-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 16-03-2022 09:19 AM     عدد المشاهدات 185    | عدد التعليقات 0

وزيرة الثقافة تستذكر الأديبة ليلى الأطرش: مشروع روائي إعلامي استثنائي

الهاشمية نيوز -

ناقش كتاب ونقاد وإعلاميون تجربة الكاتبة والإعلامية الراحلة ليلى الأطرش، في ندوة استذكارية أقامتها وزارة الثقافة الثلاثاء، في المركز الثقافي الملكي بعمّان.

وأقيمت الندوة على جلستين، بحضور وزير الثقافة السابق علي العايد ووزيرة السياحة والآثار السابقة سوزان عفانة، وجمع من الكتاب والأدباء والمفكرين.

وفي الجلسة الأولى التي أدارها الأمين العام لوزارة الثقافة الروائي هزاع البراري، أشار الأخير إلى أهمية الاحتفاء بالكاتبة الراحلة التي ترفرف روحها حول الساحة الأدبية، بما قدمته من إرث إبداعي فكري تنويري لا يمحى.

وقدمت الفنانة نداء شرارة وصلة غنائية من أعمال السيدة فيروز، لأغنيتي "أعطني الناي" و"سوا ربينا" مهدئة إياهما لروح الراحلة التي كانت تحب هاتين الأغنيتين تحديدا.

وفي ورقتها التي حملت عنوان "دور ليلى الأطرش في مشاريع وزارة الثقافة"، قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار: "إننا نحتفل اليوم بسيرة سيدة لم تكن عادية على الإطلاق"، مضيفة: "ليلى كانت جزءا من مشروع ثقافي يناضل من أجل الناس".

وأكدت النجار أن ليلى الاطرش كانت نموذجا للتواصل بين المعرفي والسلوكي، بمشروعها الإنساني والإعلامي والروائي، مقدمة نموذجا إنسانيا استثنائيا، فهي لم تسعَ يوما للشهرة الزائفة، وهي لم تكن رقما عابرا بل سيدة استثنائية وصاحبة مشروع حقيقي، فهي كانت تضم الجميع بدون استثناء.

وفي ورقته التي حملت عنوان "ليلى الأطرش.. تعدّد السرد ووحدة الوعي"، قال الكاتب مفلح العدوان: "السيرة الثرية للمبدعة ليلى الأطرش، تجعل من هذه الكاتبة اللافتة حاضرة دائما، فلا مساحة من مساحات إبداع الحرف والكلمة الثقافة والإعلام والسرد والمسرح، كلها تركت فيها بصمة مميزة مبدعة عالجت فيها موضوعات مختلفة على الصعيد الإنساني والوطني، تلك هي ليلى الأطرش التي لا تغيب، ذلك أن إبداعها يبقى يشير إليها، وحرفها نابض بالحياة وبرسالة الحرف التي لا تتوقف عند حدّ أو زمان".

وتطرق العدوان في ورقته إلى جوانب إبداعية برزت فيها الأطرش، في الرواية والقصة والمسرح وفي القلم الدولي، مشيرا إلى أن "ليلى الأطرش واءمت حياتها ووعيها وكتابتها لتعزيز الوفاء للوطن ولقضاياه، فحملت رسالتها وقضيتها وعبّرت عنها بكل الأجناس الإبداعية التي كتبتها عن وعيٍ راسخ لديها، متجذر في عمق الأردن وفلسطين، وممتد نحو المحيط العربي، وصولا إلى ذاك الفضاء الإنساني، الذي استطاعت بما قدمته من إبداع في الكلمة ورسوخ في الموقف وتميز في الحضور، أن تجد كل التقدير والقبول على امتداد مساحات كثيرة في العالم".

فيما تطرّق الناقد فخري صالح في ورقته المعنونة "تعدد العوالم وزوايا النظر وتباين الأمكنة والأزمنة"، إلى تبني ليلى الأطرش في كل رواية تكتبها، عالما متخيلا من الشخصيات والأحداث والأمكنة والأزمنة والجغرافيات المختلفة، التي تشكل كونَها الروائي المتعدد، وعالمَ شخصياتها التي تنتمي إلى خبرات إنسانية، وجنسيات، وقناعات فكرية وأيديولوجية، وطبقات وشرائح اجتماعية، وكذلك أنواع جنسية (جندرية)، متعددة ومتباينة. وما أقصد قوله، هنا، هو أنها لا تُعنى بحشر كتابتها الروائية في إطار ضيق من الموضوعات والتجارب ورؤى العالم، وجعل عملها الأول يتناسل ويتوالد في الأعمال التالية لها".

وأشار صالح إلى أن الأطرش بدأت مسيرتها الروائية في "وتشرق غربا" (1987) ساعيةً إلى تفكيك الشروط السياسية والاجتماعية للتحرر الفلسطيني، وخصوصا تحرر المرأة ومشاركتها في مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية بعد احتلال 1967، باحثةً عن حلول للمحرمات الاجتماعية والدينية، والحواجز الصلدة المقيمة بين الطوائف والمذاهب".

وقدم وزير الثقافة الفلسطيني الروائي عاطف أبو سيف، شهادة مسجلة عن الروائية الراحلة ليلى الأطرش، التي حازت جائزة الدولة التقديرية في فلسطين عام 2017، تقديرا لدورها الفاعل في إثراء الفعل الثقافي الفلسطيني والأردني والعربي، كونها واحدة من مؤسسي الفعل الثقافي.

واعتبر أبو سيف الكاتبة الراحلة رمزا من رموز الإبداع والعطاء على مدى سنوات من الإبداع والفعل الثقافي وكان لها مساهمة فاعلة في إثراء المخزون الأدبي.

كما قدم الروائي فيصل دراج شهادة أدبية عن الكاتبة الراحلة، قرأها نيابة عنه الكاتب مفلح العدوان، وقال فيها: "ليلى الأطرش أديبة لامعة بصيغة الجمع، تأقلم قلمها مع أنواع أدبية متنوعة، وتأملت بكتابتها الروح الإنسانية في أحوالها المتغيرة".

وتابع دراج في شهادته، قائلا: "الحديث عن المتعدد في كتابة ليلى يستدعي، شجاعة البصيرة التي تراءت في رواياتها، فهي تتكامل في ممارساتها الكتابية، وعوالمها الروائية المتخيلة والواقعية في آن معا".

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الروائي هاشم غرايبة، أكد أهمية وعمق القضية المركزية التي كانت تنطلق منها الكاتبة الراحلة ليلى الأطرش في رواياتها وهي القضية الفلسطينية.

وفي ورقتها التي قدمتها، حكت ابنة الكاتبة الراحلة، الإعلامية دانة الصياغ بحضور أشقائها، عن علامات إنسانية في سيرتها، مؤكدة أن والدتها كانت بوصلتها حين تأخذها الكلمات.

وقالت: "كنت مبهورة بقدرتها على تسخير اللغة واللعب بمفرداتها، فلن أستطيع أن أكتب ليلى كما كانت ليلى تكتب نفسها".

وكشفت الصياغ أن والدتها شرعت في الشهور التي سبقت رحيلها بكتابة مذكراتها، وأن العائلة ستقوم بنشرها في وقت قريب، مشيرة إلى سؤال أرّق والدتها كثيرا، وهو: هل اختطفت الإعلامية مساحة الكاتبة من حياتها؟ أجلتها وحرمتها منها سنين طويلة.

وقرأت الصياغ بعضا من مذكرات والدتها قائلة: "عدت إلى الرواية ولم تخذلني، يمتزج هدير المحيط مع هدوء المتوسط، فيحدد نقطة التقاء المياه بخط أبيض واضح. على الطرف الغربي من المتوسط يرى بوضوح، من على شاطئ طنجة معلنا صعوبة الانصهار بين محيط بلا حدود".

أما رزان إبراهيم، فأشارت في ورقتها إلى أنها تتحدث للمرة الأولى عن ليلى الأطرش في غيابها، وأنها اعتادت أن تناقش (صديقتها) في شتى مناحي الحياة، وقالت: "تمتاز نصوص ليلى الأطرش السردية بخصوصيتها على الصعيد الإنساني، والتي تؤكد أنها كانت على تماسٍ مباشر مع الحياة، وهو التماس الذي مكّنها من فهم الطبيعة الإنسانية والتعبير عنها".

وبيّنت إبراهيم أن ليلى الأطرش كانت قادرة على الفصل بينها وبين شخصيات رواياتها، موضحة: "وعيها لا يختلط مع وعي شخصياتها، لكن في "ترانيم الغواية" كنت أحس أن البطلة التي زارت القدس في رحلة بحث تاريخية تحمل شيئا من الروائية".

وقدم الروائي واسيني الأعرج شهادة مسجلة، روى فيها ذكرياتها مع الكاتبة الراحلة، وقال: "تتميز ليلى الأطرش بوصفيات متعددة، فهي الكاتبة والإعلامية والناشطة في الحقل الثقافي، وواحدة من أبرز وأهم المدافعات عن المرأة، حيث كانت تشعر بأن النساء لم يأخذن حقّهن في العالم العربي، فهي مناضلة حقيقية من أجلهنّ، ولذلك كان لها دور كبير في إطلاق مكتبة الأسرة عام 2007، مؤمنة بإشاعة الجمال وإعطاء فرصة للمرأة لكي تتطور".

وأضاف الأعرج: "كانت ليلى الأطرش مشدودة للقضية الفلسطينية وللقدس، فعندما زرنا المدينة المقدسة معا ذات مرة، كانت مثل الطفلة التي تحاول أن تملأ عينها بما تراه، ولذلك كانت في كل أعمالها الروائية ترتكز على شيء مركزي وهو القضية الفلسطينية، فلم تسقط في الخطاب السهل الذي سقط فيه معظم الكتاب، فالدافع الوطني قد يضع الإبداع في الزاوية، لكنها كانت واعية لما تقوم به".

وختم الروائي يحيى القيسي بشهادته المسجلة الجلسة الثانية، بالتأشير على الأثر الكبير الذي خلفته ليلى الأطرش في كل المناطق الإبداعية التي عملت بها، في حقل الرواية وحقل الإعلام وحقل مؤسسة القلم الدولي للتعريف بالقضايا العربية.

وقال: "أيضا على الصعيد العائلي، فليلى وزوجها المترجم الحقيقي الراحل فايز الصياغ، كانا موئلا للكرم والثقافة والفكر، فبيتهم كان محجّا للكتّاب والمثقفين، وكل ما أنجزاه من إرث أدبي، سيظل مؤثرا في الحياة الثقافية والأدبية العربية".

المملكة + بترا






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :