-

كتابنا

تاريخ النشر - 23-09-2020 09:26 AM     عدد المشاهدات 987    | عدد التعليقات 0

في ظلال آية .. الشورى واجبة على كل صاحب مسؤولية

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري

قال الله سبحانه وتعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ « سورة آل عمران –الآية 159. وقال ايضاً»...وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون» سورة الشورى الآية 38.

كان لرحمة الله -تبارك وتعالى- التي أودعها في قلب نبيّه الكريم أثرٌ كبير في جعله ليناً مع أصحابه رغم أنهم خالفوا أوامره وعصوه في غزوة أحد، فلم يعنفّهم بل تلطف معهم قولاً وفعلاً. ولو كان جافياً قاسي القلب لعاملهم بالفظاظة والغلظة ولتفرقوا عنه، فالله -سبحانه وتعالى- طهر قلب نبيّه -صلى الله سلمه و- من الفظاظة والغلظة وجعله رحيماً رؤوفاً عطوفاً بالمؤمنين، فما غَضِب لنفسه قط ولا ضاق من صدره من أحد منهم، بل تجاوز -صلى الله عليه سلم- عمنا آذوه وعما عصوه وطلب لهم المغفرة من الله الرحمن الرحيم الغفور لما فعلوه فالعفو

أولاً ثم الاستغفار فالمغفرة يمنحها الله -عزوجل- لكل من تاب وأناب وجاءت هذه الآية الكريمة فرجاً لنفسياتهم وفتحت لهم أبواب الرجاء والأمل لنيل رحمة الله. وبعد العفو والمغفرة تأتي المشاورة. فالله -تبارك وتعالى- أمر رسوله الكريم أن يشاور أصحابه في الأمور العامّة من شؤونهم. فالشورى أساس النظام، ومن دعائم هذه الحياة. وللرسول -عليه الصلاة والسلام- مواقف كثيرة في غزواته باتخاذه الشورى منطلقاً لمواصلة مسيرته في حياته الجهادية والكفاح في سبيل الله -عزوجل- واعلاء كلمة الدين فلقد استشار الناس من الصحابة -رضوان الله عليهم- في غزوة بدر الكبرى سنة 2هـ قبل خروجه -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: «أشيروا عليّ أيها الناس»، وكان يريد بكلمته الأنصار فهم أحقُ بالمشاورة لأنهم من ذوي الرأي وهم الذين بايعوه يوم العقبة على أن يمنعوه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءهم داخل المدينة ولم يبايعوه على قتال خارج مدينتهم. فلما أحسّ الأنصار أنه يريدهم، وكان صاحب رأيهم وهو (سعد بن معاذ) التفت الى رسول الله -صلى الوسلم م - فقال: كأنك تريدنا يا رسول الله. قال: أجل. قال سعد: لقد آمنّا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطينا على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السّمع والطاعة فامض لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً انّا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعلّ الله يريك منّا ما تقرّ به عينك فسِرْ بنا على بركة الله.

ولم يكد سعد يتمّ كلامه حتى أشرق وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمسّرة وقال: «سيروا وأبشروا فإن الله وعدني احدى الطائفتين، والله لكأني أنظر الى مصارع القوم.

أما في غزوة أُحد سنة 3 هـ فقد جمع النبي -صلى الله مليه وسل - أهل الرأي من المسلمين وذلك للمشورة في الخروج من المدينة لملاقاة العدو او البقاء في المدينة...فقد ظهرت الكثرة واضحة في جانب الذين يقولون بالخروج الى العدوّ وملاقاته عملاً برأيهم، فبرزت الشورى في سياسته -صلى الله عليه وسلم-.

فإن الله -عزوجل- أمر نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالمشورة لحكمة وهي أن تكون سياسة المسلمين قائمة على مبدأ الشورى، فالشورى واجبة على أهل المسؤولية وان يكونوا من أهل الرأي والحل والعقد. كما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالاستشارة بقوله: «ما خاب من استخار ولا ندم من استشار» رواه الطبراني.

(وعن الأمام علي بن ابي طالب -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: «المستشار مؤتمن إن شاء أشار وإن شاء لم يشر») أخرجه الطبراني. ورواية أخرى عن سمرة بن حسنة «المستشار مؤتمن فليشر بما هو صانع لنفسه».

وبعد: فالتوكل على الله -سبحانه وتعالى- من آثار الايمان... فالذي يؤمن بأن الله -جه جلال - بيده الأمور كلها من نفع وضرّ، يترك الأمر اليه ويرضى بمشيئته -عزوجل- فلا يفزعه ما يخبؤه له القدر. فالتوكل على الله يجب أن تسبقه المشورة مع أهل الرأي وأهل الحل والعقد، ثم العزم الصادق في اتباع المنهج الذي استقروا عليه في المشاورة.

اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد

* القدس






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :