إيمان

الهاشمية نيوز -
كامل الشريف

في كيان الإنسان فراغ لا يملؤه إلا الإيمان، لدرجة أنه يؤمن بالخطأ إذا لم يهتد إلى الصواب.

كما يقول باسكال في هذا المقام «الإنسان ليس كل الإنسان»، يشير إلى البعد «الغيبي» في الكيان الإنساني.

حين سئل جان بول سارتر زعيم الوجودية عن إيمانه بالدين، قال «إن عدم الإيمان هو إيمان في حد ذاته».

-إذن- الإنسان لا يستطيع أن يكون بدون إيمان من أي نوع!

في كتابه «النماذج الأولية للحياة الدينية» قال الفيلسوف ديركهم ما معناه، إن إنكار الدين ليس رفضاً ولكنه «استبدال» إيمان بإيمان آخر.

الفكرة الشيوعية قامت على أساس إنكار الدين، لكنها أصبحت للشيوعيين ديناً آخراً يموتون في سبيله.

ما دام الأمر كذلك، فإن الإيمان بالله الخالق للكون والإنسان هو الطريقة المثلى والهدف السليم.

والقرآن الكريم مليء بالإشارات التي تحمل هذا المعنى كقوله تعالى « يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ «.

أو قوله تعالى « إِنَّ إِلَى? رَبِّكَ الرُّجْعَى? « أو غير ذلك من الآيات.

وهو ما عناه السيد المسيح عليه السلام حين قال حسب رواية مرقس «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل».

لا بد من الإيمان حتى يكمل الإنسان، والإيمان بالله الواحد هو نهاية الكمال الإنساني.



الرياض، اغسطس 1989