مادبا ترتدي حلة من الأضواء عشية أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الجديدة

الهاشمية نيوز - ارتدت مدينة مادبا حلة من الأضواء التي توزعت على أروقة الفنادق والمطاعم والمقاهي السياحية في وسط المدينة، التي تتزين جنباتها بشجرة عيد الميلاد والبالونات الهوائية الملونة والأضواء اللامعة، عشية الاحتفالات بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
ففي وسط ساحة السلام وسط المدينة نصبت شجرة الميلاد بطول 21 مترا، تم تزيينها بالإكسسوارات والأضواء الخاصة من قبل بلدية مادبا، وجمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث في مادبا، وأضاءها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في حفل بهيج، اقيم الثلاثاء الماضي تأكيدا على ما تتميز به مادبا من العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وفق ما قاله رئيس جمعية تطوير سياحة مادبا سامر الطوال.
وتشهد ليلة رأس السنة في كل عام حجوزات في المطاعم والفنادق والمقاهي التي أعدت برامج احتفالية بهذه المناسبة، حيث يتفاوت سعر التذكرة شاملة العشاء وسط أجواء احتفالية بحسب تصنيفاتها.
وأكد مدير عام مقهى ومطعم بوابة مادبا السياحي عصام السلايطة، أنه أعد طقسا خاصا في رأس السنة الميلادية.
وفيما يتعلق بنسب اشغال فنادق مادبا البالغة 14 فندقا، فقد تراوحت خلال الشهر الحالي بين 30 إلى 40 %، بحسب مصدر من وزارة السياحة، الذي اعتبرها نسبة ضعيفة، مشيرا إلى أن قرب رأس السنة الميلادية لم يرفع من نسب اشغال تلك الفنادق.
وبين أصحاب فنادق أن حجوزات عيد الميلاد ضعيفة بخاصة أن العديد من المواطنين فضلوا قضاء تلك الليلة وسط أجواء عائلية وفي المنزل، غير أن حجوزات رأس السنة أفضل بكثير، لأن الكثير يحتفل في هذه الليلة خارج المنزل، مؤكدين أن أسعار سهرة رأس السنة مدروسة وفي متناول جميع الطبقات، وفقا لمعايير المطاعم وخدماتها.
ولفت الطوال إلى إن الاعتماد على تنشيط هذا القطاع ليس على السياح فقط أو المغتربين وحدهم، بل الاعتماد على كل الفئات العربية والأجنبية والمحلية، معتبرا أنّ الزبون المحلي من أفضل الزبائن.
واكتفى نائب رئيس جمعية تطوير سياحه مادبا اشرف القسوس بالقول: “طموحنا أكبر وإمكانياتنا أكبر”، عاكساً قلوب المواطنين المفعمة بالفرح، رغم الظروف الصعبة وأملهم الدائم في غد أفضل واقتصاد أكثر تطوراً.
وقبل أيام من عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة 2019، التحقت بعض العائلات المادبية بالفضاء التجاري لاقتناء ما يلزم عائلتها للاحتفال برأس السنة الميلادية.
وتقول أم جورج إنها اعتادت إعداد المرطبات في بيتها لأنها لا تثق في المحلات الخارجية، مؤكدة أنها لا تقتني المأكولات من المطاعم المزدحمة في مثل هذه المناسبات، بل أنها ستقضي آخر يوم في سنة 2018 في المطبخ لإعداد أكلة الاحتفال.
وتضيف انها ستقوم بإعداد الدجاج المشوي الذي اعتبرته عادة لا بد منها، ولا يجوز نسيانها خصوصا ليلة رأس السنة الميلادية.
وفي العادة، يحبذ الكثير من العائلات في احتفالات رأس السنة الميلادية اقتناء أكلاتهم جاهزة من المحلات والسهر ليلا خارج المنازل.
وتفضل أم سالم البقاء في المنزل ومتابعة مظاهر الفرح، من خلال شاشة التلفاز على الذهاب إلى المطاعم، مرجعة ذلك أساسا إلى خوفها على سلامة عائلتها من بعض “المتهورين” على طريق السيارة.
ولا يكترث البعض لمثل هذه المخاوف بل أنهم يفضلون عدم القفز على المناسبة التي يعتبرونها مفصلية في كل موسم.
ويقول أبو فيصل إن المطاعم والفنادق السياحية تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية من أجل اقتناء المرطبات والهدايا والألعاب.
لكنه أشار إلى غلاء الأسعار التي تعيقه عن الاحتفال بهذه المناسبة في أحسن حال، وتذمر من تجمهر أعداد غفيرة أمام محلات بيع المرطبات والمطاعم.
وقال إنه “يداوي الغلاء والازدحام بالاجتماع بالأقارب والأصدقاء في البيت والأكل معا ومتابعة البرامج والسهرات أمام التلفاز”.
وبين الشاب خالد الطوالبة أنه يحرص ان يكون مع أصدقائه على استقبال الساعات الأولى للعام الجديد، كما تعود سنويا.
وعلى عكس أحمد فإن الاحتفال برأس السنة الميلادية قد لا يعني شيئا لبعض المواطنين، الذي يعتبرونه بدعة غربية دخيلة على المجتمع.
ويقول سائق تاكسي قصي محمد إنه لا يحضر احتفالات بالسنة الميلادية، مشيرا إلى أنه يحرص على الاجتماع مع زوجته وأطفاله وأفراد عائلته للاحتفال سنويا.
ويأمل محمد بأن يكون العام الجديد عام التجسيد الفعلي للتنمية والانتعاش الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية في الوطن.
وتشير إحصائيات مديرية سياحة مادبا إلى أن عدد المنشآت السياحية في محافظة مادبا بلغ نحو 93 استثماراً سياحيا، موزعة على الفنادق والمطاعم السياحية والبازارات وفق سجلات مديرية السياحة.
وأكد مدير شرطة محافظة مادبا العميد ماهر محمد بني خالد، أن المديرية اتخذت كافة الاستعدادات والتدابير الاحترازية الأمنية، والمرورية اللازمة من خلال خطة أمنية لفترة ما قبل وبعد الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة.
وأضاف أن هناك تنسيقاً على مدار الساعة بين مختلف مرتبات الشرطة، في تنفيذ الخطة الأمنية الشاملة.
وأوضح انه سيكون هناك انتشار لفرق ودوريات الشرطة المختصة في مختلف مناطق المحافظة، مع تعزيز نظام التناوب، خلال الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، يتم خلالها تأمين التجمعات السكانية والفنادق والمطاعم بالغطاء الأمني لمنع المشاكل والسرقات، وكذلك تنظيم حركة المرور وتسهيل حركة نقل السلع ومواد التموين، مع ضمان تأمين تنقلات المواطنين خلال الزيارات العائلية وزيارة المرضى في المستشفيات.
وقال بني خالد إن جميع مرتبات الشرطة بمختلف اختصاصاتها، تقوم بتنفيذ مهامها وواجباتها ومتابعتها على أكمل وجه وبحسب الخطة، مؤكدا أهمية التشاركية المجتمعية وتفاعلها مع رجل الأمن لتصب في خدمة الوطن.
وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني إن عدد السياح في محافظة مادبا على مدار العام الحالي بلغ 43520 سائحا، متوقعاً الزيادة مع بدء العام الجديد.
https://youtu.be/Geyk8EF1JB4