يفرح اليمام !

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين

ألا تزال تكتب ُ عن « الحُب ّ « ؟
سؤال يبعثه الناس في العلن و يلوكونه في سرّهم .
..
و أقول : أكتب عن الحُب ّ ولا أنقطع عنه مثلما أكتب عن « الحَب ِّ « و مواسم الحصاد والمطر والوجوه الناصعة وعن البهجة والجمال والغناء العذب وعن الزمن الجميل وعن شوارعنا العتيقة ودكاكين أسواقنا التي تبدّلت ملامح أهلها وزائريها .
و أكتب عن الحُب ّ لكي يتعمّق ويشيع و يكبر وينمو ويزهر و تُكتظّ به الآفاق والأرجاء .. مثلما أصوغ جملتي عن الورد والخبز فاكهة الفقراء و ثوب المسكين وقميص الجائع و منديل العاشقة و وجع المكلومة و عوز الطاعنة في الزمن ، وأكتب عن ذلك كلّه بالحرف الذي يليق و بالمفردة التي تؤشـّر ولا تجرح و تمسح الوجع ولا تمحوه بالمرّة إلا ّ حين تزول أسبابه وأوقاته !
نعم ، ومن سواي يكتب عن الحب ّ ؟
فكنت قلت عن الحبّ ما يكفي لكي يملأ البلاد وردا ً و مطرا ً و غناء مبهجا ً .
كنت كتبت عن الحبّ والرغيف ،و عن الحبّ الزيت والزيتون والزعتر والميرميّة و تلال البلاد ووديانها والسهول ، و عن الحبّ والشبابيك والمنتظرين والمنتظرات و عن شمس ٍ ستشرق مرة أخرى و إنْ رحلت قليلا ً !
..
لا نزال نكتب عن الحُبّ بالحُبّ ، و عن الطمأنينة بالأمل ، و عن الحياة بما يدفع الحياة إلى مطارح النقاء والبهجة والصفو الذي لا يتكدّر بالخوف ولا تقتله الهواجس !
ابحثوا عن الحبّ واكتبوه ، وعندها تعمر شبابيككم بالورد ويطلع الندى و تمطر السماء عذوبة ً و عسلا ً و تحلّق عندكم الطير و يفرح اليمام .