-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 05-03-2020 09:57 AM     عدد المشاهدات 367    | عدد التعليقات 0

(اليوم العالمي للأحياء البرية) .. جهود أردنية مميزة في إنقاذ التنوع البيئي والبيولوجي

الهاشمية نيوز - «إنني أدعو القادة إلى التحلي بالطموح وإبداء العزم على التعجيل بالعمل؛ إذ نسعى جاهدين إلى عكس مسار فقدان التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدامها على نحو مستدام وتقاسم المنافع الناشئة عنها بإنصاف»...بهذه الكلمات استهل الأمين العام للأمم المتحدة رسالته الموجهه للعالم بمناسبة «اليوم العالمي للأحياء البرية» والذي يحتفل به كل عام في الثالث من آذار للتذكير بأهمية التنوع البيئي والبيولوجي على كوكبنا، ودوره في حماية حياتنا من الأخطار العديدة التي تتهددها.
استدامة أشكال الحياة
وبحسب الأمم المتحدة يشمل موضوع اليوم العالمي للحياة البرية لعام 2020 الذي عنوانه ’’استدامة جميع أشكال الحياة على الأرض‘‘ جميع أنواع الحيوانات والنباتات بوصفها مكونا من مكونات التنوع البيولوجي، وسبل معايش الناس كذلك، وبخاصة أولئك الذين يعيشون على اتصال مع الطبيعة. ويتماشى ذلك مع الأهداف 1 و 12 و 14 و 15 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وما تستتبعه من التزامات واسعة النطاق بشأن تخفيف حدة الفقر، وضمان استخدام الموارد استخداما مستداما، والحفاظ على الحياة على الأرض وتحت سطح الماء بما يوقف فقدان التنوع البيولوجي.
والأرض هي موطن لأنواع لا حصر لها من الحيوانات والنباتات. واعتمدنا تاريخيا على التفاعل المستمر والروابط القائمة بين جميع عناصر المحيط الحيوي لجميع احتياجاتنا: الهواء الذي نتنفسه، والطعام الذي نتناوله، والطاقة التي نستخدمها، والمواد الازمة لكل احتياجاتنا. ومع ذلك، فإن الأنشطة البشرية غير المستدامة والإفراط في استغلال الأنواع والموارد الطبيعية تحد من التنوع البيولوجي في العالم. فما يقرب من ربع جميع الأنواع معرضة لخطر الانقراض في العقود المقبلة.
وسيشهد عام 2020 الذي بات يُعرف باسم «السنة المتميزة للتنوع البيولوجي»، عديد الفعاليات العالمية الكبرى التي تضع التنوع البيولوجي في الصدراة. كما أنه يتيح فرصة فريدة لإحراز تقدم مؤثر للحفاظ على أنواع الحيوانات والنباتات البرية واستخدامها استخداما مستداما.
إذكاء الوعي
في 20 كانون الأول/ديسمبر 2013، أقرّت الدورة الثامنة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الثالث من آذار/مارس اليوم العالمي للحياة البرية، وذلك لإذكاء الوعي بأهمية الحيوانات والنباتات البرية والتاريخ المحدد هو يوم اعتماد اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض عام 1973، والذي يلعب دوراً بالغ الأهمية في ضمان ألا تشكل التجارة الدولية تهديداً لبقاء هذه الأصناف من الحيوانات والنباتات البرية.
كان يوم 3 آذار/مارس قد اعتُمد مسبقاً على أن يكون «اليوم العالمي للأحياء البرية وفقاً للقرار المعتمد في الاجتماع السادس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، المعقود في بانكوك في الفترة من 3 إلى 14 آذار/مارس 2013، ولا سيما القرار 16-1 الذي يعلن 3 آذار/مارس يوماً لعالمياً للأحياء البرية بغية الاحتفال بما يزخر به العالم من حيوانات ونباتات برية والتوعية بها. وقد رعت القرار مملكة تايلاند، الدولة المضيفة للمؤتمر والاتفاقية الوارد ذكرهما، وقامت بدورها بنقل النتائج التي أسفر عنها المؤتمر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتتعاون أمانة اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض مع منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة في تيسير تنفيذ احتفالية اليوم العالمي للأحياء البرية.
وتلك الاتفاقية التي تدخل فيها 183 دولة عضو هي واحدة من أقوى الأدوات العالمية المتاحة لحفظ التنوع البيولوجي في العالم وتنظيم التجارة في الحيوانات والنباتات البرية.
الحياة البرية في الأردن
يُقصد بالحياة البرية في الأردن مجموع أنواع النباتات والحيوانات البرية بالإضافة إلى الموئل الطبيعي الذي تعيش فيه هذه الكائنات الحية داخل البلاد. وعلى الرغم من طبيعة الأراضي الصحرواية والتي تغلب على المنطقة، إلا أنها تمتلك عدة مناطق جغرافية يعيش فيها مجموعة من النباتات والحيوانات التي تتلائم طبيعة أجسامها وتكوينها مع البيئة المحيطة.
تُظهر الدراسات الأحفورية على المنطقة أنه في العصر الحجري القديم عاشت بعض الأنواع الحيّة في المنطقة مثل الدببة السورية البنية، الأسود الآسيوية، الحُمر الوحشية،الفيلة الآسيوية وكذلك وحيد القرن، إلا أنها تعتبر الآن غير موجودة في المنطقة «منقرضة».
منذ بدايات القرن العشرين، تسبب الصيد الجائر في المنطقة بانخفاض أعداد العديد من الحيوانات مثل الايل والغزلان، حيث انخفضت أعدادها إلى تجمعات بسيطة متفرقة، وفي ذلك يُذكر حيوان مثل المها العربي، أصبح من الحيوانات المُهددة بالإنقراض تماماً من المنطقة. من أجل ذلك نشأت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في العام 1966 بهدف الحفاظ على التنوع الحيوي في الأردن وحفظ الموارد الطبيعية، فقد عملت الجمعية على إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية بالإضافة إلى وضع برامج الحماية وحفظ النوع وبرامج توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض، وبالتالي ساهمت في ارتفاع أعداد الكثير من هذه الحيوانات.
في العام 1995م تم إصدار قانون حماية البيئة، الذي احتوى على 35 مادة قانونية تنظّم حماية البيئة في الأردن وبموجبه تم إنشاء المؤسسة العامة لحماية البيئة التي استمرت بالعمل حتى العام 2003 حيث تم إنشاء وزارة البيئة.
تعيش في الأردن حالياً العديد من أنواع الثديات، كذلك هناك ما يزيد على أربعة آلاف نوع من الطيور تعيش فيها أو تزوها أثناء هجرتها، بالإضافة إلى ما يزيد على ألفين نوع نبات تم تسجيلها في البلاد.
نباتات وحيوانات نادرة
رغم الصيد الجائر ومشكلة التصحر الا أن الأردن مازال محافظا على تنوع بيولوجي لافت، فمن النباتات يوجد لدينا البلوط والصنوبر والسدر والطلح والصفصاف والغرقد والسرو والبطم والخروب وغيرها من الأنواع النباتية التي انقرضت في بلاد أخرى ويصل عددها بحسب الخبراء الى 2000 نوع، أما الثروة الحيوانية فهي أيضا مميزة وغنية، وللحد من الصيد الجائر، في العام 1973 تم سن تشريع في الأردن يهدف لضبط نشاطات الصيد كذلك يحدد المواسم المسموح فيها وحصة الشخص المسموحة كذلك.ايضا في حينها تم استغلال محمية الشومري للحياة البرية «منطقة مسيجة في صحاري وسط الأردن» في برنامج حماية يتضمن «تربية وتكاثر» ثم إعادة الحيوانات للموطن الطبيعي لها شمل: المها العربي، النعامة الصومالية، الحمار الوحشي الفارسي «الأخدر الفارسي»، ايضا بعض انواع الغزلان. حيوانات أخرى تم إطلاقها في البرية كذلك هي الوعل النوبي، الخنزير البري، الايل الاسمر، وايضا أيل اليحمور.
ويوجد في الأردن مئات الأنواع من الحيوانات اللاحمة والعاشبة، والطيور، والأسماك، وقد نجحت سياسات الحفاظ على التنوع البيولوجي بحماية العديد من الأنواع المهددة بالانقراض كالمها العربي والغزلان والثعالب وغزير العسل، وطائر النوء الاطلسي، وطائر أبو منجل، والصقور والنسور والغربان والبلابل وغيرها من الأنواع البيولوجية النادرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :