-

كتابنا

تاريخ النشر - 18-12-2021 06:56 PM     عدد المشاهدات 589    | عدد التعليقات 0

وزير السياحة الأسبق طالب الرفاعي يكتب .. (ولي مع فايز الطراونة قصة فريدة)

الهاشمية نيوز - بالامس كنت في دبي و جاءني خبر صعقت له د فايز الطراونه قد توفي
وقع الخبر على وقوع الصاعقة ليس فقط لانني اعرف ابا زيد وهو صديق عزيز بل لانني لم اكن اتوقع ذلك خصوصا انني بعيد عن الوطن قد عانى ابو زيد الكثير قبل وفاته و قد تابعته وهو في رحلة العلاج في المانيا و حين عودته لارض الوطن .
و لي مع فايز الطراونة قصة فريدة
لقد قابلت ابا ز يد اول مرة. عام١٩٩٥ عندما كان سفير لنا في العاصمة الامريكية و قد كنت مدرسا في الجامعة الاردنية و قد اصيبت زوجتي الراحلة منى الساكت بسرطان الجلد و لم يكن هناك في حينه علاج لهذا المرض غير في واشنطن فقررت الاستقالة من عملي في الجامعة و ذهبت الى الولايات المتحدة لمعالجة زوجتي رحمها الله فاستقبلني فايز الطراونه استقبال لم استحقه و عرض علي العمل معه في السفارة وقد وافقت على الفور بالرغم انه لم يكن مجالي حيث لم اكن قادرا على. تحمل النفقات فقد رآى ابا زيد في خصال لم اكن ادركها انا في نفسي وعاملني على هذا الاساس . و هكذا كان و عرفت ابا زيد عن قرب و كان من اكثر الروؤساء الذين تاثرت بهم في حياتي و تعلمت الكثير منه تعلمت كيف يكون الموظف العام خادما للناس و كيف تندمج الطيبة مع الكفاءة في العمل و كيف تكون اردنيا اصيلا و تحترم الجميع حتى و ان اختلفت معهم في الرأي
ولكن و لسوء حظي توفيت زوجتي بعد مرور ما يقرب من السنتين من العلاج فكان ابا زيد خير داعم لي في عزلتني بل دعاني انا وابنتي الصغيرتين زينة وسارة للنزول عنده في نزل السفارة بعد وفاة زوجتي و قال لي في حينها
" هذا بيت كل الاردنيين فاهلا بك " و فعلا قضيت مع ابو زيد و ام زيد انا و بناتي الاثنتين بضعة ايام و ذلك لغاية انهاء اجراءات و تفاصيل نقل الجثمان الى عمان و قد كان ابو زيد و ام زيد خير سند لي في ظروف صعبة
و عندما عدت الى عمان عاد بعدها ابا زيد ليصبح رئيسا للديوان الملكي ثم رئيسا للوزراء حيث كان اخر رئيس للوزراء ابام الملك الراحل الحسين وقد كان صاحب الفضل في ترشيحي لمنصب مدير عام شركة مصانع الاسمنت الاردنيه في العام ١٩٩٧ بعد ان عملنا معا في واشطن و في العام ٢٠٠٠ رشحني ابا زيد لدى جلالة الملك عبد الله الثاني لاكون وزيرا للتخطيط في حكومة الاستاذ عبد الرؤوف الروابدة بعد استقالة السيدة ريما خلف و هكذا كان و. قد كان ابا زيد قد تولى رئاسة للوزراء قبل ذلك مباشرة في اول عهد الملك عبد الله الثاني فقد كان قدر الاردن ان يكون ابا زيد على راس الوزراة حين توفي الملك الحسين و تولى الملك عبد الله الحكم و نفذ ابا زيد عملية الانتقال بسلاسة و قدرة متميزة
و لن انسى ما حييت هذه الافضال والفرص التي منحها لي هذا الرجل الطيب الاصيل و اذكر انه في حينها قال لي
"لم افعل ذلك لاجلك شخصيا بل للاردن لانك خادم جيد للناس و هذا كل ما يحتاجه الاردن ."
كان رحمه الله من اشد الناس وفاء لمبادئه و قناعاته و لقد علمني الكثير الكثير
و قد بقيت علاقتنا يشوبها الاحترام و التقدير رغم اختلافاتنا في الراي و منذ ذلك الزمان و بقيت على اتصال داءم معه رحمه الله اثنا رحلة العلاج في المانيا و حتى عودته الى ارض الوطن الذي عشق

هذه قصتي مع فايز الطراونه و انا واثق بان هناك كثيرون مثلي لهم قصص مثلي و اكثر مع ابا زيد .
لن ننساك يا ابا زيد يا ابن الكرك الاصيل فقد علمتنا الوفاء و حب الوطن
رحمة الله عليك يا ابا زيد

وزير السياحة الأسبق الدكتور طالب الرفاعي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :