بدايات المواسم والزمن الجميل

الهاشمية نيوز - من المشاهد المألوفة في الزرقاء خلال نهايات الستينيات وسبعينيات القرن الماضي اكوام اللوز من لوز الفرك والعوجا والمخملي على تلك العربات الخشبية ذات «الثلاث عجال» وأكياس الملح ونداء البائعين أخضر يا لوز فرك يا لوز أنه الربيع وبداياته فقد دبت الحياة وأكتست الأشجار بلون أبيض جميل ومن ثم اللون الأخضر وعقدت الثمار وأولها اللوز الأخضر يليها ثمار الجرنك « الكرز الأخضر « والذي يتحول اسمه بعد الاستواء إلى برقوق والأسكي دنيا وتبدأ خيرات قادمة من سهول حوران تأتي إلى محل مصطفى ابو الرب بحارتنا بالزرقاء من فول أخضر بلدي بأكوام وشولات خط أحمر مملوءة بالفول الأخضر البلدي البعلي، فالفول لا يشترى في بداية نزوله إذ يكون مرتفع السعر ويقولون عنه أسنانه حليب وبعد أن يصبح ممتلئا بالحبات أو معصيا تصبح الزرقاء من أقصاها إلى أقصاها لاتأكل سوى الفول مقلوبة مع لحمة الضأن ولبن نعاج أو مفركة فول مع بيض أو زيت وكزبرة فتشتم روائح متعددة وكذلك طبخات العكوب والذي يجلبه ابو الرب بشولات صغيرة غير منظف بشوكة وترى نساء يجلسن على عتبات بيوتهن ينظفن العكوب ووالفول الأخضر وكذلك البازلاء الخضراء والتي جلبها ابو الرب مع جرزات من نبات الجلاتون والعدس والتي كانت تباع فيها الجرزة « بتعريفة « وورق الدوالي البلدي المخملي القادم من مناطق الوسطية والكفارات والكورة حيث أنها مناطق شفا غورية ينزل ورق الدوالي مع بدايات الربيع بأنتظار مواسم عجلون وجبلها أما نبات الزعتر الأخضر له مكانه بين الناس فعندما يأتي ابو الرب بأكوام الزعتر البلدي برائحتة الزكية تلتم الناس لشراء تلك النبتة والتي لا يخلو أي بيت منها فترى سطوح بيوت مدينة الزرقاء تمتلىء بأوراق الزعتر لغايات التنشيف فمع السماق البلدي العجلوني وقليل من الملح وملح الليمون والسمسم وتفريكة بزيت الزيتون البلدي فهو مونة المواسم وبعض الناس يضيفون مع الزعترقلية وقضمامة صفراء وبرز بطيخ ويرسلونة بكيس قماش صغير مخصص للزعتر يتم ارساله لمطحنة زعتر لطحن تلك المواد ومن ثم أضافة السماق والسمسم مع الفرك مع قليلاً من زيت الزيتون تلكم بدايات المواسم وموعدنا على مواسم قادمة وكما كانت تقول رحمة الوالدة أوله على خير تاليه على سلامة .