ذاكـرة الـكـعـك الـمـسـمـسـم

الهاشمية نيوز - رائحة الزمن الجميل تسحبني لذاك الزمن فتأخذني الذاكرة لبائعي الكعك المسمسم وفرش البسطة الخشبي وقاعدته وموقعه الإستراتيجي « مقابل البيع « وأسجاع البيع «كعك وبيض يا كريم» ووقوف طوابير من الطلبة والعمال والفلاحين القادمين للمدينة والجنود الذاهبين لمعسكراتهم كلهم يبغون شراء كعكة وبيضة مشوية وزعتر عابق؛ فالجوع لا يعرف فصول السنة فمع كاسة شاي سيلاني بكاسة مضلعة تمتزج تلك الذكريات وتعود لزمن كان يحمل بين طياته الطيبة والمذاق الجيد، كانت تأتينا الكعكة ساخنة تعدل مزاجك الصباحي من فرن صغير أفاقه الصبح ليخبز لنا ما لذ وطاب من الكعك المسمسم يوزعه بأنواعه؛ الصمون، والمدور، والمستطيل، والنحيف المستطيل، يصبح الكعك جاهزاً بشكله المحمَّر والمزين بالسمسم المحمص، يتم توزيعه على البائعين بواسطة عربات خشبية إلى أماكن متفرقة في مدن المملكة عمان، الزرقاء، اربد، والكرك، يمشون بين الأزقة والحواري، فالكعك هو الفطور الأشهر السريع ناهيك عن صحون الحمص والفول والمسبحة والفلافل وعبق رائحة خبز التنور في المطاعم الشعبية المنتشرة، ولكن أنواع الكعك هي التي تخبز بما يسمى مخابز بيت النار أي المخابز التي تودار بمادة السولار، أما مادة الحطب والتي تخرج الكعك طرياً له نكهة مختلفة عن أفران الكهرباء يكفيه أن يقرص ويهندس ويرش بالسمسم ويتم وضعه على عصا خشبية ليدخل بيت النار ويخرج مقمراً ساخنا عابقا بروائح السمسم والكعك ومن أشهر مخابز الكعك في عمان مخبز صلاح الدين في العبدلي ومخبز الشرق في دخلة شارع السعادة بالزرقاء والذي كان يخبز بالإضافة للكعك النواعم والكيكس وخبز الكعك الأرمني بالعجوة والزبيب وكذلك مخبز العمال.