-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 18-08-2020 10:28 AM     عدد المشاهدات 442    | عدد التعليقات 0

جامعة سمية: إنجازات حقيقية

الهاشمية نيوز -
حسين الرواشدة


حين استمعت، مع عدد محدد من الزملاء، لرئيس جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا، الدكتور مشهور الرفاعي، وهو يستعرض انجازات الجامعة، تذكرت مسألتين : الاولى ان هذه المرة الاولى التي اشعر فيها باطمئنان لما قاله الرجل، اذ سبق لي ان استمعت من رؤساء جامعات عن انجازاتهم، وحين سألت ودققت في الموضوع، تبين لي ان ما قيل مجرد انجازات « وهمية « لا علاقة لها بالواقع وانما مجرد « ترويج « او تلميع لغايات معروفة .
المسألة الثانية هي ان وظيفة الكاتب في الاصل ان ينتقد لتصويب ما يراه من اخطاء وسلبيات، فهو يعبر عن الضمير العام للمجتمع، وبالتالي فان الاستسلام للمعلومات التي يسمعها - مهما كانت درجة مصداقية مصدرها - دون التدقيق والبحث عن مصادر اخرى تساند روايته ربما تدفع به الى الوقوع في» فخ « الانحياز او الخطأ، ولهذا طرحت خلاصة ما سمعته في مدرج جامعة الاميرة سمية على عدد من الذين كان لديهم صلة بالجامعة او تجربة معها، من اساتذة وطلاب واولياء امور، كانت الاجابات مطابقة تماما : قالوا لي : هذه الجامعة « استثناء « فعلا بالمقارنة مع عشرات الجامعات الي تباشر التعليم في بلادنا .
لماذا هي « استثناء « اذا ؟، اعتقد ان كلمة السر هي « الاخلاص « من قبل من تولى الادارة في الجامعة منذ تأسيسها لمهنة التعليم والبحث ولمصلحة البلد ايضا، فالجامعة لا تدار بمنطق ( الفردانية ) وليست ربحية في الاصل، خذ مثلا : يجتمع اخر ثلاثة رؤساء للتشاور حول كل السياسات والقرارات التي تتعلق بالجامعة، دون ان يسأل احدهم ممن انتهت رئاسته عن جدوى علاقته بالجامعة، بعد انتهاء عمله فيها، خذ مثلا اخر : مجتمع الجامعة الذي يشكل اسرة واحدة ترتبط بها ارتباطا وثيقا، وتشارك في كل ما يتعلق بها، خذ مثلا ثالثا : عدم رغبة ادارة الجماعة في التمدد الافقي ومضاعفة اعداد الطلبة المقبولين، اذ انها حددت سقفا لطاقة استيعابها بـ ( 800 طالب ) في السنة « على الفرازة « مع ان المتقدمين للدخول عليها بالالاف .
حين دققت اكثر في فكرة «الاستثناء» التي تحظى بها الجامعة، اكتشفت اسبابا اخرى : الهيئة التدريسية التي تتولى التدريس منتقاة بعناية من افضل الكفاءات والخبرات العلمية، البحث العلمي الذي فتح للجامعة ابواب الدخول للمنافسة على صعيد الجامعات العالمية، رئاسة الجامعة المتواضعة انسانيا والمتقدمة علميا التي نجحت في تحديد رؤية الجامعة، وتطوير ادائها بصورة قياسية في غضون عدة سنوات .
اكتشفت ايضا، ان التكنولوجيا التي انطلقت الجامعة من بنية تحتية قوية للتطويرها، من اجل مواكبة احدث ما وصلت اليه في العالم هي مفتاح اللغز، فنحن فعلا في عصر التكنولوجيا التي دشنت الثورة الصناعية الرابعة، والجامعة مدركة تماما لما يحتاجه بلدنا وما يتطلع اليه، وهي مرنة عند وضع برامجها ومساقاتها التعليمية لاستيعاب كل ذلك .
لا تقارن جامعة سمية انجازاتها بما حققته الجامعات المحلية والاقليمية، وانما بما انجزته افضل الجامعات في العالم، ولهذا كان لها نصيب كبير من الجوائز والشراكات والاعتمادات مع العديد من الجهات والجامعات في الدول المتقدمة بمجال التعليم والتقنية والبحث العلمي, كما كان لها نصيب ايضا في التقدير على المستوى الوطني، بفضل ما قدمته من خدمات للمجتمع المحلي .
تبقى لدي ملاحظة اخيرة، وهي ان المطلوب من الجامعة لاستكمال « دائرة « الاستثناء والتقدم ان تضع في اولوياتها « خدمة المجتمع « وخاصة في مجال استقطاب الطلبة المبدعين في الاطراف والمناطق المهمشة بتوفير بعثات او مساعدات، تساعدهم على تجاوز مشكلة « الرسوم « الجامعية، ثم في مجال الوصول الى هذه المناطق « بمشروعات تنموية « تعزز دور الجامعة ورسالتها والبحوث التي تقوم بها وتساهم - ايضا - في تطوير امكانيات وحاجات هذه المجتمعات وخاصة في مجال التكنولوجيا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :