-

كتابنا

تاريخ النشر - 09-11-2020 10:32 AM     عدد المشاهدات 434    | عدد التعليقات 0

احموا (الجيش الأبيض) قبل فوات الأوان

الهاشمية نيوز -
عمر عليمات

بوفاة 11 طبيباً نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا إلى جانب نحو 2000 إصابة بين الكوادر الصحية، لا بُد للجميع من دق ناقوس الخطر، فقطاعنا الطبي في وضع لا يحسد عليه، وقد نصل إلى المرحلة التي لا يتمناها أحد في الأردن.
لا أحد يجادل أن كبرى الدول في العالم بدأت تفقد السيطرة على الوباء، وأن التحدي ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، فنحن نتحدث عن وباء ضرب العالم في غفلة منه، وكشف مدى هشاشة القطاعات الصحية أمام الأوبئة، لكون العديد من الدول كانت تعتقد أن مرحلة التفشي الوبائي أصبحت من التاريخ ولن تعود كما كانت في عصور سابقة.
ورغم الوضع المعقد إلا أن الأرقام المنشورة حول الوفيات والإصابات في قطاعنا الصحي، تثير تساؤلات جدية حول البرتوكول المعتمد لحماية الكوادر الطبية والتمريضية، إذ أن أي ضعف في هذا القطاع له تأثيرات كارثية على الوضع الوبائي بشكل عام، فالأطباء والممرضين هم خط الدفاع الأول، وأي خلل في بروتوكول حمايتهم سيوصلنا إلى مراحل تتجاوز بعيداً أسوء السناريوهات.
الحديث عن نقص شديد في وسائل الوقاية والحماية الشخصية للفرق الطبية ليس بالجديد، والنقابات المعنية رفعت صوتها عالياً في هذا الأمر، إلا أن تزايد الوفيات والإصابات يشير إلى أن هذه المعضلة ما زالت تدور في فلك البيروقراطية التي نعاني منها.
توفير مستلزمات الوقاية الشخصية للكوادر الصحية يجب أن تكون أولوية، وأن تقفز على جميع مراحل البيروقراطية المعتادة، فما الذي يمنع من توفير هذه المعدات بغض النظر عن كلفتها وتوفر الميزانية، فالضرورات تبيع المحظورات، وهل ننتظر كارثة في قطاعنا الطبي والتمريضي لنتحرك بسرعة أكبر لضمان سلامتهم وحمايتهم من الجائحة؟.
«الجيش الأبيض» في خطر، والأرقام تؤكد ذلك، فبحسب الأرقام الصادرة من بعض المعنيين وصلت الإصابات إلى نحو 6 % من من إجمالي الكوادر الصحية العاملة في المملكة، كما صرح بذلك نقيب الممرضين خالد الربابعة.
مررنا منذ تفشي فيروس كورونا بدايات العالم الحالي بمراحل عديدة، وفي كل مرحلة ترتفع الأصوات المحذرة من واقع مرير، ولا أحد يلتفت أو يسمع لهذه التحذيرات إلا بعد فوات الأوان، فرغم كل الأصوات المنتقدة للحظر الشامل، كانت النتيجة أن خسرنا الاقتصاد وتفشى المرض، فلا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن، وفي قصة الشاحنات والمعابر أعدنا نفس الخطأ، وها نحن اليوم نعود لاستراتيجية الحظر الشامل لمحاصرة المرض بعد إجراء الانتخابات دون أن يلتفت أحد إلى أن خمسة أيام عبارة عن سنة لرب الأسرة الذي يؤمن قوت أولاده يوماً بيوم.
باختصار هناك أزمة إدارة لملف كورونا، والمشاكل تظهر تباعاً بلا حلول جذرية لها، وتتراكم يوماً بعد يوم، واللقاح ليس بتناول اليد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على أقل تقدير، فأين نحن ذاهبون.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :