-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 01-09-2020 09:17 AM     عدد المشاهدات 351    | عدد التعليقات 0

التعليم عن بعد وعن قرب

الهاشمية نيوز -
جميل النمري

وضعت وزارة التربية ترتيبات معينة لبدء الدوام المدرسي لا اعرف تفاصيلها ولكن كما فهمنا تتضمن بالاجمال الجمع بين التعليم عن بعد والتعليم عن قرب والدوام تبادليا بين الصفوف يوما بعد يوم. هناك اصوات تشكك في سلامة فتح المدارس الآن مع الموجة الثانية من كورونا، لكن قبل ذلك كان هناك موجهة من المناشدات بالعودة للمدارس ونقد لتجربة التعليم عن بعد. وهكذا فأمام المسؤولين المعادلة الصعبة للغاية بين المغامرة بالاعتبارات الصحية والمغامرة بالعملية التعليمية. وأيضا الخيارات بين التعليم عن قرب أو عن بعد ليست سهلة وقد جاء القرار الحكومي محاولا تحقيق افضل توازن بين الاعتبارين.
الحقيقة ان كورونا كانت مناسبة لإعادة نظر عميقة في العملية التعليمية وهي ضرورية لذاتها وبغض النظر عن الوباء، لكن الوباء فرض مثلا صيغة التعليم عن بعد التي ما كان سيتم اقرارها كمنهج جديد في اي وقت قريب، وحانت الفرصة فجأة للعمل بهذه الصيغة وامتحان فعاليتها والاستمرار قدما في تجويدها وتطويرها. وثمة تقييمات تقول ان التعليم عن بعد أثبت فشله لكنها تقييمات متعجلة ولا تستند لأساس موضوعي غير بعض المشاهدات وعلى كل حال فإن اتقان التعلم عن بعد وتحقيق الالتزام عند الطلبة يحتاج الى مراس ولن يأتي دفعة واحدة وعلى كل حال لن يكون التعليم عن بعد هو البديل بل الرديف للتعليم عن قرب وهنا يكون توزيع الأدوار والتكامل بحيث تكون العملية التعليمية متعددة الأدوات والوسائل والمستويات.
لكن هذه كله سيكون بلا معنى اذا لم نطور محتوى العملية التعليمية ومفاهيم التربية بالتزامن مع التغييرات في الوعاء والأدوات. مثلا التلقين والحفظ يجب ان يصبح وراء ظهرنا لصالح الاستيعاب والفهم . ولو فكرنا قليلا في كل ما تحتويه المناهج سنرى ان 70% منه محفوظات لن يعود الطالب اليها ابدا وهو على كل حال يستطيع استعادتها مفصلة موسعة بكبسة زر على الموبايل في اي وقت. مثلا يمكن ان نقول ليس ضروريا ان يحفظ الطالب كل التواريخ الميلادية والهجرية لتواتر الخلفاء العباسيين وأسمائهم على مدار قرون بل ان يعرف ويفهم الخلافة العباسية في اطوارها والمختلفة وكيف ولماذا اختلفت ونوعية القادة الذين تداولوا عبر الحقب المختلفة. وهذا يعني ان المراجعة والامتحانات يجب ان تتغير لقياس فهم الطالب للمعلومات أكثر من حفظ التواريخ والاسماء والأحداث. وهناك في العلوم نظرية جديدة أن يكون المدخل للدروس ليس المعلومات النظرية المجردة بل الشواهد الحياتية التي كانت هي الأساس التي بحث فيها الانسان واوصلته الى المعلومات النظرية التي راكمت علوم الفيزياء والكيمياء وغيرها. وهذا حديث مبكر الآن لكن يجب ان يكون في الأفق ونحن نفكر بتطوير المناهج.
ونحن نقرر الدوام التبادلي يوما بعد يوم يمكن ان نجعله تكامليا بين التعليم عن قرب. يوم البقاء في البيت يكون لأعطاء الدرس عن بعد عبر الانترنت واليوم التالي في المدرس يكون لمراجعة الدرس وامتحان فهم الطلاب له والقيام بالامتحانات أو اي انشطة عملية ذات صلة مثل المختبرات . اي اننا لا نضيع وقت التواجد في المدرسة لالقاء درس يمكن الحصول عليه عن بعد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :