-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 27-12-2019 10:04 AM     عدد المشاهدات 428    | عدد التعليقات 0

شوربة العدس بصدارة فصل شتاء الأردنيين

الهاشمية نيوز - ثمة رابط بين شوربة العدس وفصل الشتاء، فهي من الاطباق زهيدة الثمن شهية المذاق، وفوق ذاك فهي من الأكلات المفيدة والمغذية في آن؛ وتعارف الأردنيون بأنها تمد الجسم بالطاقة اللازمة والدفء لتجنب البرد القارس.
لكن طبق العدس له دلالات ومعان لدى الفقراء، ذلك أنه عنوان للكرم، وصورة من صور التكافل الاجتماعي بين الاهل والجيران؛ فقد كان الناس بتبادلون اطباق العدس فيما بينهم؛ وعرفت (تكايا) تصنعه للضيوف الفقراء،كما هو الحال في مدينة معان الواقعة على طريق الحجيج جنوبا.
العدس من العناصر الرئيسة لأنواع عديدة من الأطعمة التي كانت حتى وقت قريب، من الوجبات الشعبية للأسرة، في المملكة (كالمدقوقة) أو ما يعرف (بالرشوف)، إذ يدخل في صناعتها الجميد والقمح إضافة إلى العدس، كما يستخدم في اعداد (المجدرة) - العدس والارز.
قديما كان الناس يزرعون العدس بكثرة، في الاراضي التي تعتمد مياه الامطار، وبعد البذار ينتظرون غيث السماء، فإن هي امطرت يهللون ويكبرون، وفي موسم الحصاد يشدون أعذب الالحان؛ ثم يدرسون المنتوج بواسطة الدواب، فيطلقون على المخلفات الجافة (غضة) وهي علف لمواشيهم وأغنامهم، فيبيعون ما يزيد من الغلة ويدخرون الباقي مونة لغذائهم.
ما يزال العدس من المواد قليلة الكلفة، رغم ما طرأ عليه من ارتفاع في الاسعار، كما ان طبخ شوربة العدس سهلة للغاية،، وهناك من طور من طبخها بإضافة الخضار مثل الجزر.
إستخدام طبق العدس يتصدر المأكولات في المطاعم والفنادق الكبرى، فهي المفضلة على كثير من أنواع الشوربات الأخرى، خاصة أيام البرد والشتاء، فهي ضرورية لنشاط الجسم، ولها قيمة غذائية عالية، لإحتوائها على البروتينات بنسبة 20%.وهو السبب الذي جعل العديد من الناس يطلقون على وجبة العدس (لحم الفقراء) لأنه من السلع التي يمكن أن يوفرها أغلبية الناس على اختلاف مستوياتهم المعيشية؛ وايضا يتصدر قائمة المواد التي يتم توزيعها كطرود خير على فقراء المملكة.

كان (كف) العدس يستخدم للمقايضة في الشراء، حيث يستبدلونه بمواد أخرى عند البقال؛ لأن أغلبية المواطنين في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، لا يملكون اعمالا تدر عليهم أموالا نقدية، بل يعتمدون على الزراعة وتربية الأغنام التي تمنحهم الاكتفاء الذاتي؛ وبالتالي لا تشكل لهم البقالة أو السوق أهمية لعدم توفر المال. أما زراعة العدس فكانت ممتدة في أرجاء المملكة، وفي بلاد الشام، ومصر، وتركيا، وأميركا، وإيران؛ وفي عدة مناطق من قارة آسيا، وتوجد منه عدّة أنواع وألوان، تختلف فيما بينها اختلافاً بسيطاً في نسبة المواد الغذائية.
من أنواع العدس :الأحمر، الأخضر، الأصفر، الرمادي، الأسود، البرتقالي، والبني؛ ومن فوائده أنه يحتوي على الألياف الغذائية غير القابلة للذوبان، والألياف الغذائية القابلة للذوبان، والبروتينات بنسبةٍ عاليةٍ، والعديد من العناصر المعدنية، خصوصاً الحديد، والزنك، والسيلينيوم، والنحاس، والبوتاسيوم، والفسفور، والكالسيوم، والمغنيسيوم.
ووفق الدراسات العلمية فإن العدس يحتوي على الفيتامينات، مثل: ب المركب، و أ، ب 1، و ب 2، وب 6، و ج، وفيتامين هـ، وحمض الفوليك، والسعرات الحرارية، والدهون المشبعة، وأحادية التشبع، والكربوهيدرات، وبعض الأحماض الأمينية الأساسية، مثل السيستينن والميثونين.
لا يمكن الاستغناء عن شوربة العدس، فهي متوفرة بكثرة وزهيدة الثمن، ولها فوائد جمة؛ لكن اللافت ان تناول العدس بوجبات متعددة، أصبح منتشرا بين أغلبية المواطنين، ذلك أن ظروف الحياة وغلاء الأسعار، ونقص المال، دفع ذوي الدخل المحدود، للإقبال على تموين منازلهم بمادة العدس، سواء الحب أو الأحمر المجروش، لأنه يساعد في تغذية الأسر بكلف أقل.
يبقى الشتاء طريقا ممهدا لشوربة العدس الساخنة، فهي الوجبة الشعبية الغنية، ولها فوائد على الصحة العامة، لأنها تقلل من الكلسترول، وتساعد على الهضم. قدر من عدس في أيام البرد القارس، يدخل البهجة والفرحة في نفوس الأطفال المعوزين، فيقبلون على تناوله سواء كان طعاما أم شوربة براحة وطمأنينة ورضا نفس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :