أكثر فأكثر ..

الهاشمية نيوز -
محمد سلامة

قبلت واشنطن العودة إلى خطة العمل الشاملة(إتفاق 2015)مع إيران في مفاوضات فيينا، دون البحث في ملفات أخرى،وقبلت تحت الضغط الروسي الصيني تقديم ضمانات بعدم الإنسحاب مجددا،وذلك باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي،وما زالت طهران تضغط لمزيد من التنازلات تشمل إزالة جميع العقوبات الاقتصادية،فهي تسير على قاعدة استزاف الجميع(أوروبا وأمريكا وروسيا والصين)لانتزاع ما تريد على قاعدة خطوة بنصف خطوة ومزيد أكثر فأكثر.

واشنطن قالتها علنا وعلى لسان مستشار الأمن القومي سوليفان: نحن ندفع ثمن أخطاء انسحابنا من الإتفاق النووي عام2018م،مبررا تنازلات بلاده في فيينا، وهدد بلغة ضاغطة بأن لدى إدارته خطة بديلة لاحتواء إيران حالما فشلت المفاوضات، لكنه استدرك القول أن الخيار الديبلوماسي هو الأفضل، وفي المقابل تضغط طهران مستغلة خلافات أوروبا وأمريكا مع روسيا في أوكرانيا وكازاخستان،والحرب الاقتصادية مع الصين لانتزاع تنازلات واضحة على قاعدة أن الغرب يتنازل خطوة فتعطيه نصف خطوة وتريد تنازلات أكثر فأكثر.

واشنطن تنازلات في عدم قدرتها على إضافة ملفات في برنامج إيران الصاروخي وتنازلت في بحث دورها الإقليمي،وبعد ثماني جولات وجدت أنها أمام مطالب محددة ومجبرة على السير في إتجاه واحد،وقبول ما تطالب به طهران خاصة أن الصين وروسيا لا تتفقان مع فرنسا والمانيا وأن إمكانية الضغط على طهران أمر مستحيل، وما تريده الآن ليس الاحتواء بل الاحتفاظ بجزء من العقوبات الاقتصادية، وهذا قد لا تحصل عليه.

طهران تراقص الجميع وتدرك أن حجم الخلافات بين الاوروبين ألمانيا وفرنسا وبريطانيا كبير، وأن الصين وروسيا ضدهما وأن واشنطن حاضرة دون حضور، وهكذا تلاعبت بطريقتها لاجبار الجميع على قبول شروطها في العودة لاتفاق 2015م،دون إضافات، ونجحت في طرح ملفات أهمها آلية للتحقق من رفع العقوبات الاقتصادية وتعمل على ازالتها جميعها ، وضمانات بعدم الإنسحاب،دون أن تأخذ ببند واحد لواشنطن وأوروبا، وعلى طريقتها فإن الغرب يتقدم بخطوة فتعطيه نصف خطوة وتريد المزيد أكثر فأكثر .

إيران تفاوض بطريقتها وإذا فشلت في الحصول على ما تريد في فيينا فإنها سوف تفاجىء العالم بامتلاكها القنبلة النووية، وما بعد ستجلس وتفاوض على على إتفاق يعطيها رخصة امتلاك السلاح النووي ،دون البحث في المزيد مقابل تنازلات أوروبية وامريكية ليس في رفع جميع العقوبات بل في مصالحها الإقليمية وسوف تبادر إلى أخذ خطوة مقابل تقديمها نصف خطوة وعلى قاعدة أكثر فأكثر والابتزاز خصومها أكثر فأكثر .