-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 06-04-2020 09:28 AM     عدد المشاهدات 295    | عدد التعليقات 0

الأردنيون يتأقلمون مع إجراءات كورونا ويخترعون وسائل للتسوّق سيرا على الأقدام

الهاشمية نيوز - أوجدت ظروف التعامل مع فيروس كورونا الكثير من المظاهر والتفاصيل الجديدة في حياة الأردنيين، والتي حملت في معظمها شكلا من أشكال الإيجابية في التأقلم مع هذا الجديد، واختراع وسائل للتعامل معه، في حالة قوّة لمواجهة هذا الفيروس وهذه الظروف التي لم يعتد عليها كثيرون لا بالانصهار مع أي شكل من أشكال الضعف أو الرفض لهذا الجديد.

امس الاول، اليوم الذي جاء بعد يوم الجمعة الذي تم خلاله تطبيق قرار حظر التجول الشامل، خرج المواطنون لقضاء حوائجهم، وشراء مستلزماتهم وفق المدة المحددة لهذه الغاية من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء، وسارت الأمور بشكل منظم وهادئ لم تسجل به مظاهر سلبية، وكل خرج للحصول على احتياجاته دون مغالاة أو ازدحامات، بل على العكس بتنظيم ذاتي من المواطنين أنفسهم في معظم مناطق المملكة ومنهم من التزم بيته بحظر شامل لعدم حاجته على الخروج.

وعمليا أصبحت الإجراءات التي وضعتها الحكومة للتعامل مع فيروس كورونا والحدّ من انتشاره أسلوب حياة للكثيرين، وأسلوبا محبذا، فباتت الأسرة تجتمع بكل أفرادها، وعادت الكثير من الهوايات القديمة إلى واجهة الإهتمام والممارسة خلال هذه الفترة، والأهم من هذا وذاك، الابتعاد عن استخدام السيارة، حيث أصبحت غالبية الأسر تحضر مشترياتها سيرا على الأقدام وهذا الجانب ليس فقط مهما في الجانب الصحي، إنما أيضا اجتماعي فمن شأنه توطيد العلاقات ولو بكلمة «السلام عليكم»، فبدت شوارع العاصمة تتنفس شكلا آخر من الحياة الطبيعية والصحية. أضف لذلك أن الجميع بات يلتزم بشروط السلام العامة التي أعلنت عنها الحكومة، لجهة ارتداء الكمامات والقفازات، اضافة لالتزام كافة المحلات بوضع معقمات على بواباتها، ومنح أي مرتاد لها لا يرتدي قفازات على الفور قفازات لارتدائها، ولا ينكر احد بأن في هذا الأمر عادات صحية هامة ومطمئنة.

وفي جولة ميدانية لـ»الدستور» أمس على بعض المحلات وأماكن البيع في عمّان، بدا النظام واضحا بشكل كبير، ولجأت بعض المحلات للتنظيم من خلال رجال الأمن، فيما قامت محلات أخرى بتنظيم الدور والاصطفاف من خلال موظفين عاملين لديها، لتسير الأمور وفق التعليمات وكأن هذا النهج –الإيجابي- بات أسلوبا معتمدا عند غالبية المواطنين، اضافة لأن غالبية المحلات حددت كميات البيع على أساس أن يأخذ المواطن ما يلزمه فقط دون شراء كميات زائدة عن حاجته، إضافة لعدم اللجوء لمبدأ التخزين، فكانت هذه الأمور تسير بشكل منظّم جدا.

وبما ان التجربة هي طريق الصواب، والحاجة أم الاختراع، ظهرت مظاهر جديدة في الشارع المحلي لغايات التسوّق وشراء الاحتياجات، فهناك سيدة تصطف في دور محل الخضار وقد سحبت معها حقيبة سفر، وأخرى اصطحبت «عربة طفلها» فارغة بطبيعة الحال، وسيدة أخرى تجر حقيبة صغيرة مخصصة لحمل المشتريات، وهناك يقف شاب وقد انتزع كرسي درّاجته القديمة ووضع مكانه صندوقا صغيرا لملئه بالمشتريات، وغيرها من وسائل أوجدها الأردنيون لحمل مشترياتهم بها وهم يسيرون بعد شرائها لمنازلهم على الأقدام.

يمكن القول وحسم القول، إن المواطن الأردني يمكنه الانتصار على أي ظرف، وتجاوزه بكل نظام والتزام ولو وجدت استثناءات لكنها تبقى بسيطة، فقد التقينا بعشرات السيدات والرجال ممن لجأوا لشراء احتياجاتهم أمس بكل نظام، وهدوء ودون أي مبالغة بالشراء، فكان كل أتى دوره لدخول المحل يدخله بكل نظام وشراء ما يحتاجون فقط، وترك مساحات آمنة بينهم وبين بعض، فيما وضعت بعض المحلات حدّا للشراء تحديدا للمواد التموينية الضرورية.

وفي رصد قامت به «الدستور» أكد عدد من المواطنين أن الأمور تسير بشكل منظّم ولم تسجّل أي مشاكل بالمطلق، بل على العكس المواد موجودة ولا نقص بأي منها، أضف لذلك أن مبدأ السير على الأقدام للتسوّق ممتع ومفيد صحيا، مع الالتزام بطبيعة الحال بارتداء الكمامات والقفازات.

نادرة، تقول خرجت منذ ربع ساعة من منزلها وسارت بشكل بطيئ للاستمتاع بمبدأ السير على الأقدام وهو ما نفتقده في الأيام العادية، وتضحك وهي تؤشر على حقيبة السفر التي «تجرّها» وتقول ولراحتي وحتى لا أعاني من حمل المشتريات اصطحبت معي هذه الحقيبة لأضع بها مشترياتي و»أسحبها»، علما بأننا جميعا أنا وصديقاتي والجيران نقوم بذات الأمر بتنا نصطحب حقيبة سفر صغيرة معنا لنضع المشتريات بها دون عناء حمل «الأغراض»، وحتى استمتع «بمشوار المشي».

أمّا أحمد، فقد أكد أنه سعيد بالسير مشيا على الأقدام لشراء مستلزمات المنزل، في ظل اغلاق نوادي الرياضة، وهو يصرّ على شراء كافة مستلزمات المنزل، وابقاء زوجته وطفله في المنزل، ولا يجد أي صعوبة في هذا الأمر لاسيما وأن الشراء يتم بشكل منظم والدور قليل، والمواد موجودة وبكثافة فلم أر أي نقص بأي مادة غذائية، والجميع ملتزم بشروط الصحة العامة.

جميل، جاء لشراء مستلزمات للمنزل، كتبتها والدته له على ورقة صغيرة، قال لنا إنه رأى أن الورقة مليئة بالطلبات، وحتى لا يعاني من حملها وهي في أغلبها أنواع خضار، نزع كرسي دراجته «البسكليت» ووضع مكانه صندوقا، وضع به كافة متطلبات والدته، ويمازحنا بقوله «المشي حلو بس حمل الأغراض صعب» لكن الأمور سارت بشكل جيد و»دبّرت حالي» فالحاجة أم الاختراع، ولن أعاني بالمطلق من السير للمنزل، وسأحرص كلما احتاجت أمي للتسوّق أن أذهب أنا بدلا منها ومن والدي، فالأمور بحمد الله تسير بشكل ايجابي جدا والمواد متوفرة.

فريدة تقول لنا، هذه الحقيبة اشتريتها منذ أكثر من عشر سنوات وهي مخصصة لوضع المشتريات بها، ويمكن سحبها عن طريق «الدواليب» لكنني لم استخدمها، منذ شرائها، اليوم اخرجتها من «المخزن» وها أنا استخدمها لحمل المشتريات بها، وتفاجأت بأن عشرات السيدات والرجال يستخدمون هذه الحقيبة لكنني لم أكن أرى أيا منهم يستخدمها بوقت سابق، نعم نحن سنتجاوز الأزمة بإذن الله بكل نجاح ولن تهزمنا بل نحن من سنهزمها، وحتما ما بعد الكورونا أعتقد أننا جميعا علينا الاستمرار في نهجنا الذي بدأنا التأقلم عليه تحديدا موضوع النظافة وعدم التخزين وشراء احتياجات أكثر من حاجتنا، والتعوّد على السير على الأقدام.

ولعلّ ما قامت به زبيده كان لافتا للانتباه حيث اصطحبت معها «عربة طفل» وقالت لنا ابني اليوم في الصف الأول الابتدائي وهذا العربة الصغيرة وضعتها بالمخزن منذ سنوات، لكن اليوم وحتى أتمكن من السير دون عناء حمل المشتريات قمت بإعادة استخدامها؛ إذ أضع بها ما أقوم بشرائه من احتياجات، وهي طريقة مريحة جدا ولم تكلفني شيئا بل على العكس جعلتني أستخدم شيئا كنت أعتقد أنه غير قابل للاستخدام، وعمليا الأمور تسير بفضل الله بكل سهولة ولا يوجد سلبيات بالمطلق والجميع بات يشتري مستلزماته وفق احتياجاته فقط وسيرا على الأقدام كلنا نشبه بعضنا والكل ملتزم بالدور وترك مسافة آمنة، ووضع كمامات وارتداء القفازات، ومن لم يرتد يمنحه السوبر ماركت قفازات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :