-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 18-08-2020 10:31 AM     عدد المشاهدات 384    | عدد التعليقات 0

التركة التي شغلت باله

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ « سورة البقرة-الآية 133.
حين احتضار يعقوب -عليه السلام- جَمع أبناءه، وقد كان هذا بعد أن دخل مصر ورأى فيها من يعبد النار والأصنام والكواكب... وما أجلّ هذا الموقف الذي خالطه الايمان الخالص والحرص الشديد...انسان يصارع الموت بينما أبناؤه قد التفوا حوله ينظرون الى أبيهم متلهفين ومتشوقين الى ما يتفوه به وما يقوله وما وصيّته؟
وكل انسان يدرك قرب منيّته يحرص على تنفيذ وصيته من بعده فقد تكون مالاً يوزع على المستحقين من ورثته أو يكون متاعاً أو عقاراً ولكن وصية يعقوب -عليه السلام- كانت ميراثاً واسعاً وثروة كبيرة وذخراً كثيراً وأمانة عظيمة... وهي خالدة باقية على مرّ الأجيال والعصور إنها العقيدة... إنها الملّة... إنها عبادة الله وحده لا شريك له. فهي التركة الوحيدة التي شغلت باله، فبادرهم بسؤاله: ما تعبدون من بعدي؟ أي بعد موتي. أهتز كيان الأنباء واختلجت قلوبهم وتأثرت نفوسهم ايماناً واحتساباً وتنفسوا الصعداء وقد انجابت أمامهم حقيقة اللّقاء مع أبيهم المحتضر. وقالوا بثقة وايمان واطمئنان جوابهم عن سؤال أبيهم: نعبد إلهك واله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحاق الهاً واحداً ونحن له مسلمون.
ما أعظم هذا الجواب وما أجلّه... لقد كان شافياً ليعقوب -عليه السلام- اذ أعلنوا في اجتماعهم هذا اذعانهم وخضوعهم للإسلام وثباتهم عليه، وقد أسلم يعقوب -عليه السلام- الروح وارتقى الى بارئه وهو مطمئن على سلامة عقيدة أولاده الخالصة لله -عزوجل- التي لا يشوبها شائبة ولن يدنسها رجس ولا شرك... عبادة الله وحده لا شريك له وهو ربّ العالمين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :