جرش .. حفريات مشروع تكشف عن كنيسة فسيفسائية بيزنطية

الهاشمية نيوز - كشفت التنقيبات الاثرية بالموقع المحدد لانشاء مشروع كارفور جرش في موقع المقبرة الدارسة وسط مدينة جرش عن معلم اثري عبارة عن كنيسة فسيفسائية بيزنطية ، وهذه الكنيسة بحسب خبراء في الاثار لم تكن كشفا حديثا وانما يعود العلم بها الى عشرات السنين غير انه لم يجر لها اعمال حفريات .
وبغض النظر عن زمن هذا الاكتشاف ، فالسؤال هو لماذا اليوم وليس الامس التنقيب عن هذا المعلم، والسؤال الاخر كم من موقع اثري معلوم ما زال ينتظر الكشف عنه ليكون اضافة نوعية جديدة عند اظهاره امام زوار المدينة ، كما الحال حين اكتشفت البعثة الالمانية الفرنسية بموقع الحمامات الشرقية قبل نحو عام عن مجموعة تماثيل واشهرها افرودايت وزيوس؟
وفي مجال تندر «الفيسبوكيين» يقولون ان موقع الكارفور او الكنيسة المكتشفة هو مقبرة دارسة، وهم بهذا الوصف يؤكدون ان الدونم الواحد بهذا الوصف لا يقدر ثمن الدونم الواحد منه بدينار في حين يرتفع هذا السعر الى مئات الالاف من الدنانير حين تتغير صفة استعماله من مقبرة الى تنظيم تجاري ؟
وعودة الى موقع العمل بالكنيسة والذي تتستر عليه دائرة الاثار العامة بشكل عام ومديرية اثار جرش بشكل خاص وتمنع الصحفيين من الاقتراب من الموقع رغم تسريبات من هنا وهناك بالكشف عن مسكوكات تم كشفها بالموقع اضافة الى بعض الفخاريات والاواني الزجاجية والمعالم الاثرية، وهذا يقودنا الى مفارقة كبيرة بين عمل الفريق الالماني الفرنسي بموقع الحمامات الشرقية والذي بقي طيلة مدة العمل فيه على مدار ثلاثة مواسم تحت اعين الكاميرات والصحافة، فلماذا التكتم هنا بهذا الموقع ؟
«الدستور» حاولت التواصل مع مدير اثار جرش زياد غنيمات غير مرة للحصول على اي معلومة رسمية ولكن دون جدوى، مؤكدا ان ليس لديه اي تصريح بهذا الخصوص وغير مسموح له في الوقت الحالي بالحديث عنه .
من جهته اكد خبير الاثار عدنان مجلي، ان كنيسة المقبرة سميت بهذا الاسم لوجود عدد من القبور حولها انذاك كما سماها جالز ماري وصورها سنة 1875 ووثقها سنة 1820 فهي تشكل واحدة من الكنائس البيزنطية القديمة وهي بحجم كنيسة « بروكوبيوس « بجانب مبنى الشرطة القديم .
وقال مجلي ان الكنيسة مبنية على نظام القاعة الواحدة ولها ثلاث بوابات وخمسة اعمدة من الجهة الغربية لافتا الى ان الكنيسة ما زالت بكرا اي لم يجر فيها اعمال حفريات ومن المتوقع العثور على صندوق الراهب فيها.