رجم الملفوف .. من أســرار عمّــان القــديمــة

الهاشمية نيوز - أحد أقدم المعالم التاريخية في عمّان التي شيدها العمونيون، وهو عبارة عن برج شيد بالعصر الحديدي في حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهو كباقي الأبراج التي أحاطت بربة عمون، كانت تهدف للدفاع وحماية المدينة ومراقبة تحركات الاعداء. وقد شيدت مثل هذه الأبراج بكتل ضخمة من الحجارة المشذبة بشكل بسيط، واتخذت أشكالاً مختلفة تتفاوت بين المربع والمستطيل والدائري وأكثرها من الحجارة الصوانية الصمّاء. ورجم الملفوف شيد بشكل دائري بارتفاع أربعة أمتار، وقد سمي بالملفوف لشكله الدائري، وأوضحت الحفريات أن البرج كان يتألف من طبقتين أو ثلاث طبقات، وكان له مدخل رئيسي وفيه أربع غرف بدون سقف. يقع رجم الملفوف غرب الدوار الرابع في جبل عمان في منطقة مشرفة على وادي صقرة، بجانب مركز التسجيل والأبحاث التابع لدائرة الآثار الأردنية بجبل عمان.
تاريخ البناء واكتشافه
كان الرجم أول ما لاحظه العلماء في القرن التاسع عشر، من خلال عمليات المسح التي فسرها غلوك (Glueck) بوصفها مركزا حدوديا للعامونيين في العصر الحديدي الأول. استنادا إلى بيانات جديدة، تشير إلى أن هذه المباني كان لها أكثر من وظيفة (أي حصون مستوطنات، مرافق الزراعية). أساسا تاريخ الرجم يعود إلى العصر الآشوري (ca. 730-630/20 قبل الميلاد) الحدود الخارجية تجاور حدود الدولة العامونية. إذا كان هذا صحيحا، فالتوسع الغربي للعامونيين لم يبدأ إلا في وقت لاحق.
هو واحد من سلسلة من 30 قلعة تُنقط المملكة الأردنية، يعود تاريخها إلى فترة غير معروفة. قطر البرج 22 مترا من الحجر, اختلف علماء الآثار والمؤرخون على وظيفته وأصله. كثير من الحصون التي بنيت على قمم التلال، هي الآن إما في المناطق الزراعية أو وسط مباني عمان الحديثة.
التنقيبات الأولية للرجم، والتي تمت في أوقات مختلفة من اخر قرنين، ارخت البرج إلى أوائل الاحتلال الروماني للمنطقة. ومع ذلك، براعة بنائة اعتبرت اقل بالنسبة للطرق الرومانية ولمعايير ومواد البناء, التي لم تكن مماثلة للمعالم والهياكل التي وجدت في جراسا القديمة (جرش) أو في جدارا (أم قيس) أو غيرها من المواقع الرومانية الموجودة في جميع أنحاء البلد.
في وقت لاحق، تم اكتشاف اوان من الفخار وغيرها من نتائج مماثلة الخزف، ارخت البرج إلى فترة سابقة، في العصر الحديدي، حوالي النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد على الرغم من أن هذا ما زال قيد المناقشة.
الاستخدام الأصلي للهياكل الصخرية، يمكن العثور عليها في أنحاء عمان ومادبا واربد، وأيضا لا تزال مصدرا للجدل.يعتقد أن بعض هذه الأبراج هي في الأصل منشآت عسكرية، نظراً لمركزها المطل على الوديان والأراضي الزراعية ولمنع الغارات المحتملة.
حماية الأراضي الزراعية
خبراء آخرون، راؤوا أن هذه الأبراج والمباني صممت لحماية الأراضي الزراعية الخصبة والحصاد من جحافل البدو الرحل واللصوص، وكذلك لتخزين الحبوب. وهناك مدرسة فكرية ثالثة تعتقد أن أبراج المراقبة تطورت على مر الزمن، والتي أنشئت أصلا لأغراض دفاعية وفي وقت لاحق، تم تحويلها إلى نواطير زراعية في زمن السلم.لا يعرف إلا القليل عن ما يسمى فترة العمونيين في الأردن، عدم اكتمال الحفريات الأثرية ساعد في عدم معرفة طريقتهم في الحياة ،بالرغم من وجود عينات كبيرة مثل رجم الملفوف، الذي يظل صدى مفقودا منذ زمن طويل. ثلاثة طوابق بارتفاع خمسة أمتار ونصف المتر، السلالم الحجرية متداعية والمرافق المحيطة في حالة خراب. أسرار العمونيين ذهبت، والبرج لا يزال هناك يطل على تطورات عمان الحديثة التي أخذت اسمها من تلك الحضارة القديمة. أطلال الرجم الملفوف تتكون من برج حجري وعدة غرف تخزين على الجهة الشرقية من هذا البرج، ومبان تقع على تلة، وآثار ثلاثة مستويات لا يزال من الممكن التعرف عليها، بل قد تكون أعلى بخمسة أو ستة أمتار مما هو عليه اليوم، وبرج دائري يبلغ قطره اثنين وعشرين مترا.