-

كتابنا

تاريخ النشر - 27-09-2020 09:49 AM     عدد المشاهدات 670    | عدد التعليقات 0

سائق شخصي

الهاشمية نيوز -
فدوى بهجت خصاونة

يحظى السائق الشخصي لمدير الشركة التي يعمل فيها برؤية شخصيات بارزة وذات مكانة سياسية واجتماعية واقتصادية هامة، حيث يقوم بتقديم خدماته كسائق ومراسل مطلع على ما يدور وراء الكواليس.
حينما يقود السيارة وينطلق حاملا عطوفة المدير يرى عجبا، ولكنه يظل صامتا، فإن الصمت أحيانا يكون وسيلة هامة من وسائل التعلم والاستفادة من الخبرات.
يرن هاتف عطوفة المدير فيرد على المتصل به: أهلاً وسهلاً بك كيف حالك؟
أنا الآن في مكتبي وأراجع ملفك الخاص فهو في سلم أولوياتي.
ينظر إليه السائق في المرآة وقد فتح فاه مستغربا، يلحظ المدير هذه الدهشة لكنه لا يكترث لتلك النظرات وتلك الدهشة.
ما أن ينتهي عطوفة المدير من المكالمة حتى تنهال عليه سلسلة من المكالمات، وفي كل مرة يرد المدير مرحبا بحماس مبديا شيئا من المودة وكثيرا من الاهتمام.
خاطب ثاني المتصلين قائلا:
أهلاً وسهلاً بك لا عليك أنا الآن في اجتماع وحينما انتهي سأعود للاتصال بك.
ويرد على ثالث بقوله: أنا الآن في إجازتي السنوية وعندما أعود إلى العمل سأنظر في طلبك.
وتتوالى المكالمات، وتتوالى الردود على هذه الحال حتى يصل إلى مكتبه ويدخل وقد أنجز كل المطلوب والسائق ينظر إليه مشدوها متعجبا.
يقولون في الأمثال الشعبية: (المجالس مدارس) ولطول عشرة السائق بعطوفة المدير، ولأهمية الدروس التي سمعها السائق راق له أن يتعلم طريقة مديره في التعامل مع الناس، ولكي تنجح إستراتيجية التعليم عليه أن يطبق الدرس أولا على أهل بيته.
وبينما كان يحتسي القهوة في ممر الشركة منتظرا أوامر مديره،اتصلت به زوجته، ردّ عليها بحنق قائلا: أنا الآن مشغول بحضور اجتماع مع معالي الوزير، أرجو ألا تزعجيني، ولا تكرري اتصالاتك، وحالما ينتهي الاجتماع سأتصل بكم.
في المساء حينما عاد إلى بيته تفاجأ بزينة في بيته وأضواء ساطعة، ومدعوين كثر، تذّكر انه وعد زوجته بإقامة حفل بمناسبة نجاح أحد أبنائهم في المدرسة، ويبدو أنها قررت أن يكون اليوم موعدا للاحتفال.
رد السلام على الحاضرين ورحب بهم، وأحسن استقبالهم ثم جلس بينهم وبدأ بالحديث عن عمله ومسؤولياته العظيمة، وأهميته في الشركة، والأعمال التي يقوم بها والخدمات التي ينفذها وقبل أن ينتهي من حديثه فإذا بجرس هاتفه يرن على ما يبدو إنه مديره يطلب منه أن ينظف السيارة ويملأها بالبنزين ثم يذهب لإعداد وترتيب غرفة الاجتماعات استعدادا للاجتماع القادم.
انتهت المكالمة، أغلق التلفون
التفت إلى الحضور مبتسما، معتذرا، قائلا:
لقد دعاني المدير لحفل عشاء في منزله مع عدد من المسؤولين، ولا أستطيع التأخر، البيت بيتكم حللتم أهلا ووطئتم سهلا، والآن اسمحوا لي بالمغادرة.
خرج السائق بكبرياء وثقة وتوجّه إلى الشركة وقام بما طلب إليه من عمل، وبعد عناء طويل وعند منتصف الليل غادر متوجها إلى بيته، استلقى على فراشه ونام نوما عميقاً متواصلاً حتى ساعات متأخرة من الصباح.
استيقظ على وقع خطا زوجته وكعبها الرنان وبصوت مرتفع غاضب سمعها تقول: هيا انهض سأذهب لشراء هدية لصديقتي؛ فقد قررنا أن نجتمع اليوم في بيتها لنهنئها بمولودها الجديد.
أزاح الغطاء عن جسده و نهض متوجها إلى المطبخ وبدأ بإعداد الغداء!
كان منهمكا في أعمال المطبخ حين رن جرس البيت، هرع أحد أبنائه قائلا: من الطارق.
قال: أريد والدك الآن في أمر هام.
أجابه الولد: والدي غير موجود لقد سافر في مهمة عمل مع مديره منذ يومين.
نظر إليه الرجل باستغراب وقال له: قل لوالدك إن مديرك على الباب ينتظرك لأمر هام.




وسوم: #سائق


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :