-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 02-02-2021 10:33 AM     عدد المشاهدات 348    | عدد التعليقات 0

من الموروث الشعبي .. القرد والغجري .!!

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن

تروي الحكاية الشعبية الفلسطينية.. أن غجريا تعود أن يزور القرى الفلسطينية في موسم حصاد القمح.. واعتاد أن ينصب خيمته بالقرب من البيادر.. وفي المساء يحضر الفلاحون للاستمتاع بسيرك هذا الغجري. بعد يوم طويل شاق من الحصاد.. حيث يقوم بترقيص القرد امامهم..مقلدا مشية الختيارة.. ومشية العروس..وحركات الحرامي...الخ.
وفي يوم من الايام تمرد القرد.. ورفض الاستجابة لتعليمات معلمه الغجري..
مفاجئا الحضور..
ارقص.. رقص.. ارقص.. فلا مجيب.. فينهال عليه الغجري بالضرب الموجع.. المبرح...المرة تلو الاخرى.. والقرد مصمم على الرفض ..!!
ويعود الغجري الى خيمته مهزوما.. ويمضي اياما طويلة مهموما.. وفي يقينه انه خسر مصدر رزقه الاخير. اذ اعتاد ان يعود في نهاية كل موسم حصاد بكميات وفيرة من اعطيات الفلاحين من القمح.. يبعها في سوق يافا.. مدخرا ما يكفيه مؤونة الشتاء..!!
وفي ذات فجر مشرق.. الهم الله الغجري الحل لهذه المعضلة.. فاسرع الى حيث يرقد الجدي والقرد والحمار.. وهو كل ما يملك في هذه الدنيا.. ولو كان يعرف مقولة «وجدتها.. وجدتها» لكررها مئات المرات..!!
فاسرع الى تناول «الخيزرانه « واخذ يلوح بها الى الجدي الذي يعده اضحية ليوم العيد مرددا : قم ارقص.. قم ارقص.. والجدي مبديا استغرابه بما يسمع.. فهو لم يتعود على هذا الكلام.. وان كان قد سمعه مرارا وتكرارا، حين يخاطب الغجري القرد.. فياخذ الغجري وقد ضاق ذرعا برفض الجدي بضربه ضربا مبرحا.. والجدي يصيح.. والقرد يتعجب... ماذا دهى المعلم .!!
واخيرا يهدده وقد سحب السكين من غمده... اسمع جيدا. اذا لم تقم بالرقص.. فساقوم بذبحك.. والجدي المسكين لا يستوعب هذه اللغة، ولم يعتد عليها.. واخيرا يقوم بجره الى ظل شجرة سدر ومن ثم يذبحه، امام القرد والحمار.. فما كان من القرد وقد رأى دم الجدي قد سال. الا ان أخذ يرقص رقصا طويلا جميلا دون ان يطلب منه صاحبه ذلك..!!وفي المساء وقد اجتمع الفلاحون على البيادر.. فوجئوا برقص القرد المتميز هذه الليلة.. وتعجبوا من نشاطه وطاعته للغجري.. ولم يطل عجبهم بعد ان عرفوا السبب.؟!
القرد الذكي خاف ان يلقى مصير صديقه الجدي.. وقد عرف ان تهديد الغجري جدي هذه المرة.. ولا مزاح فيه.. فاسرع الى تنفيذ اوامره حتى لا يلقى مصير رفيق دربه.
قصة القرد والغجري في الحكاية الفلسطينية.. وجدت طريقها الى المثل الشعبي «اضرب الجبان يطيعك الشجاع «.!!
وهي في كتاب» الامير» تنطبق على مقولة سياسة « العصا والجزرة».. فكثير من الطغاة يخيرون المعارضين بين القبول باعطياتهم والعيش في كنفهم، او النفي والابعاد والتجويع والسجون..!!
وهو ما ادى في النهاية الى سقوط الكثيرين من المثقفين في فخ هذه السياسة اللئيمة.. ليتحولوا الى مجرد ببغاوات وشاهدي زور..
حماكم الله جميعا..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :