-

كتابنا

تاريخ النشر - 11-08-2021 09:24 AM     عدد المشاهدات 261    | عدد التعليقات 0

التمكين

الهاشمية نيوز -
لارا علي العتوم

بما أن الديموقراطية فعل الانسان او نتاج فعل الانسان المرتبط بوعيه وفكره وتزداد كفاءتها بإعتماد طرق فنية قانونية حسب امكانيات الوعي الجماعي وهنا يكمن الفهم لقيم العلم والثقافة الذي يعتبر مؤشر لأي إنكسار حاصل في الفكر وتأثيره على الحياة ومجرياتها وتعاملاتها وإتساقها بالمجتمع، فالمجتمع الخالي من المنابر الثقافية والداعم للعلم لن يكون مجتمع متفاعل وفاعل بل سيكون مجتمع مليء بالايدولوجيات فقط.

يمتلئ الاردن بالمنابر الثقافية بل وزخمها ولطالما كان المصدر للعقول إيمانا منه بأن اتباع قيم الحق تدعم الاخلاق للشعوب، وأساس العدل والحق في الديموقراطية هو قوة رأي الشعوب التي تستند على الاخلاق والخبرات والعلم مما يجعل سياستها العامة حاضنة للرأي الاخر وتبني جسور الثقة بينها وبين الشعب فالحكومة او الحزب الذي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة وثقة الشعب ستكون كالقلاع لن يستطيع احد اختراقها.

إن تاريخ الامم اساسه التطور والتقدم ويعتمد بناء التاريخ في الزمن الذي نعيش فيه على أولويات عصره وهى الصناعة والبحث العلمي الذي أخذ مساحة كبيرة من أولويات الدول، حيث أن تغير علاقات الانتاج الصناعية يجعل العمل ضمن منهجية ذات مسار واضح وانتقائي لفترة زمنية طويلة حسب الحاجة وليس لفترة وجيزة.

ان تركيز راس المال واستثماره وربطه بالعلم من خلال الاستثمار بالعلم واحتضان البحث العلمي ليس فقط من مؤسسات الدولة بل من خلال الشركات والمؤسسات ذات الانظمة المعلوماتية القادرة على تطوير التقنيات الجديده يُعزز من تصغير الفجوة الحاصلة إما في الحركة الاقتصادية او المالية وحتى المجتمعية، مما يؤثر على مجريات الحياة..

لا يتم قراءة درجات استفادتنا من اجواءنا الديموقراطية بالشكل الدقيق، وبالتأكيد ليس كلنا على دراية بأهمية تاريخنا فلو كان العدد الاكبر منا يدركون قيمة التاريخ في حضارة الامة لاصبح الادراك أدق للعديد من الامور واصبحت القدرة على التعبير بالكلمات المناسبة خاصة عند الاختلاف في وجهات النظر مما يجعل في الاختلاف أداة لفتح باب جديد للبحث والتعمق في الاشياء ولابتعدنا عن التجريح خاصة في حين وجود آلية للتعامل تحفظ هيبة الدول ومؤشر على ارتقاء شعبها وهى سيادة القانون.

قد نرى أحيانا تغلب اللامعقول على المعقول ونظن اللامعقول قريب التأثير والتقرب من قليل التفكير والجهد هو الاكثر شيوعاَ ناسين أننا في وقت من الزمن أصبحت الشعوب واحدة بسبب وعيها رغم اختلاف اماكنها واسماء بلدانها وظروفها إلا أنها واحدة وجميعها تعمل على رفع مستواها المعيشي وزيادة في حقوقها لاثبات ذاتها مما يجعل المعقول هو الحاضر القوي مهما قست الظروف وهنا ما يجعلنا نواجه التحديات بالعزيمة والاصرار فلا يمكن الاستغناء عن التطبيق والعمل والتجربة او الخبرة بالنظريات.

إن توسعة مساحة البحث العلمي ضرورة وقد يكون من المهم ان تقوم مؤسسات المجتمع المدني أو أي مؤسسة وطنية أو عالمية في بلدنا العزيز أن تُدخل البحث العلمي ضمن اولويات مشاريعها من خلال تبني الابحاث المميزة بإعتبارها مشاريع انتاجية على المدى الطويل ولا تعتمد فقط على تبني المشاريع الانتاجية المباشرة.

حمى الله الاردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :