المنخفض الجوي الاخير .. هل نجحت الامانة في تجاوز اخفاقات الموسم الماضي؟

الهاشمية نيوز - حمل المنخفض الجوي الأخير في طياته كميات غزيرة من الأمطار، اعادت الى ذاكرتنا ما حصل في الموسم الشتوي العام الماضي من اخفاقات وما رافقها من توجيه اصابع الاتهام الى امانة عمان وتحميلها المسؤولية نتيجة ضعف الإجراءات التي كان معمولاً بها، ما أفضى إلى مداهمة الأمطار لأعداد لا بأس بها من محلات وسط البلد على وجه الخصوص وإلحاق الخسائر بالتجار، فهل نجحت الامانة في تفادي ما حصل العام الماضي من خلال الاجراءات التي اتخذتها استعدادا للموسم المطري ؟
ومن الانصاف القول ان ما ظهر خلال المنخفض الاخير يُسجّل لأمانة عمان الجهوزية العالية والاستعداد الحقيقي المسبق للموسم المطري، عبر جملة الإجراءات التي اتبعتها بحرفية، إلى جانب الخطوات التي ابتكرتها الموسم الحالي لأول مرة، تلافياً لتكرار الأخطاء التي خلّفت خسائر بشرية ومادية، وانطلاقاً من الواجب والمسؤولية التي تقع على أمانة عمان، والتي يطمح الجميع أن تستمر بنفس الوتيرة بالتزامن مع التحسين والتطوير والارتقاء بالأداء الذي يلمسه مباشرة متلقو الخدمة.
ودلالة ما سبق، ما أجمع عليه متضررو العام الماضي من تجار وسط البلد، بأن تصريف مياه الأمطار العام الحالي ممتاز بحسب وصفهم خلافاً للعام الماضي.
ولا بد من الإشارة في هذا الصدد، إلى أن أمانة عمان كانت على تواصل مع المواطنين أثناء المنخفض الجوي القوي الذي أثر على المملكة قبل أيام، كونها دعتهم في حال مواجهة أي طارئ أو رصد ملاحظات الإتصال على أرقام غرف الطوارئ والعمليات لمناطق أمانة عمان الفرعية البالغ عددها 22.
مدير دائرة البيئة في الأمانة المهندس ابراهيم الهبارنة قال لـ«الدستور» إنه تواجد خلال المنخفض 4500 عامل وطن في الميدان باشروا عملهم من خلال برنامج مناوبات على مدار الساعة للتأكد من جاهزية مناهل تصريف مياه الامطار، فضلا عن تواجد لعمال الوطن في مواقع ثابتة بالقرب من مواقع حرجة والأنفاق المرورية.
كما أكد الهبارنة جاهزية 180 ماتور شفط في مختلف مناطق العاصمة للتعامل مع أي حالة يتم رصدها خلال المنخفض، فضلا عن وجود 7 ماتورات عملاقة تم وضعها عند دوار المدينة، الداخلية، الخامس، السابع، خلدا، جاوا، الساحة الهاشمية.
وأضاف أنه تم إستخدام مصدات المياه التي تم إدخالها للخدمة مؤخرا وعددها 1200 مصد للسيطرة على جريان المياه السطحية المتدفقة في المواقع التي قد تتعرض لمداهمة مياه.
كما تعاملت أمانة عمان خلال المنخفض الأخير مع عدد من الأعطال لإشارات ضوئية نتيجة إنقطاع التيار الكهربائي عنها.
وفي هذا الصدد، قال مدير دائرة عمليات المرور المهندس محمد الفاعوري لـ «الدستور «إنه نتيجة إجراءات العزل التي أجرتها أمانة عمان لكافة الإشارات الضوئية داخل حدودها تم السيطرة على الأعطال الفنية التي حدثت نتيجة تسرب المياه.
وبين أن سرعة الرياح الشديدة في بعض المناطق أدى الى تحرك أذرع الإشارات وهي بواقع 3 إشارات، وتم التعامل معها بوقت قياسي.
كما تعاملت دائرة الزراعة في أمانة عمان منذ بدء المنخفض الجوي مع 31 ملاحظة حول تعرض أشجار للخلع أو تكسر أغصان بفعل الرياح القوية أو ملامستها لخطوط الكهرباء، وعملت الدائرة حسب مديرها المهندس معين زريقات من خلال عشرة فرق تم تشكيلها بالإضافة لخمسة مراكز رئيسة للدائرة ضمت 230 من كوادرها الزراعية لمتابعة الملاحظات الواردة إلى غرفة الطوارىء الرئيسة والمناطق والشكاوي الإلكترونية والملاحظات المباشرة للكوادر ضمن ثلاث فترات صباحية ومسائية وليلية.
المطلوب من أمانة عمان البقاء على ذات النهج والعزيمة طيلة الموسم الشتوي الذي لم نشهد منه حتى حينه سوى منخفض جوي واحد حمل كميات من الأمطار كانت كفيلة بكشف استعدادات أمانة عمان وجديتها في العمل وتلافي أخطاء الماضي، والعمل على ابتكار المزيد من الخدمات والإجراءات التي من شأنها أن تُبقي الأخطاء والخسائر من الماضي.