-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 24-07-2022 09:55 AM     عدد المشاهدات 176    | عدد التعليقات 0

معان: ولائم الأعراس تعاود الظهور .. ومبادرة (خفض النفقات) تتلاشى

الهاشمية نيوز - عادت مشاهد الولائم الكبيرة من ذبح المواشي ونحر الإبل لتظهر مجددا منذ بداية موسم الأعراس صيف هذا العام في مدينة معان، ليعود إلى الأذهان ما يسمى بـ”عشاء العريس”، الذي تتراوح كلفته المالية من 7-10 آلاف دينار، بعد أن تخلى العديد من سكان المدينة عن التزامهم بالمبادرة المجتمعية التي أطلقت قبل 5 سنوات للتقليل من أعباء طقوس “الأعراس” لمواجهة إرث العادات والتقاليد الخاصة بتكاليف الزفاف، ما يفرض تحديات أمام المقبلين على الزواج.
وكانت تلاشت مظاهر الولائم الكبيرة وإقامة الأكلات الشعبية التقليدية، التي تسيدت في الأعوام السابقة موائد الأعراس في المدينة مثل: “الأرز الحامض”، و”المجللة المعانية”، والرشاش “الأوزي”، واستبدالها بالحلويات، مثل الكنافة والمشروبات الغازية، خاصة لدى العائلات التي تواجه أعباء الحياة المعيشية، بعد أن أثرت الظروف الاقتصادية على العديد من السكان، ما دفعهم إلى تغيير جذري في الموروث الاجتماعي في طقوس الأعراس، التزاما بالمبادرة المجتمعية، وهربا مما يسمى “عشاء العريس”.
ولم يبق من حلول أمام بعض السكان سوى التحايل على تكاليف الزواج الثقيلة والمكلفة، باستبدال بعض طقوس الأعراس التقليدية القديمة، وفي الوقت ذاته التخفيف من المصاريف، والمغالاة التي فرضتها ارتفاعات متتالية في مراسم الزواج، والتي كانت تقف حجر عثرة أمام طموح المقبلين على الزواج.
وفي هذا الصدد، يقول الناشط الاجتماعي أشرف كريشان، إن تخلي البعض عن المبادرة المجتمعية التي أطلقت في المدينة مؤخرا للحد من تكاليف الزواج، أدى إلى تحول حفلات الزواج إلى استعراض اجتماعي هدفه التفاخر، من دون التفكير بنتائجه السلبية، وما يترتب عليه من ديون والتزامات تقع على عاتق العروسين والأهل، حتى غدت ظاهرة البذخ في الأعراس عائقا حقيقيا أمام المقبلين على الزواج.
وأضاف كريشان أن حفلات الزفاف تحولت إلى مراسم كثيرة باهظة التكاليف، من دون الاكتراث بالأوضاع المالية الصعبة وخصوصا لذوي الدخل المحدود، حيث تشكل عبئا ماليا ومشكلة اجتماعية تؤرقهم، إذ يضطر كثير منهم إلى الاقتراض من البنوك لتغطية تكاليفها.
بدوره، يؤكد عبدالله البزايعة أن مواسم الأعراس لهذا العام شهد عودة التكاليف الكرنفالية في العادات والطقوس المتعلقة بمراسم الأعراس، باعتبارها من أهم المناسبات الاجتماعية التي تمارس فيها هذه الطقوس، بعد أن اضمحلت في السنوات الماضية مقابل الالتزام بالموروث الثقافي الشعبي القديم، الذي لا يحبذ هذه المظاهر المبالغ فيها، والتي توحي بالتبذير والمغالاة.
واستدرك البزايعة: “إلا أن البعض تخلى عن التزامه بالمبادرة الشعبية وانساق وراء التركيز على المظاهر المادية التي عصفت بجوهر مراسيم الأعراس، بعد أن بدأت تخرج عن طابعها المألوف والمحافظة على الأعراف والتقاليد الضاربة في الأعماق، والتي تستمد جذورها من الحياة البسيطة البعيدة عن التكلف والإرهاق المادي”.
ومن جهته اعتبر أحمد أبو جري أن التخلص من العادات والتقاليد الاجتماعية في مناسبات الأفراح، التي كانت سائدة منذ العقدين الماضيين، أصبح ملاذا للعديد من الأسر، حيث اختفت مشاهد الولائم الكبيرة، وتم استبدالها بالحلويات أو الأكلات الشعبية التقليدية قليلة التكاليف، معتبرا أن الظروف المعيشية الحالية تدفع السكان للتقليل من أعباء طقوس الأعراس، خاصة العائلات التي تواجه أعباء الحياة المعيشية، لاسيما أن ما يسمى بـ”عشاء العريس” ذو تكلفة مالية باهظة.
أما أبو محمد المحاميد فيشير إلى أن المدينة شهدت تغيرا ملحوظا منذ ما يقارب خمس سنوات في أسلوب إحياء مظاهر الزواج عما كان متعارفا عليه قبل نحو عقدين من الزمن، إذ اختفت مظاهر المغالاة في الأفراح، والتي كان من أبرزها ما يسمى “عشاء العريس”، الذي كانت تتراوح تكلفته حينها نحو 10 آلاف دينار، وهو المبلغ الذي تكبده شخصيا عندما أقام حفلة زفاف ابنه الأول، وقام بتسديده من “نقوط العريس”.
ولفت إلى أنه، والتزاما بالمبادرة الشعبية التي أطلقت في المدينة، اتبع الأسلوب التقليدي في حفلة زفاف ابنه الثاني، حيث استبدل “عشاء العريس” بالكنافة، ما جعل التكلفة المالية لا تتعدى 3 آلاف دينار، مع أجرة “الصيوان”.
وكانت مدينة معان شهدت العام 2018 إطلاق مبادرة مجتمعية لمواجهة التكاليف والمغالاة في مراسم الزواج، بينها إلغاء “عشاء العريس”، واستبداله بالحلويات والمشروبات الغازية، تخفيفا من الآثار الاقتصادية والنفسية التي تثقل كاهل أصحاب الأفراح.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :