-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 25-02-2020 10:20 AM     عدد المشاهدات 267    | عدد التعليقات 0

الغضب لا يكفي .!!

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن

لم يفاجئنا العدو بارتكاب جريمة اغتيال الشهيد المجاهد محد الناعم في خان يونس .. انما فاجأنا باسلوبه القذر، اللانساني، بدهس الجثة بالجرافة، والتنكيل بها، وتشويهها.. وتقطيعها الى نصفين، وتعليقها على الجرافة كما تعلق الذبيحة...!!
الجريمة هذه التي اقترفها العدو على مرأى ومسمع العالم كله، جريمة غير مسبوقة .. وهي بكل المقاييس جريمة ضد الانسانية..تستدعي من الجنائية الدولية التحقيق فورا مع الارهابيين «نتنياهو» ووزير الجيش «بينيت « ومع جنرالات العدو الذين اصدروا الاوامر، وباركوا التنكيل الاجرامي ..لوضع حد لنهج الاستهتار الصهيوني ، اللامعقول بحياة الشعب الفلسطيني . ووجوده ..ومشاعره..الخ.
والسؤال الذي يطرح نفسه ..
الى متى سيستمر العدو بارتكاب المجازر والمذابح والمحارق .؟؟.واخيرا اللجوء الى التنكيل بجثث الشهداء، واحتجازها، ورفضه تسليمها الى ذويهم .. ودفنهم في مقابر الارقام؟؟
لقد بات معروفا ان السبب الرئيس لارتكاب هذه المجازر والمذابح، والعبث بحياة الشعب الفلسطيني هو : غياب المساءلة والعقوبات الدولية .. فلو شعر هذا الفاشي بان مصير جلاديه هو كمصير جلادي النازية وصربيا ورواندا..الخ . لما اقدم على ارتكاب هذه المجازر .. ولما استمر في اطلاق جنون الارهاب الصهيوني على شعب اعزل..
لقد فشلت كل محاولات احرار العالم بتقديم المجرم شارون وزبانيته الى العدالة الدولية، بعد اقترافه جريمة العصر .. جريمة صبرا وشاتيلا . وقتل اكثر من «5000» فلسطيني ..
لقد بلغ الاستهتار بالعدو حدا لا يوصف .. حينما حاول امتصاص النقمة الدولية وتشكيل محكمة صورية لمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب مجزرة كفر قاسم،التي ذهب ضحيتها المئات من المزارعين العائدين من حقولهم على يد الوحدة «101» وقائدها الارهابي شارون..وكانت نتيجة الحكم مهزلة مدوية، وهي تغريم المسؤول عن الجريمة بضع «شيكلات»، وهو ما يؤكد الاستهتار الصهيوني بكل مبادى العدالة، قبل الاستهتار بحياة الفلسطينيين..
لقد بات واضحا وضوح الشمس في رابعة تموز .. ان غياب الرد الفلسطيني الموجع، هو السبب الرئيس لاستمرار المجازر الصهيونية، فهذا الغياب اللامعقول، وبخاصة منذ «اوسلو» والتنازلات الفلسطينية والعربية، وفتح اوتوسترادات التطبيع الرسمي، هو وراء رفع وتيرة الاستيطان، وممارسة اقذر حملات التطهير العرقي لتهويد القدس، واقتسام الاقصى .وتجويع مليوني فلسطيني في قطاع غزة، والحكم عليهم بالموت البطيء.
لقد جاءت جريمة الجرافة، والتنكيل بجثة المجاهد» محمد الناعم» في خان يونس ..لتؤكد لاهلنا ، وخاصة في غزة – العزة.. غزة المقاومة.. ان سياسة التهدئة .. ووقف مسيرات العودة ، ووقف حرب الطائرات الورقية، التي ارعبت قطعان المستوطنين، ودفعتهم في مستعمرات غلاف غزة الى الهجرة الى تل ابيب .. واستمرار الانقسام..كل ذلك واكثر منه .. هو وراء استمرار جرائم العدو، واستمرار الاستهتار بحياة الشعب الفلسطيني .. ووراء الاستمرار في اذلاله .. وتجويعه..على امل الخضوع للصهاينة، ورفع الراية البيضاء.
باختصار..
جريمة الجرافة والتنكيل بجثة الشهيد «الناعم» هي: رسالة الى شعبنا والامة كلها، بان السخط والغضب لا يكفي لردع العدو، وان السبيل الوحيد لردعه، ولجم جنونه، واجتثاث ارهابه هو: المقاومة الموجعة، التي تجعله يذرف الدمع الساخن..وينزف الدم طويلا، فهي الكفيلة ليعود الى رشده .. ويعلن توبته .
انها معادلة الدم بالدم التي تجعله يركع .!!
وعلى الباغي تدور الدوائر






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :