-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 02-02-2021 09:18 AM     عدد المشاهدات 226    | عدد التعليقات 0

جمعية النقاد تنتدي حول (خطاب المثاقفة وحوار الحضارات)

الهاشمية نيوز - أقامت جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع مكتبة الإرشيف التابعة للمركز العربي للأبحاث ودراسات التنمية ندوة نقدية ناقشت فيها كتاب الدكتور عباس عبدالحليم عباس الصادر عام 2017 «خطاب المثاقفة وحوار الحضارات: قرن من الدراسات الأدبية والنقدية العربية المقارنة النوافذ المشرعة» بوصف الموضوع يندرج من مقولات الأدب المقارن والدراسات الثقافية المعاصرة.
قدم الدكتور زهير توفيق رئيس الجمعية وأستاذ الفلسفة في جامعة فيلادلفيا قراءته في الكتاب المذكور مشيراً إلى أكاديمية الكتاب وتوافقه مع الدرس الجامعي، وقد استعرض توفيق موضوعات الكتاب الرئيسة الموزعة على فصوله الستة، إذ اعتمد فيه الدكتور عباس المنهج التاريخي الوصفي، وانطلق بداية من التنويه والتساؤل عن أهمية المثاقفة، كونها جوهر الأدب المقارن، ومنه تفرعت مجموعة الأسئلة والتساؤلات المعرفية المفتاحية المقارنة حيث سلط الباحث الضوء على اسهامات الرواد في الأدب المقارن وخاصة محمد روحي الخالدي، الذي هضمت الدراسات المؤرخة للأدب المقارن حقه في الريادة، ثم إنطلق الكاتب إلى التراث، واستعرض التفاعل الحضاري والمثاقفة بين الحضارة العربية وأقرانها في ذلك الوقت: اليونانية والفارسية والهندية، دون مخاوف الهوية والإستلاب، تطبيقاً لمبدأ التعارف القرآني، ثم أشار لدور المثاقفة والتفاعل كعامل مغيّر لثقافة الفرد والمجتمع، والمؤسسات، وينعي الكاتب على المثقفين العرب المعنيين بالمثاقفة والمقارنة، عدم قدرتهم على إختراق العقل الغربي وترويج ونشر المنتج الأدبي والفكري العربيين، أو إشعار الغرب بأهمية الثقافة العربية الكلاسيكية والمعاصرة، وفي نفس السياق، أشار الكاتب إلى قدرة العدو الاسرائيلي على معرفة دقائق الامور السياسية والفكرية والثقافية العربية بعكس العرب الذين لا يعرفون إلا الحد الادنى من الشأن الاسرائيلي تحت حجج واهية.
أما تعقيب مؤلف الكتاب الدكتور عباس عبدالحليم عباس على القراءة المستفيضة التي قدمها الدكتور زهير توفيق فجاءت في سياق التأكيد على جدارة الموضوع وحساسيته في إبراز مشروع عربي في الأدب المقارن بدأ مع البستاني في ترجمته لإلياذة هوميروس ومع قسطاكي الحمصي في كتابه علم الانتقاد ومحمد روحي الخالدي في كتابه علم الأدب عند العرب والإفرنج وفيكتور هوجو. منبها إلى دور المقارنين العرب كمحمد غنيمي هلال وحسام الخطيب وعز الدين المناصرة، وهذا يصب في الخانة الرئيسة التي يقصدها الكتاب وهي تأصيل الإسهام الحقيقي لهذا المجال في تأسيس رؤى ومرتكزات حضارية تستند إلى التأسيسات الجوهرية.
هذا وقد أسهمت مداخلات الحضور في إضفاء السمة الحوارية على الندوة؛ إذ ناقشت الدكتورة دعاء سلامة مسألة الاستشراق وتبادل المعرفة في ظل الصورة النمطية التي رسمها الغرب للشرق. ومن جهته قدم الدكتور زياد أبولبن وجهة نظره مسألة التمترس بالمركزية في الطرح، أكانت مركزية عربية إسلامية أم أوروربية، فالثقافات في طبيعتها تتداخل ولا يوجد ثقافة خالصة مستقلة وهذا ما يكشف وهم المركزية في دراسات المثاقفة وحوار الحضارات.
أما الدكتور مراد بياري في مداخلته فقد انتقد حالة التقديس المطلقة وحالة الانتقاص المطلقة للتراث العربي الإسلامي من قبل بعض الباحثين، مما يحتم على القائمين على قيام المشروع الثقافي العربي أن يتسلحوا بالموضوعية في تقييم المشهد الثقافي الذي يعيننا على خوض خطاب مثاقفة سليم.
من جهته تداخل الدكتور حسام العفوري بسؤالين؛ الأولهما دور الأدب المقارن في بناء الهوية الثقافية العربية؟ وهل خطفت أضواء الحضارة الغربية الزاهية الأضواء من المثقفين العرب. أما الدكتورة ريما مقطش فتوقفت عند موضوع المديونية المعرفية والثقافية وأثرها في تعزيز العمل المقارن، مؤكدة على وجودها مستشهدة بالكوميديا الإلهية لدانتي في تأثره بأبي العلاء المعري.
واختتم مدير الندوة الدكتور نضال الشمالي الحديث بالوقوف عند فكرة أن العرب في العصر الحديث كانوا مضطرين لتقمص دورين؛ دور المدافع عن حضارته وتراثه ودور المبادر الذي عليه أن يقدم وينهض. فوقعوا في إشكالية الدفاع عن الذات وبالغوا في ذلك، وكأن إقناع الآخر بمقدرات الأنا مسالة شديدة الأهمية مغفلين استكمال جهود المقارنين العرب الأوائل؛ كسليمان البستاني وقسطاكي الحمصي ومحمد روحي الخالدي، وقدموا عليها متابعة المنجز الغربي في المقارنات في شكلها الفرنسي أو الأمريكي أو السلافي دون التفكير في المنافسة وإضافة ما هو نافع.
جدير بالذكر، أن هذا النشاط يأتي في مستهل نشاطات تعكف جمعية النقاد الأردنيين على إقامتها في دورتها الثانية عشرة. يرأس جمعية النقاد الدكتور زهير توفيق وتنوبه الدكتور دلال عتبتاوي، وأمين سرها الدكتور نضال الشمالي، وأمين صندوقها الدكتورة دعاء سلامة وأمين لجانها الدكتورة ريما مقطش. وقد أصدرت الجمعية عدداً من المصنفات النقدية، منها كتاب آفاق النظرية الأدبية المعاصرة: بنيوية أم بنيويات. وكتاب التجنيس وبلاغة الصورة. وكتاب القصة القصيرة في الوقت الراهن. وكتاب الرواية الأردنية على مشارف القرن الواحد والعشرين: دراسة تطبيقية. وكتاب: بدر شاكر السياب: خمسون عاما على رحيله. وكتاب الرواية والفلسفة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :