(عزم) يأخد بيد هاجر (مصممة الكيكات) إلى طريق النجاح

الهاشمية نيوز - عندما بدأت هاجر خطواتها بعزم وإرادة لتحويل ميولها الفنية لـ»تحف» غذائية تعشقها العين قبل التذوق مرارا،ً عرفت منذ ذاك الحين أن ما ظننته قلاع من صخور إنما هي حصون من ورق وعجين والوان، لتخوض بنجاح كبير في عالم الحلويات، وتعدها باشكال عصرية وجميلة.. لتجمع هاجر الطفيلية «مصممة الكيكات» مهارات الرسم والنحت والتصوير في عجينة الحلويات ليخرج من بين يديها العجين باشكال ثلاثية الأبعاد وتصاميم مزينة رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها.

تقول هاجر نعيم الداودية: قد يواجه الإنسان صعوبات خلال رحلته مع معترك الحياة، ذلك أن هناك أناسا يسبحون باتجاه السفينة، ومنهم من يُضيع وقته بانتظارها،.. وهو الفارق الذي يميّز بين أصحاب الإرادة والعزم عن غيرهم، لذا فإن الإرادة القوية تُقصِّر المسافات.

وذات يوم، تضيف هاجر، طالعت إعلانا لمشروع عزم المنفذ من مركز تطوير الاعمال والممول من منظمة اليونيسف، وكان شعاره «فرصتك للبدء بمشروعك.. منك الفكرة ومشروع عزم يساهم بجزء من تجهيز مشروعك للوصول إلى الطموحات بالتشغيل الذاتي ويصبح المستفيد رياديا.. وتفتح أمامه فرص العمل وتكوين ذاته».

الشيف هاجر الداودية ذات العشرين ربيعا، وصاحبة الحساب على الفيس hajer Cake من فتيات محافظة الطفيلة، التي بدات محطة حياتها في مجال صناعة الحلويات ووصفات الطعام والتصوير والنحت، لترتقي في مهنتها وصولا إلى إيجاد تصاميم وفنون مبتكرة في تزيين الكيك.. فهي مصممة متميزة للكيكات وديكوراتها وتصاميم أصناف الاكلات المحلية والعالمية.

وتشير هاجر الى أن المجتمع المحلي في محافظة الطفيلة أخذ في السنوات الأخيرة يغير من النظرة الاجتماعية لخروج الفتيات للعمل الذاتي في بعض المهن والحرف التي تدر دخلا على أصحابها بفضل المشاريع والمنظمات والهيئات المحلية والدولية بشكل عام وعلى وجه الخصوص مشروع عزم المنفذ من مركز تطوير الاعمال والممول من منظمة اليونيسف.

ولهاجر موهبة وميول فنية منذ الصغر في مجال الرسم والتصوير والجرافيك والديكورات، لتحول هذا الفن إلى تطبيق عملي في صناعة الكيك رغم صعوبته والحاجة إلى إتقانه لساعات طويلة من الجهد والصبر والدقة والذوق وجماليات الشكل بمجملها، ذلك ان العين تاكل قبل الفم احيانا، وإذا كنت فنانا حقيقيا فكل شيء سوف يضئ ويزهر ويبرز، من لمسات يديك.

وقالت لقد تمكنت من إنتاج وتصميم اكبر كيكة على مستوى محافظات الجنوب مكونة من أربعة طوابق اخذت مجهودا لساعات طويلة.

وتقوم هاجر حاليا ضمن مشروعها بإيصال طلبات الزبائن في محافظات الجنوب بسرعة وإتقان من خلال مهارات تحويل المواد الخام وخلطات العجين إلى أشكال هندسية متنوعة.

وتضيف هاجر «ونظرا لقلة الإمكانات المادية التي أثرت على حياتها وانطلاقها للتميز في هذا المجال»، فضلا عن الحاجة إلى التحول من الطريقة التقليدية للخبز والعجن إلى انتاج نوعية وكميات من الأطعمة وعجينة الكيك بطريقة عصرية وحديثة، جاء مشروع عزم ليحول تلك الأماني إلى واقع ملموس نحو العطاء والإنتاج،.. فهو «مشروع دعم اقتصادي للمجتمعات الأكثر تضررا من جائحة كورونا « ليسهم في تحقيق حلم راودها منذ أمد بعيد بدعم مسيرتها المهنية بمعدات تحضير ووصفات الكيك وعجنها ضمن مطبخ إنتاجي مستقل اعتبرته جنتها وحديقتها المليئة بالزهور والألوان، «لأقوم من خلاله بتحضير طلبات الأسر من أنواع الكيك وفق التصاميم التي يريدونها، لاقوم برسمها على الورق على شكل نموذج ثلاثي الابعاد ومن ثم تبدأ عملية التطبيق والتنفيذ لتصاميم الكيك والتي تستمر ساعات طويلة من الجهد والوقت للخروج بمنتج مميز يحوي قيمة نوعية وإضافة جديدة في عالم الحلويات والكيكات وصولاً إلى بيعها بشكل مباشر ما حقق لي ولأسرتي دخلا ماليا اضافيا وأسهم في التوسع بمشروعي في انطلاقة جديدة في فضاءات تنمية القدرات الذاتية والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة».

وتضيف هاجر التي يتابعها على صفحتها الخاصة بالفيسبوك الالاف، حيث تشاركهم صور إبداعاتها المعقدة والمغطاة بالطحين وألوان من الفواكه والمربيات، فبعضها «منحوت» بدقة، والبعض الآخر مزين بالفواكه والخضروات وغيرها. ان هذا النجاح اتى من دعم وإرشادات مشروع «عزم» الذي ساعدها في تحقيق طموحها لتكون احدى الرياديات المنتجات على مستوى المملكة.

ويقدم المشروع عدة خدمات ابتداء من المنح المالية غير المباشرة، حيث يتولى عمليات الشراء للادوات والمعدات المطلوبة لمشروع الفتاة، والتدريب وبناء القدرات المالية والفنية ومهارات التسويق الإلكتروني، اضافة الى تشبيك مشاريع تلك الفتيات بالأسواق المحلية والفرص المتاحة في الأسواق، كما يقوم مشروع عزم بتزويد الفتيات بمختصين بالتوجيه والإرشاد حسب طبيعة كل مشروع، اضافة إلى الخبراء المهنيين والفنيين لتنظيم عمليات المشروع.