-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 20-01-2021 11:05 AM     عدد المشاهدات 490    | عدد التعليقات 0

وطني .. بعد كل ذلك الغياب

الهاشمية نيوز -
بسام ابو النصر

وأخيرا عدنا إلى الوطن الذي غبنا عنه عامًا كاملًا حيث منعتني كورونا عن ملامسة أرضه وترابه، كم كان الوطن جميلًا والناس عادوا إلى الحواري المليئة بالجمال الذي لامسنا تفاصيله ذات عمر، عدت إلى عمراوة قريتي الوادعة بين النهر والسد الذي أحتضن الماء على شحه، واستعد الناس إلى شتاء قادم في الجزء الاخر من كانون شهر الزرع والضرع وعدت إلى حضن امي حيث تفتقدني بعد سنوات العمر التي تجاوزت الثمانين وكم كنت سعيدًا وهي تغني ذات الأغنيات التي غنتها وهي في ريعان شبابها وتذكرنا بالعكوب والفطر البلدي وكيف كانت تخاطر في عز الشتاء وتذهب للوادي المجاور بعد الرعد حيث تنتظرها مفاطر هي تعرفها وتعرف أنها غنية بالجني مع صديقاتها ممن غادر معظمهن الدنيا إلى ما هو أجمل.
عدت إلى الجمال الذي هو هواء بلادي وماؤه وأرضه وسماؤه وإلى الذكريات الجميلة بين الصحب والأهل لأضع بين أيديهم كتابي الأول والذي لا أتمنى أن يكون الأخير «حصاد الذاكرة» ومنعتني عمليات أجريتها من مقابلة مصطفى ريالات وهايل داؤود ومدالله الطراونة وماهر الغول وأيمن العمري وماجد ابو زريق ورضوان الفاعوري ومغير الدعجة وعبدالرحيم المعايعة وفرحان شبيلات وأحمد سلامة وزيد الحموري وبكر العبادي وعماد الطراونة وفيصل الحوراني وممدوح الناصر، ونعمت بلقاءات قصيرة مع د زكريا الشيخ والباشا دمروان سميعات ومحمد مرشد الزعبي ود علي الزعبي ومحمد العجلوني ومحمد وردات، ولقاءات مطولة مع اقارب من اشقاء وشقيقات مع الأزواج والزوجات، واعمام وعمات واخوال وخالات و كانت لفتات طيبة من المكرمة د إحسان النعيمات التي أجرت لي عملية بالبلازما لعلاج العصب الخامس الذي أرهقني كثيرًا، وللكادر الطبي في المدينة الطبية ومستشفى الأمير راشد د عمر ابو العيش و د محمد شواقفة و د محمد النجار و د احمد الشرع و د علي المجالي الذين أجروا لي عمليات الأبر في الوجه والرأس وعملية جراحية لتبريد العصب ، كم كنت فخورأ بهذا الأهتمام وكم خفف ذلك من الألم الشديد الذي أرهقني ،وزادت فرحتي بعودة إبني الدكتور أحمد لقضاء إجازته بيننا، والجلوس إلى زوجتي ابناءي الذين أرهقتهم واحلت حياتهم إلى تعب وضجيج رغم حاجتي إلى راحة وأستجمام ،وأضافت زيارتنا إلى عائلة أبو زيد مسمار الذين أحتضنوا سليمان سعادة غامرة لي ولعائلتي، كما تخلل هذا الجمال جلساتنا مع العم العميد أبو غسان والعمة أم غسان والأحبة من أشقاء وشقيقات زوجتي وكم كنت سعيدًا وأنا التقي بأبناء وأشقاء الصديق الدكتور المحافظ أحمد الزعبي الذي رحل بعد ترشحه للإنتخابات النيابية رحمه الله.
توقفت عن الكتابة في الحبيبة الدستور التي كنت أتوق لزيارتها ولكنه المرض الذي منعني، وكم كان مؤثرا ذلك الإستثناء الذي أتاح لي العودة بسيارتي من منفذ العمري وبدعم من معالي وزير الداخليه وبعض الزملاء في الأجهزة الأمنية، كان جمالا فوق جمال الأمكنة أن أحظى بنظرة إلى الأرض الطيبة التي عادت الحياة تسري في العروق بعد جحيم كورونا الذي تجاوزه وطني بفضل المخلصين من أبناءه وعلى رأسهم ولي الأمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي نفاخر به الدنيا وهو يواصل إهتمامه بكل التفاصيل، كان غيابًا طويلا وكنت أتوق إلى هذه الزيارة كي أعب في رئتي هواء بلادي وأملأ جسدي من ماءه وأتجول في حواريه وأسواقه، وكنت أرجو أن لا تنتهي إجازتي كي أنعم بما تبقى من الشتاء إلا أن قدرنا قد كتب علينا أن نجول الدنيا كي نؤمن لقمة العيش التي كانت هذه المرة مليئة بالقسوة والمرض.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :