وللشاي طقوس جميلة

الهاشمية نيوز - نبيل عماري
كان عندما يصب الشاي في الأكواب من تلك الأباريق المطلية الزرقاء بكافة احجامها، او بذلك الأبريق الألمنيوم الكبير بالسعة والمحبة ولمة وحنو العائلة، كان للشاي طقوس جميلة ونوعان فرط ويسمى سيلاني نسبة إلى سيلان والتي تحولت إلى سيريلانكا الأول شاي الفراشة بغلافها النيلي ودعايتها والتي تقول شاي الفراشة عنوان البشاشة، والثاني الغزالين باللون الخمري وشاي الولد بالعلبة الصفراء وكذا علب الشاي الفرط بعبواته الخشبية ورسم اسد سيلان على تلك العلب وشاي انجليزي كان يباع بالنافي او دكان الجندي، كان يوضع الماء في الأبريق ويضاف السكر بكميات وافرة حيث لم يغزونا السكري وينال من أبداننا وتتدحر حبات الشاي الخرزيه وتعبق الرائحة الزكية في الغرفة العابقة بدفء الزمن الجميل، خاصة اذا كان الماء من ماء الثلج وعندما يغلي الماء الممزوج بالشاي والسكر يمسك بيد الأبريق ويخرج الشاي من عنق الأبريق الأوزي يخرج بمعزوفة جميلة متدحرجة داخل الكاسة وبلون رائع غير باهت ويخرج من جوفها البخار ليعطي الدفء في جو الغرفة الشتوية، خاصة إذا كان ممزوجا مع الميرامية أو النعنع تنتظره كاسات الشاي الكبيرة المضلعة، ولكن يزداد الشاي حلاوة ورونقا عندما يكون الشاي على الفحم؛ فالأبريق يرقد على الجمر والرماد ويتقلب الماء داخل الأبريق تحت قسوة الوهج ويردد الغطاء صوتاً معلناً أن الشاي على الفحم جاهز، وأن ذاكرة الشاي جميلة، ولمة عائلة وفطور وعشاء ولبنة وزيتون وزعتر وخبز مشروح بلدي المولد وكعك بسمسم وقرشلة والكعك بشكل حرف S، كلها تنتظر الغط والتسبح بماء الشاي وسماع صوت ارتشاف الشاي الصافي القادم من سيلان «ويا صبابين الشاي زيدو حلاته «.
والصورة المرفقة سميت بالاستكانة التي اشتهرت في الوطن العربي لشرب الشاي، وقد حاولت فهم معنى الاستكانة ووجدت اقرب تفسير انه تعبير اطلق على وعاء شرب الشاي من قبل الجنود الانجليز في الهند، وهو اختصار الاسم الثلاثي بالانجليزية: East tea can !!حورت بالعربية الى استكانة.