-

عربي دولي

تاريخ النشر - 29-07-2019 09:36 AM     عدد المشاهدات 402    | عدد التعليقات 0

البلدة القديمة في الخليل: الحصار أو التهجير

الهاشمية نيوز - في شارع الشهداء وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل، حيث توقف شريان الحياة للفلسطينيين منذ ارتكاب الإرهابي المستوطن باروخ غولدشتاين، مجزرة الحرم الإبراهيمي، فجر 25 شباط/ فبراير من العام 1994، يُختزل جوهر الاحتلال ويَنكشف الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني الاستيطاني وسياسة الفصل العنصري، كما تُفضح النية الإسرائيلية المبيتة لما يسمى بـ»حل الدولتين» واستحالة تطبيقه على أرض الواقع.
أسست مجزرة الإرهابي غولدشتاين الذي ما زال فكره متناقلا ومتوارثا بين المستوطنين، حيث بات ضريحه المقام بمستوطنة «كريات أربع» مزارًا، لمرحلة مفصلية في مستقبل مدينة الخليل التي حوصرت بالمستوطنات وأقيم بقلب البلدة القديمة بؤر استيطانية، لتكون الخليل المدينة الفلسطينية الوحيدة بالضفة الغربية المحتلة التي ينبض بداخلها «السرطان» الاستيطاني المستشري. وكانت مجزرة الحرم الإبراهيمي التي استشهد خلالها 29 فلسطينيا وجرح 120 آخرين، محطة مفصلية بالمشروع الاستيطاني الهادف لإعادة بناء «مدينة الخليل اليهودية - حبرون» بالبلدة القديمة التي سكنها نحو 40 ألف فلسطيني، إذ تم تقسيم الحرم بين الفلسطينيين واليهود، كما تم الاستيلاء على البلدة وتهويدها بتهجير وتشريد العائلات الفلسطينية ووضع اليد على عقاراتهم ومنازلهم وإحلالها للمستوطنين.
استيطان وتهويد
يتواصل مخطط التطهير العرقي والعزل والتشريد لمن تبقى من فلسطينيين في الخليل القديمة، يعيشون جحيم الاحتلال والمستوطنين في مستوطنة «كريات أربع» التي أقيمت بين الأعوام 1968 و1972 لاستيعاب 250 عائلة يهودية، على أراض بملكية خاصة لـ23 عائلة فلسطينية، ويسكنها اليوم 8000 مستوطن وتشكل الشريان الاستيطاني والتهويدي في محافظة الخليل.
وبذريعة الأمن ومنع الاحتكاك وتفادي المواجهات ومنع الفلسطينيين من الانتقام لشهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي، تم الإبقاء على شارع الشهداء، الذي يعتبر الشريان الرئيسي وعصب الحياة للفلسطينيين، مغلقا وتقطنه اليوم فقط 4 عائلات فلسطينية وسط عشرات المستوطنين، ويحظر على الفلسطينيين دخوله سواء مشيا على الأقدام أو سفرا بالمركبات.
ووظفت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة «اتفاقية الخليل» الموقعة مع السلطة الفلسطينية عام 1997 من أجل تعزيز الاستيطان في البلدة القديمة التي سكنها نحو 40 ألف فلسطيني، وهي المصنفة بـ»H2» وتقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية ويستوطنها كذلك نحو 35 ألف مستوطن يتم توزيعهم على 27 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية والعسكرية في البلدة القديمة ومحيط محافظة الخليل التي يسكنها قرابة 500 ألف فلسطيني.
دفعت ممارسات جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين بعد إغلاق شارع الشهداء والأسواق القديمة نحو 1400 عائلة فلسطينية على هجرة منازلها وعقاراتها خشية على حياة أفرادها من سهولة الضغط على الزناد لجنود الاحتلال واستباحة الدم الفلسطيني من قبل المستوطنين، فمنذ الانتفاضة الثانية حتى أيار/ مايو 2007 قتل 88 فلسطينيا برصاص الاحتلال والمستوطنين منهم 46 قتلوا بدم بارد تم إعدامهم ميدانيًا.
سلب
تم هجر وترك 1014 منزلا بالبلدة القديمة التي تقدر بـ42% من العقارات والأملاك بالمنطقة، علما بأن 659 من العقارات التي تشكل 65% من العقارات والمنازل الفارغة والمتروكة، تم تركها تحت قوة السلاح وخوفا من إرهاب المستوطنين، هُجّرَ أصحابها ومالكيها خلال أحداث الانتفاضة الثانية، وإلى اليوم يمنعون من العودة إليها بذرائع الوضع الأمني.
تم وبموجب أوامر عسكرية غلق 1829 محلا تجاريا تشكل 77% من المحال التجارية في أسواق الخضروات، والجملة، واللحوم والبهارات، فيما تسبب جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية بإغلاق 1141 محلا تجاريا منها 440 مغلقة بأوامر عسكرية، فيما يزعم المستوطنون ملكيتهم لهذه العقارات التي استباحوها بوضع اليد، واستوطنوا في عشرات المحال التجارية المملوكة للفلسطينيين.
حصار
اطلال التهجير والتشريد ما زالت ماثلة، ومخططات جيش الاحتلال متواصلة بالدفاع عن المستوطنين بتدعيم توطينهم في قلب الوجود الفلسطيني في خمس مستوطنات، هي «بيت إبراهيم» و»بيت هداسا» و»بيت رومانو» وتل رميدا»، والبؤرة الاستيطانية «رحيل» التي أقيمت بعقارات تابعة لعائلة زعتري عند الطريق المؤدي للحرم الإبراهيمي.
تتواصل معاناة أهالي الخليل القديمة منذ العام 1979 حين تم الشروع ببناء مستوطنة «بيت هداسا» بقلب البلدة القديمة، والإعلان رسميا من قبل المستوطنين في العام 1981، عن تنفيذ مخطط «مدينة الخليل اليهودية- حبرون»، وحاولوا إغراء الفلسطينيين بالأموال الطائلة لبيع عقاراتهم في البلدة القديمة وضمان الجنسية الأميركية لهم، لكنهم فشلوا في مخططهم وأتت رصاص الغدر ومجزرة الحرم لتنفيذ المخطط بقوة السلاح.
«عرب48»






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :