-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 19-06-2022 09:15 AM     عدد المشاهدات 165    | عدد التعليقات 0

(الرنين والمحوري) .. الفوبيا الإشعاعية حينما تنغص حياة المرضى

الهاشمية نيوز - تصفُ أم عمران (54 عاماً) شعورها حول رفض أخذ صورة “رنين مغناطيسي” قائلة “يخيفني شكل الجهاز وهو مغلق وصوته عال وفقاً لما سمعته ممن حولي، وأنا أعاني رهاب الأماكن المغلقة لوقت طويل”.
وبالرغم من أن الصورة الإشعاعية باتت ضرورية حسب طبيبها الخاص لمعرفة أسباب أوجاع الظهر والقدمين عندها، لكنها رفضت إجراءها مهما كلّفها الأمر” توضح أم عمران قرارها القاطع نحو إجراء صورة إشعاعية، وتؤكد أن ما سمعته من عائلتها عزز مشاعر الخوف عندها.
أبو عمر (56 عاماً) يسرد تجربته في جهاز “الطبقي محوري” ويشرح قائلاً “عانيت أوجاع أسفل الظهر غير معروف سببها في كل الفحوصات لذا لجأت للصور الإشعاعية”.
الصورة الإشعاعية.. واختلاف التجربة
ويصف أبو عمر الجهاز قائلاً “كان الجهاز من الداخل أبيض لكنه مغلق ومدة الصورة ربع ساعة وصوت الجهاز من الداخل يشبه الطبل ذا الصوت المرتفع” مما أشعره بصعوبة في التنفس حتى اضطر أن يخرج من الجهاز لشعوره أن المكان ضيق جداً ويشعره بالاختناق”.
ويضيف أنه أجرى الصورة مرتين لأن أي حركة متكررة ومفاجئة تسبب خطأ في التشخيص، مما اضطره للذهاب إلى مستشفى آخر، والأجهزة بداخله مفتوحة.
ووفقاً للمقال المنشور في “كليفلاند كلينك أبو ظبي في منتصف عام 2020 بعنوان “ما الذي يمكن توقعه عند فحص التصوير بالرنين المغناطيسي؟” فإن نتيجة صورة الرنين تساعد الأطباء على تشخيص حالات طبية معينة وتحديد العلاجات الأكثر فعالية، ويشترط عند إجرائه أن يظل المريض ساكنا أثناء عملية التصوير، للحصول على صور أكثر دقة.
النتيجة.. عندما يتخطى المخاوف
أصابتني أوجاع في الرأس والأذنين لمدة أشهر، مما أجبرني للجوء لإجراء صورة طبقي محوري ورنين مغناطيسي، يشرح مهند محمد (29 عاماً) حالته المرضية التي اضطرته للجوء لإجراء صورة إشعاعية قائلاً “عندما دخلت صورة الرنين في البداية كنت أود فقط معرفة سبب الألم في رأسي وتناسيت كل المضاعفات التي قد تحدث لي داخل الجهاز”.
اختصاصي الأشعة أسامة شطناوي يشرح الفرق بين صورة الرنين “”MRI و الطبقي المحوري “CT” ويقول تركيبة الجهازين نفس الشكل “الكوّرة” لكن جهاز الرنين لا يحتوي أشعة بل مجال مغناطيسي عالي القوة.
ويضيف أن أكثر الناس الذين يخافون صورة الرنين أو الطبقي هم مصابي “رهاب الأماكن الضيقة” وأنهم يلجأون اليوم لتخدير المريض بشكل كلي ثم إدخاله للصورة حتى ينتهي الوقت لضمان نتيجة واضحة للمريض لأن أي حركة من قبل المريض تصدر تشخيص خاطئ وبالتأكيد إعادة الصورة.
4 % نسبة انتشار رهاب الأماكن المغلقة
بحسب موقع “ويب.طب” فإن أحد أنواع الرُّهاب الأكثر انتشارًا هو رهاب الأماكن المغلقة وهو منتشر بشكل كبير بين الناس، حيث تظهر الكثير من نتائج الأبحاث أن نسبة انتشار رُهاب الأماكن المغلقة على مدى الحياة هو 4 %، وأعراضه العامة “التعرق، الرجفة، تسارع نبض القلب، الشعور بالاختناق، خدر”.
ويعدد شطناوي الحالات التي تستدعي صورة “رنين مغناطيسي” كالجلطة الدماغية أو قطع الرباط الصليبي والديسك، وأن الصوت الذي داخل الجهاز هو ذبذبات صوتية تصدر من حركة الجهاز، وبالعادة تتراوح مدة بقاء الشخص داخل الصورة من 10- 15 دقيقة وممكن أكثر حسب الحالة.
“الطبقي محوري واحد من أكثر الأجهزة التي تصدر أشعة” وبسبب مقدار الأشعة فهو ممنوع للسيدات الحوامل والأشخاص ذوي الأطراف الصناعية، وان جهاز الطبقي لا يصدر صوت ذبذبات كما في الرنين لكنه يستخدم الصور الملونة التي أحياناً تصيب المرضى بحساسية وتسخدم في حالات “الزايدة والالتهابات والكسور والنزيف” حسبما يوضح شطناوي.
ويؤكد أن الأجهزة تختلف من مستشفى لآخر من حيث الصوت وتوقيت النتيجة ومدة بقاء المريض داخل الجهاز، فبعض المستشفيات تبقي المريض داخل الصورة نصف ساعة بينما في مستشفى آخر 15 دقيقة وهذا يعتمد على عمر الجهاز.
ويلفت شطناوي إلى أن الطبقي والرنين أجهزة إشعاعية يتم مراقبة “ضغط المريض ونبضه فيها”، تفادياً لحدوث أي مضاعفات، وعن تقنية تشغيل موسيقا هادئة للمرضى داخل الجهاز يعلّق “كنا نستخدم الموسيقا داخل الجهاز لضمان تهدئة المريض أما الآن لم نعد نستخدمها لأن مدة بقاء الشخص في الأجهزة قصيرة بالأساس”.
الخوف.. والعقل الباطن
الاستشاري النفسي والتربوي موسى مطارنة يرى أن تشكيل المعاني والمفاهيم في حياة الإنسان، يتم بناءً على التجربة والخبرة المسموعة، وعليه تولد لديه حواجز نفسية تختلف معانيها في اللاشعور والعقل الباطن، بالتالي من يخاف التجربة قد يكون قد سمع عنها أو تعرض أحد أمامه لتجربة سيئة، مما شكل لديه هواجس وتجارب في خياله أجبرته على تفادي تجربة الصورة الإشعاعية.
ويذكر مثال الأشخاص الذين يخافون من المرتفعات لأنهم في الغالب سمعوا عن أشخاص تجربتهم سيئة في المرتفعات وأسقطوها على أنفسهم، مما يولد حالة من الرهاب النفسي حتى تصل هذه التخيلات لمشاعر راسخة في الذهن قد تسبب الاختناق بداخل الأجهزة، مما يحول حالة اللاشعور إلى شعور موجود وواقعي
ويقول إن الإنسان يجب ألا يكوّن صورة ذهنية للأشياء بناءً على تجارب الناس، وإن لكل إنسان منظورا مختلفا للأشياء وتجربة مختلفة، وهذا ما يتم اعتماده تجاه الحالات الرهابية، وهو محاولة إزالة الصورة السلبية اللاشعورية من التفكير حتى يتقبلها الشخص بالواقع.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :