علاقات

الهاشمية نيوز -
كامل الشريف

العلاقة البشرية ترتبط كلها بالجسد وتفنى بفنائه.
حتى العواطف النبيلة أو السيئة أو الغرائز ترتبط كلها بالحواس، وبالتالي ترتبط بالجسد الفاني.
والموت وحده يظهر تفاهة الجسم الإنساني كما يقول جوفينال.
لعل هذا بعض ما تعنيه الآيات الكريمة «يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئد شأن يغنيه» 80/33
وما الدهر أهل أن يؤمل عنده حياة وأن يشتاق فيه إلى النسل.
إذن العلاقات الباقية التي لا يتركها الفناء هي العلاقات مع الله، أو علاقات الناس من خلال الله.
وهذه العلاقات يصفها القرآن الكريم في صور مختلفة « رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ». و» أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً .. إلخ».
وفي حديث مشهور حدد النبي الكريم علامات الإيمان فقال: «أن يحب المرء لا يحبه إلا الله».
والعلاقات مع الله هي اتباع أوامره، والانتهاء عن نواهيه.
بمعنى آخر أن تلقي بنفسك في تيار الطهر الذي ينتهي إليه مع جموع المؤمنين.
لا تنسى العلاقات الباقية وأنت تركض وراء العلاقات الفانية.
إلا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل.

عمّان، إبريل 1987

من سلسلة مقالات «غير منشورة» للمرحوم كامل الشريف