراعي في وادي الاردن، ما تسبب باتساع رقعة الفقر والبطالة.
ويبين ان الاف الاسر تشد الرحيل سنويا الى المناطق الشفوية لمواصلة العمل في القطاع الزراعي كون الانتاج يبدأ مع انتهاء الموسم الغوري باعتباره الحل الوحيد امامهم لتأمين لقمة العيش في ظل الظروف الحالية مع ارتفاع كلف العيش، موضحا ان معظم الاعمال التي يقوم بها المزارعون في وادي الاردن خلال فترة التجهيز هي اعمال تحتاج الى جهد وجلد ولا يقوى على القيام بها سوى العمالة الوافدة.
ويؤكد ان اليد العاملة تعتبر ركيزة اساسية للنهوض بالقطاع الزراعي، وغالبية العمالة الزراعية في وادي الاردن مؤهلة وتمتلك من الخبرة الكافية ما يجعلها تفرض نفسها وخاصة في عمليات الحصاد والتعبئة والتغليف، موضحا ان هذا الامر شجع الكثير من العمالة الزراعية في الوادي للانتقال للعمل في المناطق الشفوية خلال الموسم الزراعي الشفوي.
ودعا الى ضرورة إقامة مشاريع تنموية لتوفير فرص عمل وتوجيه المؤسسات الاقراضية لدعم المشاريع الصغيرة للأسر الريفية للنهوض بالواقع الاقتصادي للأسر ما سينعكس ايجابا على وضعهم الاجتماعي.
يذكر ان الموسم الزراعي في وادي الاردن او ما يسمى “العروة التشرينية” يبدأ منتصف تشرين الأول ( اكتوبر) وينتهي في أيار(مايو) من كل عام ليبدأ الموسم الزراعي الشفوي والذي ينتهي مع انخفاض درجات الحرارة شتاء.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :