-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 26-12-2018 09:56 AM     عدد المشاهدات 2260    | عدد التعليقات 0

بدء ماراثون القلق والتوتر مع انطلاق موسم الامتحانات

الهاشمية نيوز - بدأ ماراثون القلق والتوتر المرافق لكل موسم للامتحانات المدرسية، ليس فقط عند الطلبة، الساعين للنجاح والبعض منهم للتفوق، وانما امتداد لكل أفراد الأسرة، وبشكل خاص الوالدين، اللذين يحرصان على توفير كل أسباب الراحة لابنائهم، آملين أن يحققوا نتائج تنفعهم.
وما أن تبدأ فترة الامتحانات حتى تنطلق صفارات الانذار في كثير من بيوت 2 مليون طالب وطالبة، وتعلن حالة الطوارئ ليتولى، الابوان إدارة هذا المشهد حرصا منهما على مصلحة ابنائهما.
وتقول الثلاثينية لمى طباع” لدي ثلاثة ابناء فارق العمر بينهم عام واحد فقط، وهذا الأمر يجعلني أفرض حالة من الاستنفار، والحصار عليهم خلال فترة الامتحانات، تمتد من وقف إذن الخروج من المنزل، إلى الاعتذار عن استقبال الزوار، وإغلاق للتلفاز، ومصادرة الهواتف، وكل وسائل الاتصال والترفيه، ومنها “الايباد”، وكل ما يمكن أن يشغلهم عن الدراسة”.
وتضيف طباع “ان هذا الطوق الذي أفرضه عليهم من شأنه أن يوفر جوا نفسيا مناسبا للأبناء ليدرسوا جيدا”، لاسيما وأن أحد ابنائي في الصف العاشر، والذي يعتبر مرحلة فاصلة مهمة تستدعي ان يحصل علامات جيدة تحدد الخيارات في الثانوية العامة “التوجيهي” أدبي أو العلمي وغيرها.
الطالب عمر الزيتاوي في الصف الثامن يعاني من الأرق والقلق، والخوف الشديد، مع بدء موسم الامتحانات، ويقول أن ضغط الأهالي النابع من حرصهم الشديد على تحقيقه التفوق والتميز، من شأنه زيادة تلك المشاعر ويغلفها الرعب من الامتحانات.
بدورها، تجد أم حمزة أن أصعب فترة تمر على المنزل، فترة الامتحانات المدرسية النهائية، والتي تنشر الخوف والقلق والتوتر على جميع افراده، خشية من الرسوب.
وتوضح ام حمزة أن ابنها في الصف الرابع بالكاد تستطيع مساعدته في مراجعة دروسه، بعد عودتها من العمل في إحدى شركات القطاع الخاص، وتقول “لا أضمن النتيجة إذا اعتمد على نفسه بالدراسة دون تدخلي”.
وضمن تلك الحالات التي تعيشها البيوت الأردنية يقول استاذ علم نفس الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي أن هناك نوعين من القلق يسيطران على المجتمع خلال فترة الامتحانات أحدهما المحمود والثاني المذموم.
ويبين أن القلق الذي يمارس من قبل الأهالي، هو من النوع الثاني المذموم الذي يؤدي إلى الخوف والتوتر ويجعل الطلبة يعيشون حالة من الرعب المؤدي إلى الارتباك، إذا لم يحققوا أمنيات الأهل في الحصول على معدلات تتناسب وطموحات الأهل، متناسين في ذلك القدرات التحصيلية لأبنائهم.
ويؤكد أن القلق يعد مرضا معديا، فاذا رأى الطلبة أهاليهم قلقين، ومتوترين، فسيتأثرون بهم ما ينعكس عليهم وعلى ادائهم في الامتحانات ويجعلهم يعانون من نقص في التركيز.
ويوضح أن الابناء خلال هذه الفترة بحاجة إلى التشجيع والتوجيه المحبب واعطائهم الثقة بانفسهم وقدراتهم ودعمهم نفسيا وتوفير الاجواء الهادئة والتي من شأنها مساعدتهم على الدراسة.
ويتفق معه بالرأي استاذ علم النفس والإرشاد النفسي المساعد في جامعة فيلادلفيا الدكتور عدنان الطوباسي الذي يقول إن هذه الأيام هي فترة الامتحانات النهائية لطلبة المدارس، وهذا الأمر لطالما شكل للطلبة وذويهم مصدرا من مصادر القلق والتوتر والضغوط النفسية.
ويبين ان الامتحانات بكل زمان ومكان تشكل ضغطا على الناس مهما كانت هذه الامتحانات، داعيا الطلبة وذويهم بان يتعاملوا مع الامتحانات بايجابية لتحقيق نتائج ايجابية ايضا.
ويقول كلما استوعب الطالب الطريقة واداء المهمة نحو الامتحان كلما كانت خسائره أقل، فعلى الطالب ان لا يبقى أسير الامتحان حتى اللحظات الاخيرة، فيصبح التوتر شديدا وتزداد الضغوط على الطالب وذويه.
ويضيف ان على الطالب أن يعد للامتحان إعدادا سليما وجيدا قبل نهايته، وقبل الدخول اليه بزمن معقول يقدره الطالب، وطبيعة المادة التي يدرسها.
ويوضح الطوباسي على الطالب أن يتعامل مع الامتحانات بجدية ومسؤولية، واتزان عقلي، وعاطفي، فاذا اشتد عليه امتحان، عليه أن يؤديه، بحيث لا تنعكس سلبيته على باقي الامتحانات.
ويدعو الطوباسي أولياء الأمور بان يكونوا مصدر وعي وأمن وأمان لأبنائهم، وأن يوفروا لهم بيئة ايجابية وهادئة ومريحة تحقق لهم صفاء الذهن بعيدا عن ضوضاء التوتر.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :