-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 10-03-2020 10:38 AM     عدد المشاهدات 402    | عدد التعليقات 0

فطابل

الهاشمية نيوز -
يوسف غيشان

في عدة حارات ليس من الضروري ان تكون مجاورة كان يتوفر عادة أحد الأولاد الذي يملك طابة كرة قدم، وكان هذا الولد محط أنظار الحارات جميعها ويتعرض لحالات إغواء متنوعة ليحضر مع طابته إلى الملعب حيث ينقسم الأطفال إلى فريقين ويشرعون في لعب الكرة على البيادر في ملعب تم ابتكارة على عجل في غفلة من أصحاب الأرض.
اللعبة عادة لا تنتهي على خير، حيث يتضايق الولد صاحب الكرة إذا مرت دقائق ولم يستطع لمسها بحوافره، فتجده يقبض على كرته متلبسة بالغياب، ويضعها تحت إبطه ويقول بصوت عال يسمعه القاصي قبل الداني:
- بطّلت ألعب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هكذا يلقيها بكل بساطة في وجه الفريقين اللاعبين والفرق المنتظرة دورها. هنا يتحول الملعب بأكمله إلى أسراب من المنافقين الذين يحاولون استرضاء الولد صاحب الفوتبول بكافة السبل والوسائل والإغراءات، ويتحول هذا الولد المدلل إلى محط انتباه الجميع مع انه تافه، على الأغلب، وليس له أصدقاء.
- بعد مفاوضات عسيرة يتوقف خلالها اللعب يتم موافقة طفل الفوتبول على استئناف اللعب. حيث يتسابق اللاعبون – حتى من فريق الخصم-على تمرير الفوتبول إلى الولد العائد من الحرد، مما يؤدي إلى جمود اللعب وتحوله إلى مهزلة.
- لكن سرعان ما يندمج الأطفال باللعب وينسون التمرير المصطنع إلى صاحب الفوتبول، مما يؤدي إلى حرده ثانية.... وهكذا دواليك حتى انقضاء النهار أو ظهور طفل جديد يمتلك كرة أخرى. !!
- هناك حكومات تعامل الجميع على قاعدة الاحترام المتبادل، وحين يشرع اللعب وتفشل في إدارة دفة اللعبة تشرع بتخريب اللعبة.
- طفل الحارة كانوا يهددونه بطفل آخر يملك كرة أخرى أما نحن فقد صار يملك كل واحد منا كرة. والحكومات التي لا تلعب يمكن تذكيرها بأن حل تشكيل الحكومات صار أسهل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :