-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 28-12-2018 09:38 AM     عدد المشاهدات 272    | عدد التعليقات 0

عرض التابوت البيزنطي بمتحف جرش بعد ترميمه

الهاشمية نيوز - عرضت دائرة الآثار العامة يوم أمس في متحف آثار جرش، التابوت الرصاصي الذي يعود لبداية العصر البيزنطي، وذلك بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة والتوثيق الخاصة به، لتصبح قطعة أثرية فريدة على مستوى المملكة والعالم.
وكان التابوت اكتشف العام 2003 أثناء عمليات بناء لمديرية دفاع مدني جرش في منطقة دير الليات، حيث تم الاحتفاظ بقطعه منذ ذلك الحين في مستودعات مديرية الآثار، لحين قيام طالب دراسات عليا في جامعة اليرموك بلال البوريني بترميمه، بإشراف مباشر من الدكتور عبد الرحمن السروجي من كلية الآثار في جامعة اليرموك.
وقال مدير عام دائرة الآثار العامة يزيد عليان، إن التابوت يمثل اكتشافا تاريخيا وأثريا كبيرا على مستوى المملكة، ويعتبر إضافة نوعية لمتحف آثار جرش، والذي سيجلب الزوار لمشاهدة التابوت والتعرف على التسلسل التاريخي والأثري الذي يمثله”.
وأضاف أن التابوت يتحدث عن ثقافة وتاريخ يزيد عمرها على 2000 عاما، وقد تم ترميمه خلال مدة 6 أشهر، تحت إشراف مباشر من مديرية الآثار العامة.

وأكد عليان أن مديرية الآثار تقدم كافة أشكال الدعم، لأعمال الترميم والتنقيب والصيانة والتوثيق لكافة العلماء والخبراء والطلاب، وتسهل عمل مختلف البعثات الأثرية في الموقع، سيما وأن هذه الأعمال تهدف إلى الحفاظ على الثروة الأثرية والتاريخية في جرش، وترممها داخل الموقع، ويتم عرضها داخل المتحف الخاص بمديرية الآثار، للتسهيل لمختلف شرائح الزوار التعرف عليها وزيارتها والتعرف على الحقبة التاريخية لها.

وبين أن مدينة جرش تزخر بالاكتشافات الأثرية التي يتم الإعلان عنها بين الحين والآخر، وكان آخرها الإعلان عن التماثيل التي تم العثور عليها قبل شهرين في موقع الحمامات الشرقية، وقد تم عرضها في مركز زوار جرش.
وقال عليان أنه في عام 1806 زار الرحالة الألماني سيتزن مدينة جرش، حيث تمكن من العثور على مدينة جرش الأثرية ضاربة الجذور، من حيث التاريخ والأصالة.
وأضاف أنه كان يمر في جرش نهر الذهب، وهو ما جعل منها مدينة للحياة وتزخر بالقطع الأثرية المهمة، مشيرا إلى أن هذا التابوت الرصاصي ليس مكان لوضع الموتى أو مجرد صندوق عادي منقوش، وإنما قطعة أثرية تمثل كنزا تاريخيا وأثريا على مستوى العالم.

بدوره قال الدكتور عبد الرحمن السروجي وهو المشرف المباشر على عمليات الترميم والصيانة والتوثيق للتابوت، بأن رسالة الماجستير لأحد الطلاب من أبناء محافظة جرش، كانت تتطلب تطبيقا عمليا على ترميم إحدى القطع، وعند البحث في مستودعات آثار جرش تم العثور على التابوت الرصاصي الفريد من نوعه، وكان يعاني من أوضاع صعبة وسيئة نتيجة لظروف التخزين وإهماله لمدة لا تقل عن 13 عاما.
وأضاف أنه وبعد تجميع القطع قمنا بترميم التابوت، الذي يعود للقرن الثالث الميلادي، وهو بداية للعصر البيزنطي ويحتوي على نقوش جنائزية متعددة تمثل الفكر الاغريقي القديم، ويدل على انتقال الميت من العالم الأرضي للعالم الآخر.
وأضاف أنه يوجد على غطاء التابوت 5 رسومات جنائزية و4 إشارات للصليب، مشيرا إلى أنه كان يعاني الكثير من التلف وكثيرا من التشققات، بالإضافة إلى أجزاء ناقصة وانبعاجات وتكلسات.
وأوضح السروجي أنهم أمضوا 6 شهور متواصلة في عملية الترميم والصيانة، التي تشمل تجميع الأجزاء بمواد لا تؤثر على قيمته الأثرية وطبيعة المادة، التي صنع منها، وهي مادة شمع العسل، والتي لا تتفاعل مع جسم الآثار، وتم معالجة التشققات في كل المواقع وتنظيفها وتجميع الأجزاء مع بعضها البعض، وتوثيق الأعمال والحفاظ على كل جزء فيه، بما لا يؤثر على أهميته التاريخية وعمره.
وأضاف، ثم تم تعقيم التابوت ووضع مواد طاردة للحشرات لمنعها من دخول التابوت، ومن ثم تركيب غطاء التابوت بطريقة فنية، وترك مسافة بين الغطاء والجسم، سيما وأن وزنه لا يقل عن 400 كغم، وهذا الوزن إذا تلاصق مع جسم التابوت قد يؤدي إلى تفسخ الأجزاء، ومن ثم تم تجهيز موقع مناسب لعرضه في متحف آثار جرش، ليتحول التابوت الرصاصي من قطع منسية داخل المستودعات إلى قطعة أثرية نادرة على مستوى العالم تجذب الزوار للمتحف، خاصة الفئات التي تحرص على التعرف على الحقب التاريخية الأثرية في مدينة جرش.
وقال السروجي إن أعمال الصيانة والترميم والتوثيق تمت تحت إشراف مباشر من دائرة الآثار العامة، وقد قدموا لهم كافة أشكال الدعم، من حيث الأدوات وموقع الترميم وموقع للعرض والقطع الأثرية المتوفرة.
إلى ذلك قال الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إن التابوت الرصاصي قطعة أثرية تمثل حقبة زمنية لا يقل عمرها عن 2000 عام، وهي اكتشاف أثري عظيم يضاف إلى مجموعة الاكتشافات الأثرية في مدينة جرش، والتي لا تنتهي، مشيرا إلى ان كل أعمال حفرية أو تنقيب ينتج عنها اكتشاف جديد تعد إضافة نوعية أثرية على مستوى العالم.
وشدد زريقات على ضرورة مواصلة أعمال الحفر والتنقيب والترميم، وعرض هذه القطع في مدينة جرش، حتى تثري الجانب السياحي في المدينة وتجذب الزوار إليها تحديدا، سيما وأنها مقصد سياحي حيوي للخبراء والعلماء والطلاب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :