-

عربي دولي

تاريخ النشر - 31-03-2022 09:18 AM     عدد المشاهدات 131    | عدد التعليقات 0

موسكو: لا تقدم في المفاوضات

الهاشمية نيوز - قللت موسكو ، من أهمية النتائج الأولية التي أفضت إليها جولة المحادثات الجديدة في إسطنبول، ونفى الكرملين أن يكون المفاوضون الروس والأوكرانيون أحرزوا تقدما في هذا اللقاء. وتزامن إعلان الرئاسة الروسية عن فشل الوساطة الفرنسية في تخفيف الوضع الإنساني في ماريوبول مع تأكيدها على عدم نية القوات الروسية خوض حرب «حتى النهاية وبأي ثمن»، وقال الناطق باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بلاده «لا تخوض معارك ستالينغراد جديدة». وعكست التصريحات الصادرة عن الكرملين أمس، مزيجا من تأكيد عدم ثقة الكرملين بأن الأجواء الإيجابية التي سيطرت على اجتماع إسطنبول أول من أمس، يمكن أن تشكل خطوة جدية نحو إنهاء الحرب وإبرام معاهدة شاملة بين روسيا وأوكرانيا، وفي الوقت ذاته، بدا الكرملين حريصا على عدم نيته تبني مواقف الأطراف الأكثر تشددا في روسيا التي تدعو إلى مواصلة حرب شاملة حتى النهاية بصرف النظر عن التكلفة الباهظة التي قد تتسبب بها. ونفى بيسكوف «حصول أي اختراقات في جولة المفاوضات التي جرت في إسطنبول بين وفدي موسكو وكييف». وقال إن الكرملين «لم يلحظ اختراقات أو تقدما واعدا في هذه الجولة رغم بروز بعض المؤشرات الإيجابية من جانب أوكرانيا».
ورأى الناطق الرئاسي أنه كانت هناك «نقطة إيجابية» تكمن في شروع الجانب الأوكراني في «صياغة اقتراحات ووضعها على الورق». وزاد: «فيما تبقى لا نستطيع تأكيد حصول أي شيء واعد، أي اختراق، لا يزال يتعين علينا أداء عمل يستغرق وقتا طويلا».
وكشف بيسكوف أن رئيس الوفد الروسي في المفاوضات فلاديمير ميدينسكي قد أطلع الرئيس فلاديمير بوتين على نتائج اجتماع إسطنبول فور عودته إلى موسكو مساء أول من أمس، وأنه قدم توضيحات إضافية بشأنها أمس. وتوج اجتماع إسطنبول بإعلان روسيا عن تقليص أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف، ضمن عملياتها العسكرية في أوكرانيا. من جانبها، أعربت الحكومة الأوكرانية عن استعدادها لمناقشة إمكانية إثبات وضعها الحيادي شريطة تلقيها ضمانات أمنية من عدة دول وتمهيد الطريق لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. كما توصل الطرفان إلى اتفاق على إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي بالتزامن مع إبرام النسخة الأولية من اتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف. وقال رئيس الوفد الروسي تعليقا على نتائج الجولة إن «العمل مستمر والمفاوضات مستمرة. أود أن أؤكد بشكل منفصل أن الموقف المبدئي من جانبنا فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم ودونباس لم يتغير».
وزاد في مقابلة تلفزيونية أمس، أنه «لأول مرة منذ سنوات، أعلنت سلطات كييف استعدادها للتفاوض مع روسيا». وأضاف «قدموا لنا مبادئ اتفاقية مستقبلية محتملة، مكتوبة على الورق». وأوضح رئيس الوفد إن المبادئ تنص على «الامتناع عن الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وتحديد حالة عدم الانحياز لأوكرانيا، والتخلي عن الأسلحة النووية، وكذلك حيازة أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل وحيازتها وتطويرها، والتخلي عن الأسلحة النووية، ونشر القواعد العسكرية الأجنبية والوحدات العسكرية، والالتزام بإجراء التدريبات العسكرية بمشاركة القوات المسلحة الأجنبية فقط بعد الاتفاق مع الدول الضامنة، بما في ذلك روسيا».

وفي إشارة إلى نقطة وردت في الاقتراحات الأوكرانية المقدمة، تتعلق بتعهد كييف عدم شن عمل عسكري لاستعادة السيطرة على القرم ودونباس، أكد ميدينسكي أن هذا الموضوع «ليس مطروحا للبحث مع الجانب الأوكراني». وكان بيسكوف قال إن روسيا «وفقاً للدستور، لن تناقش مصير أراضيها ومناطقها مع أي طرف». وقال إن الكرملين لا يدلي بتصريحات حول القضايا المطروحة حاليا «بشكل جوهري على طاولة المفاوضات». كما لفت بيسكوف إلى ما تصفه موسكو بالتباين داخل النخب الأوكرانية حول ملف المفاوضات، وزاد أن «الخلاف» العام في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية من جانب ممثلي أوكرانيا، بما في ذلك أولئك الذين لا علاقة لهم بالعملية التفاوضية، لا يساهم في إحراز نجاح.

في شأن آخر، قال الناطق الرئاسي الروسي إن موسكو وباريس لم تنجحا في إحراز أي تقدم، خلال المكالمة الأخيرة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون، بشأن تنظيم عملية إنسانية في مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية. ولم يوضح تفاصيل إضافية عن هذا الموضوع، لكنه في المقابل قال إن بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية «حتى النهاية».

وفي تعليق على دعوات برزت في موسكو إلى مواصلة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا «حتى النهاية وبأي ثمن»، قال بيسكوف: «هذا الأمر ليس مطروحا على الأجندة الروسية ولا ينبغي أن تكون في خططنا خوض أي (معارك ستالينغراد) جديدة». وزاد أن الأهم عدم الاندفاع وراء العواطف، مضيفا: «تدار المفاوضات من قبل جانب مهنيين ويجب الوثوق بهم (...) وموقف الجانب الروسي معروف جيدا ومنطقي ويستند إلى أرضية راسخة ولم يطرأ عليه أي تغييرات».

وتطرق إلى ملف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، الذي كان أيضا، ضمن محاور البحث بين بوتين وماكرون. وقال إن الرئيس الروسي طرح خلال المكالمة موضوع دفع ثمن الغاز الروسي بالعملة الروسية الروبل. من دون أن يوضح تفاصيل عن رد ماكرون على المطلب الروسي.

وينتظر أن تنتهي اليوم، المهلة التي حددها الرئيس الروسي لانتقال حكومة بلاده إلى التعامل بالروبل مع عقود الغاز المبرمة مع أوروبا، ونص قرار رئاسي إلى بدء سريان هذا القرار في مطلع أبريل (نيسان). لكن غالبية البلدان الغربية رفضت المطلب الروسي، وأكدت أن العقود المبرمة سابقا مع روسيا لا تنص على بند يخول موسكو تغيير آليات الدفع. في المقابل لوحت موسكو بإمكان قطع الإمدادات عن البلدان التي تمتنع عن دفع أسعار الغاز بالروبل، وقال بيسكوف قبل يومين إن بلاده «لا تزود أي طرف بالغاز مجانا».






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :