اقتحام لمقر القنصلية الأمريكية بالصين

الهاشمية نيوز - تتواصل الحرب الدبلوماسية بين الصين وأمريكا، وكان آخرها عندما قام موظفون رسميون صينيون بدخول حرم القنصلية الأمريكية في شينغدو، صباح الإثنين 27 يوليو/تموز 2020، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية، وذلك بعد أيام على صدور أمر من بكين بإغلاقها رداً على إغلاق الولايات المتحدة القنصلية الصينية في هيوستن.
تسجيلات مصورة بثّتها شبكة "سي سي تي في" الرسمية أظهرت، في وقت مبكر الإثنين، إنزال العلم الأمريكي في المبنى، بعدما ارتفع منسوب التوتر الدبلوماسي بين القوتين اللتين اتهمت كل منهما الأخرى بتعريض أمنها القومي للخطر.
كما أكدت بكين لاحقاً أنه تم إغلاق القنصلية الساعة 10,00 (02,00 ت غ).
تصريح رسمي صيني: وأفاد بيان لوزارة الخارجية بأن "السلطات الصينية دخلت لاحقاً من المدخل الأمامي وسيطرت عليها (القنصلية)".
يُذكر أن العلاقات بين البلدين تدهورت في الأسابيع الأخيرة في ظل خلاف يذكّر بالحرب الباردة، إذ أمرت السلطات الصينية، الجمعة، بإغلاق قنصلية شينغدو رداً على أمر مماثل صدر في الولايات المتحدة تجاه قنصلية بكين في هيوستن في ولاية تكساس.
وأغلقت القنصليتان بعد 72 ساعة من صدور الأوامر.
كما أغلقت الشرطة الصينية الطريق المؤدي إلى قنصلية شينغدو، الإثنين، فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن موظفين غادروا المجمّع حوالي الساعة السادسة صباح الإثنين.
إخلاء المقر: في عطلة نهاية الأسبوع، شوهدت شاحنات لنقل الأمتعة تدخل إلى المقر بينما جرّ عمال نظافة أكياس قمامة سوداء كبيرة من القنصلية. والسبت، شاهد مراسلو فرانس برس عمالاً يزيلون شعار الولايات المتحدة من واجهة المبنى.
مر الكثير من سكان المدينة التي تضم 16,5 مليون نسمة من أمام المبنى في عطلة نهاية الأسبوع، حيث التقط كثيرون صوراً للمكان.
يذكر أن قنصلية واشنطن في شينغدو تُعنى بشؤون منطقة جنوب غرب الصين والتي تضم التيبت. ويتّهم الكثير من أهالي التيبت الحكومة المركزية باضطهادهم دينياً ومحاولة طمس ثقافتهم.
من جانبها، أصرت بكين على أن إغلاق القنصلية كان "رداً مشروعاً وضرورياً على الإجراءات غير المنطقية التي اتّخذتها الولايات المتحدة"، بينما اتهمت موظفين في البعثة بتعريض الأمن والمصالح الصينية للخطر.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين للصحفيين إن بعض الموظفين الأمريكيين في قنصلية شينغدو "انخرطوا في أنشطة خارج صلاحياتهم وتدخلوا في شؤون الصين الداخلية وعرّضوا أمن ومصالح الصين للخطر".
كما أشار مسؤولون في واشنطن إلى جهود غير مقبولة تقوم بها القنصلية الصينية في هيوستن لسرقة أسرار شركات أمريكية وأبحاث طبية وعلمية.
التوتر يتفاقم بين الدولتين: وارتفع منسوب التوتر بين القوتين الاقتصاديتين بشأن ملفات عدة، بينها التجارة وطريقة تعامل بكين مع تفشي فيروس كورونا المستجد وقانون هونغ هونغ الجديد للأمن القومي، بينما حذّر مسؤولون أمريكيون من "طغيان" الصين.
أما في هيوستن، فقد غادر آخر الدبلوماسيين الصينيين القنصلية هناك، الجمعة الماضي، حيث شوهد مسؤولون هناك وهم يحمّلون أكياساً كبيرة من الوثائق وغيرها على متن شاحنات، بينما ألقوا بعضها في حاويات القمامة.
كما أعلنت الصين، السبت، أن عناصر أمريكيين دخلوا "بالقوة" قنصلية هيوستن التي وصفتها بأنها ضمن "أملاك صينية وطنية".
وحذّرت في بيانها من أن "الصين سترد بالشكل المناسب والضروري" على ذلك.
من جانبها، حذّرت صحيفة "غلوبال تايمز" في افتتاحية الإثنين من أن "القرن الـ21 سيكون أكثر ظلمة واضطراباً من حقبة الحرب الباردة… (إذا كانت واشنطن) عازمة على دفع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الاتجاه الأسوأ".
كما توقعت بأن يتسبب التوتر بـ"كارثة غير مسبوقة".