المزارعون قلقون لنقص مياه سدود الجنوب

الهاشمية نيوز - يحبس إعلان سلطة المياه جفاف سدود الجنوب، أنفاس مزارعين بغوري الصافي وفيفا، أبدوا قلقهم من أن تشهد الأيام المقبلة عمليات تخفيض لكميات مياه الري ما يلحق الضرر بمزارعهم.
وطالبوا من الجهات المعنية العمل على وقف الاعتداء على مياه الري عند مصادرها قريبا من سد التنور والتي تنبع من الينابيع التي تستخدمها سلطة وادي الأردن حاليا بديلا عن سد الموجب.
وكان مزارعون بالأغوار الجنوبية ووادي الموجب قد شكوا خلال الموسم الماضي من تراجع كميات مياه الري لمزارعهم، ما أثر كثيرا في كمية وجودة الإنتاج وتسبب بتلف العديد من المزروعات التي لحقها الجفاف.
وأكدوا أن السنوات الماضية كانت قد شهدت نقصا بمياه الري للمزروعات ما أدى إلى تلف العديد منها وخصوصا محصول الملوخية في موسم الصيف، لافتين إلى أن الموسم الزراعي المقبل سوف يكون الأكثر خطورة في ظل نقص المياه بالسدود التي تزود زراعات وادي الأردن بمياه الري.
وكانت وزارة المياه والري أعلنت قبل شهرين، “أن سدود الجنوب وللعام الثاني على التوالي، وهي سدود الموجب والتنور ووادي الكرك واللجون تواجه نقصاً حاداً في مستويات تخزين المياه لم تشهدها منذ سنوات عديدة سابقة”.
وأوضحت الوزارة أن “مخزون سدود المملكة الكلي بلغ (85) مليونا و660 ألف متر مكعب، لتشكل نسبة التخزين فيها 30.51 % من السعة التخزينية الكلية للسدود البالغ 280 مليون 760 ألف متر مكعب، فيما بلغت نسبة تخزين السدود العام الماضي بمثل هذا الوقت 36 % من التخزين الكلي”.
وأكدت الوزارة أن “نسبة التخزين في السدود الجنوبية التي تستخدم للري وللاستخدامات الصناعية والتغذية الجوفية قليلة جدا، وهي سد التنور الواقع بين محافظتي الكرك والطفيلة بوادي الحسا وبلغت نسبة التخزين فيه أقل من 1 %، وسد الموجب بنسبة 3.3 %، في حين أن سدي الكرك واللجون بلغت نسبة التخزين فيهما 12 % من مخزونهما الكلي”.
وتضم محافظة الكرك خمسة سدود كبيرة، الى جانب 16 سدا وحفيرة ترابية، تتوزع على امتداد المناطق الشرقية الصحراوية، لتشكل نقاطا لتجميع مياه الأمطار.
وكانت ثلاثة من السدود بالمحافظة قد جفت العام الماضي وهي: سد الموجب بسعة تخزين (28 مليون م3)، وهو من السدود الكبيرة في المملكة، والتنور وسعته (15 مليون م3) وسد وادي الكرك (3 ملايين م3)، في حين تراجع منسوب سد اللجون (2 مليون م3) إلى حد كبير، وفق بيانات رسمية.
واعتبر رئيس جمعية التنمية المحلية بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل أن جفاف السدود وخصوصا سد التنور الذي يزود الأغوار الجنوبية بمياه الري سوف يؤثر بشكل كبير على عملية ري المناطق الزراعية المعتمدة على مياه السدود، وخصوصا الزراعات في غور الصافي حيث المساحة الزراعية الأكبر، والتي تعتمد على سد التنور.
ولفت الى ان المزارعين شعروا بالأثر الكبير في تراجع مخزون السدود خلال موسم الزراعات الصيفية الأخير، حيث واجهت مزارع نقصا شديدا بمياه الري، اضافة الى ان زراعة الاشجار تأثرت كثيرا بنقص المياه.
وقال، “إذا تكررت الحالة بالموسم الحالي فإن كثيرا من المزارعين سوف يهجرون الزراعة بسبب توقع تعرضهم لخسائر مالية كبيرة”، مؤكدا أنه مع بدء الموسم المقبل، وجفاف المياه في السدود سيتعرض المزارع لأضرار كبيرة، وخصوصا بعد التصريحات الرسمية من سلطة المياه بدعوة المزارعين إلى عدم زراعة كامل مساحات أراضيهم الزراعية للموسم المقبل.
ولفت الهويمل، إلى أن مساحة الأراضي الزراعية في اللواء، تقدر بحوالي 55 ألف دونم، وهي مساحة كبيرة، تحتاج لضبط مياه الري، وتوزيعها على الأراضي بعدالة.
في سياق متصل، قال المزارع يوسف الضلاعين من مزارعي الغور الصافي إن المزارعين بالأغوار الجنوبية يعانون بشكل دائم من نقص مياه الري للمزروعات، لافتا إلى أن السلطة تقوم بتوزيع المياه على المزارع وفقا لنظام لا تلتزم به، مؤكدا أن من المفترض أن يحصل المزارع على المياه لري مزروعاته لمدة يوم كامل ضمن الدور الرسمي، إلا أن ما يحصل هو قطع المياه عن المزارع لمدة 8 ساعات متواصلة أثناء الدور.
وبين أن المزارع هو المتضرر الأكبر مما يجري، لافتا إلى أن المزارعين ولجنة توزيع المياه بالغور الصافي اجتمعت اكثر من مرة مع الجهات المعنية للتوصل إلى حل لمشكلة الاعتداءات على مصادر المياه في أسفل سد التنور والتي تمنع وصول المياه بشكل كامل للمزارعين، قائلا “تلقينا وعودا وإلى الآن المشكلة قائمة”.
من جهتها، لم تجب أمين عام سلطة وادي الأردن المهندسة منار المحاسنة على اتصالات “الغد” للحصول على تصريح بخصوص الموضوع، في حين أكد مدير مكتب سلطة وادي الأردن بالأغوار الجنوبية المهندس رائد الصعوب أن جفاف السدود وخاصة سد التنور سيكون له أثر كبير على مصادر المياه، وخصوصا خزان السد ومصادر الينابيع بأسفل السد.
وبين الصعوب “أن جفاف السد لن يؤثر على كميات المياه المزودة للمزارعين الموسم الحالي والموسم المقبل، مؤكدا انه لم يتم أتخاذ أي قرار بتخفيض كميات مياه الري للمزارعين.