-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 31-05-2022 09:01 AM     عدد المشاهدات 230    | عدد التعليقات 0

بعد إلغاء إلزامية الكمامة .. هل انتهت الحرب على الفيروس الشرس؟

الهاشمية نيوز - عادة صحة وقائية، أمست سلوكية، بعد عامين ونيف من فرضها من قِبل الحكومة، وهي ارتداء الكمامة في مختلف الأماكن للحد من انتشار عدوى جائحة كورونا. ومؤخرا تم الإعلان عن إلغاء شرط إلزامية ارتداء الكمامة بشكل كامل في الأماكن المفتوحة والمغلقة، بموجب بلاغ صادر عن رئاسة الوزراء.
المجتمع الأردني كغيره من دول العالم، بحث عن حلول عدة للحد من عدوى الانتشار، وما بين ملتزم بارتدائها وآخر رفضها لكونها تسبب له الضيق، البعض يرى أنها لم تكن كفيلة بالوقاية من المرض، كون هناك من كان يرتديها ولكنه أصيب بكورونا، لذلك كانت إلزامية الارتداء متفاوتة في الأردن، وعدم الالتزام كان سبباً للمخالفة والعقاب.
ومع تلاشي انتشار الجائحة، بدأت الأردن بفك العديد من قيود الإجراءات، كانت “الكمامة” آخر الأسلحة التي بقيت الحكومة تطالب بأهمية ارتدائها وخاصة في الأماكن المغلقة، إلى أن أعلنت مؤخراً التخلي عن هذا القرار، بناءً على الوضع الوبائي في الأردن، والذي يشير إلى التخلص من موجبات الجائحة، والتي كانت سبباً في حدوث حالات مرضية شديدة ووفاة آخرين جراء تأثرهم بتبعات “كورونا”.
هذا القرار، بث السعادة في نفوس المواطنين الذين استشعروا من التخلي عن الكمامة أنه دليل على “الخلاص من كورونا” كون الحكومة كانت تشدد على إلزاميتها حتى وقت قريب، خاصة في الأماكن المغلقة، على الرغم من تفاوت ردود الافعال على مواقع التواصل الإجتماعي.
مروة أحمد في تعليقها على هذه القرار، تبين بأن نسبة كبيرة من المواطنين كان التزامهم بالكمامة متواضعا جداً ولم يكن بالشكل المثالي، فمنهم من يرتدي ذات الكمامة لأيام متتالية، وهذا غير صحي، ومنهم من يرتديها فقط لتجنب المخالفة القانونية، لذلك لا تعتبر ان هذا القرار سيغير الكثير، سوى الشعور بأن جائجة كورونا انتهت وانتهى معها عهد العدوى والخوف.
أما علاء القاضي، فما يزال مقتنع بأهمية الكمامة في ظل هذه الأجواء التي نعيشها الآن، خاصة ممن يعانون من التحسس الموسمي أو مرض الربو، وانه ما يزال يرتدي الكمامة عند زيارته للمستشفيات والأماكن العامة المكتظة، على أمل ألا يصاب بأي نوع من عدوى الفيروسات وليس فقط فيروس كورونا، خاصة وأنها أصبحت “مستساغة” في مجتمعنا بشكل عام.
وفي الوقت الذي يطرح فيه الكثيرون تساؤلاً بأن عدم فرض الكمامة يعني التخلص من كورونا، يرى استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني في حديثه لـ”الغد” عن إمكانية وجود هذه الفرضية، وأن كوفيد19 أصبح مرضاً موسمياً يصيب الإنسان دون خطورة، خاصة في ظل التراجع الحاد في خطورة الفيروس، من خلال ظهور متحورات مختلفة، كان آخرها “متحور أوميكرون” والذي كان أقل المتحورات خطورة، ولم يسبب حدوث وفيات بأعداد كبيرة.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الأردن هذ القرار، كان قد سبقها العديد من دول العالم، وهذا وإن دل فإنما يدل على تراجع الجائحة وبداية نهايتها في مختلف الدول، حيث يبين العناني أن متحور أوميكرون، بات على هيئة “رشح عادي” غير خطير بتاتاً، وقد يكون أحد اسباب تراجع خطورة المرض هو تلقي اللقاحات بأعداد كبيرة من قِبل الناس في مختلف دول العالم، والأردن من ضمنها، كون اللقاح وفر مناعة جيدة لتلافي خطورة أي تطور للفيروس، وهذا قد يكون سبباً آخر للحديث عن “انحسار الجائحة” وعدم الحاجة للكمامة.
ولكن في ذات الوقت، يتمنى العناني على الشخص الذي يمكنه ارتداء الكمامة ولا يرى فيها عبئاً أن يستمر في ارتدائها في بعض الأماكن المكتظة أو المستشفيات التي فيها أقسام مرضى فيروسية، وأيضاً في أجواء الطقس المغبرة.
ووفق العناني، فإن الأجواء المغبرة تُشكل خطورة على مرضى الربو والتحسس الموسمي، وهناك أشخاص يحتاجون إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج بسبب ما يعانون، وكانت نسبة الدخولات بسبب الربو قد تقلصت خلال العامين الماضيين بسبب الالتزام بالكمامة، ولكن الآن عادت الحالات بالتزايد نتيجة التراخي في ارتداها.
كما تحدث العناني عن انخفاض أعداد مصابي الرشح والإنفلونزا الحادة خلال العامين الماضيين، كون العادات الصحية التي فرضتها الجائحة ساهمت في ايجاد أجواء صحية من تباعد، وارتداء كمامة، واستخدام معقمات العديد من الإجراءات، الأمر الذي يبين مدى أهمية أن يكون هناك “وعي وقائي” يلزم باختيار الوقت لمناسب لارتداء الكمامة في أي وقت سواء بسبب كورونا أو الأجواء المغبرة وغير المستقرة، أو انتشار اي نوع من الفيروسات، والذي من شأنه أن يحمي من العدوى بمختلف أشكالها ولو بنسب متفاوتة.
من جهته، يعتقد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع أن “العادة المجتمعية” أياً كانت هي كل سلوك اعتاد الناس على القيام به، فالمجتمع عاش خلال عامين مع الكمامة حتى أصبحت جزءا كبيرا من سلوكياته اليومية، وبات كثيرون يعتمدون على ارتداها حتى بعد الاطمئنان من خطر الوباء، وبالتالي فإن هذا السلوك في العامين الماضيين ساهم في انخفاض حالات الإصابة بالإنفلونزا بشكل عام.
وهذه من المؤشرات المهمة لارتداء الكمامة، وفق جريبيع، ولكن المجتمع ربط ما بين كورونا والكمامة، وهناك مجتمعات بشكل عام غالبا ما ترتدي الكمامة في مختلف الفصول، ولكن في المجتمع الاردني ارتبط فقط بعدوى كورونا، على الرغم من أنها “أصبحت الآن جزءا من عاداتنا وسلوكياتنا اليومية لدى فئة كبيرة من الناس، وبات أمرا غير مستغرب ارتداء الكمامة في أي وقت وفي أي مكان”.
ويقول جريبيع أنه دائماً ما تترسخ هذه السلوكيات بالمجتمع عند ممارستها بشكل متكرر وواسع، لتصبح جزءا اصيلا من العادات والتقاليد، وهو ذات الأمر في مبادلة السلام والتحية ما بين الناس، وهناك كثيرون ما يزالون يكتفون بالمصافحة فقط أو السلام دون ملامسة كونه أمرا أصبح معتادا، وهذا يعني تغيير كثير من العادات.
الحكومة حينما أعلنت عدم إلزامية ارتدء الكمامة، لا يعني ذلك أن لا حاجة لها في بعض الأوقات، وخاصة أننا شهدنا خلال الفترة الماضية حدوث موجات من انتشار الغبار في الأجواء، والذي من شأنه أن يؤثر على الأشخاص بشكل عام، ومرضى الربو والتحسس الموسمي بشكل خاص.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :