-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 25-01-2022 09:43 AM     عدد المشاهدات 258    | عدد التعليقات 0

الدراما البعيدة عنا

الهاشمية نيوز -
امان السائح

تلاشت في كل تفاصيل الحدث كل القيم والمبادئ، وغبنا عبر دراما الشاشات لعرض نماذج لحياة مختلفة بعيدة عن معظم العائلات العربية..
صورت هذه الدراما بالعديد من النماذج لسوء الاخلاق، وسوء التعامل، وتفكك الاسرة، الاجتماعي والاخلاقي بكل اشكاله، وجسّد جيل الشباب قضايا الغياب عن الدين والخلق، وتعاليم التسامح، والعودة للأصول، والتجذر بنمطية العادات والتقاليد، فعكست المشاهد في معظمها قصص مخدرات وادمان وفساد، والتفكك الاجتماعي، وتجاوزا للصدق وحسن المعاملة، وكذبا وتحايلا على الأهل، واجتزاء نمطية المبررات غير المنطقية لغايات التجمع للاصدقاء او الخروج من البيت لاسباب مختلفة، تبتعد عن التقاليد والاخلاق.
تكاد تشعر وانت تتابع العديد من الدراما التي أصبحت تغزو الشاشات خلال السنوات الاخيرة الماضية، أنك في عالم لا تعيشه، عالم فضائي، عالم لم نرب الجيل عليه، عالم بلا سلوكيات منطقية، وبلا هوية، واصبحت السلوكيات داخل الدراما تغيب عن كل شيء، تغّيبنا عن ذاتنا وعن درس الصف الرابع بالاخلاق والعادات ودروس كل صفوف المدرسة بالدين والالتزام واحترام الذات والاهل ومخافة الله.
مشاهد وافكار مستحدثة، أصبحت تغزونا في بيوتنا، عبر شاشات التلفاز واليوتيوب، وعبر شاشات الهواتف التي لا تفارق أيدي الكبار قبل الصغار، ولا تدخل ضمن قواميس اللغة التي أصبحنا لا نفهمها ولا نتقن حتى قراءتها، فلا تكاد تشاهد اوً حتى تقلب الشاشة الا وترى اشارة ارشادية للفئة العمرية المسموح لها المشاهدة! وهي تلك بحد ذاتها مدعاة وسبيل لهذه الفئة من الجيل ان تتابعها وتقرأ تفاصيلها بتمعن وحرص، وتزيد من فجوة الابتعاد عن كل ما يشبه عالمنا العربي وديننا الاسلامي.
من اين تاتي تلك القصص الباهتة، ومن اين يأتي هذا الكم من العنف، وهذا الكم من سوء التربية! وهذه الكميات من الالفاظ، التي اصبحت مسموحة ضمن هذه الدراما، او تلك الملابس البعيدة حتى عن بيئتنا الصغيرة!! اين نحن من كل شيء يشدنا الى عالم حقيقي، عالم مفعم بالطبيعة، مفعم بالرجوع الى ما نشأ عليه اجيال، عاشت وعشقت الحياة والعمل، نجحت وعملت ووصلت أعلى المواقع، مثقفة، تتمتع بالخلق والدين، وتتمسك ببوصلة الأيام لتقودها نحو بر الامان.
وتأتي تلك الدراما عبر الشاشات لتخرق عوالم الهدوء والاسرة العادية، تقدم نماذج بعيدة عن دواخلنا، نماذج تمتهن السخرية من كل سكون داخلي في حياتنا.
هل اصبحت الدراما بالشاشات تبحث عن التسويق والمشاهدة العالية فقط! هل أصبحت تتجاوز كل مقصات الرقابة لغايات الترويج وكأن مجتمعنا بكل مكوناته هكذا؟ هل أصبحنا نصم الاذان، ونغلق الاعين عن الجوانب الايجابية في حياتنا! وهل أصبحت المهنة فقط للبحث والوصول الى «الترند»..
هل من المنطق أن نشاهد تلك الدراما، ونحن نبحث بين ثناياها عن اسرة تشبهنا وتشبه مجتمعنا الصغير والكبير، الذي يحمل صفات الايجابية في معظمه، فلماذا غابت، ولماذا غبنا عن طرحها وعرضها والتعاطي معها، وكأننا بذلك نوسم حياتنا، بأنه جزء من واحة كذب وتعاطي وانفتاح، ووووو..
لماذا لا نعرض حالنا ونقدم ذاتنا كما هي، لماذا لا نعرض سلوكا آخر لشبابنا وشاباتنا يصل الى حد المنطق، فهؤلاء كثيرون لا بل كثيرون جدا جدا، فلماذا نجعلهم بالصفوف الخلفية، وكأنهم وهم! وهم كل الحقيقة.
تساؤلات مشروعة؟ ما يحدث أصبح غير مقبول، لتقلب شكل الحياة وكأنها واحة غير انسانية تستند على السرقات والوصولية والانتهازية، واستثمار البيت والعمل والمال لغايات التلاعب حتى بالبشر..
التعاطي مع الايجابية والسلبية، وعرض الوجوه والحياة بشكلها الحقيقي، مزيدا من الموضوعية، والكثير من الخلق والدين نقولها لبعض أصحاب صناعة الدراما،،
فعندنا الكثير من الخلق، والمزيد من الدين، والعديد العديد من الواقع الحقيقي والعلاقات المتسامحة المبنية على الصدق والشفافية، وفي قلوبنا دين، طمأنينة، حلال وحرام، صح وخطأ، وأبيض وأسود، فلا تجعلوا الحقيقة سوداء ولا تغيّبوا الابيض لأن أصل الحكاية جميل ومجتمع عربي فيه الكثير من قصص البطولات والنجاح فلا تظلموا انفسكم وتظلموا أجيالا!!.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :