-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 19-12-2018 09:23 AM     عدد المشاهدات 339    | عدد التعليقات 0

تدشين إعادة تأهيل نفق مائي روماني في أم قيس الأثرية

الهاشمية نيوز - دشن في منطقة أم قيس الأثرية يوم أمس، اعادة تأهيل 422 مترا من نفق مائي روماني، والذي يبلغ طوله 170 كلم، 96 كلم منها داخل الأراضي الأردنية، فيما يعبر إلى داخل الأراضي السورية بطول 74 كلم، وذلك ليكون نقطة جذب سياحي بالمنطقة.
وتم إعادة تأهيل النفق ضمن منحة مقدمة من صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، والتي أنشاها “الكونغرس الأميركي” عام 2001، لدعم الحفاظ على المواقع والممتلكات الثقافية، وأشكال التعبير الثقافي التقليدي في جميع أنحاء العالم.
وكانت كلية الآثار والانثروبولوجيا قسم صيانة المصادر التراثية وإدارتها في جامعة اليرموك، قد تلقت مبلغ المنحة والبالغ 160 الف دولار، للبدء باعادة تأهيل النفق اعتبارا من 30 ايلول (سبتمبر) من العام 2015 واستمر لمدة ثلاثين شهرا.
وقال رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الدكتور خالد العمري خلال حفل الافتتاح، إن تنفيذ هذا المشروع من قبل كلية الآثار في الجامعة يعد نقلة نوعية للجامعة، التي ارتأت أن تكون السباقة في الكثير من المجالات العلمية والبحثية، مشيرا إلى أن السفارة الأميركية كانت وما زالت من أكبر الداعمين لقطاع التعليم العالي في الأردن.
وشدد على أهمية إيلاء المسؤولين وأصحاب القرار موقع النفق الأثري الاهتمام الكافي، والسعي لإدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية ومنظمة اليونسكو، مشيرا إلى أن اكتشاف هذا النفق المائي في مدينة جدارا يشكل حافزا اقتصاديا لتعزيز التنمية المستدامة في مدينة اربد بشكل عام وموقع أم قيس الأثري بشكل خاص.
وقال الدكتور زيدان إنه يجب أن نعترف بأن العديد من المواقع الأثرية في الأردن مهددة بالهدم، إما من قبل الباحثين عن الكنوز أو لأسباب طبيعية، الأمر الذي يحتم تظافر الجهود بين كافة الجهات المعنية من أجل حماية وصون التراث الثقافي الأردني. بدوره قال الملحق الثقافي في السفارة الأميركية بيتر نيشولر، إن صندوق السفراء الأميركيين للحفاظ على التراث الثقافي، يسعى لحماية المواقع والمواد الثقافية وأشكال التعبير الثقافي التقليدية حول العالم، لافتا إلى أن الأردن تلقى منذ العام 2001 ما يزيد على مليوني دولار أميركي كمنح لتمويل 18 مشروعا للحفاظ على الإرث الثقافي المتميز في عدة مناطق في المملكة، منها البتراء، والبيضة، وأم جمال، وأبيلا، ووادي الأردن، ووسط البلد في عمان.
واوضح أن المواقع التراثية تعد شاهدا على الحضارات الإنسانية السابقة، مشيدا بجهود جامعة اليرموك ودائرة الآثار العامة في اكتشاف وصيانة وترميم المواقع التراثية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على القطاعين السياحي والاقتصادي الأردني على حد سواء.
واشار مدير المشروع الدكتور زياد السعد إلى انه تم تنفيذ هذا المشروع الوطني المهم من قبل فريق متخصص من كلية الآثار والانثروبولوجيا في الجامعة وبتمويل ودعم من صندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي.
وأضاف أن اختيار نفق جدارا ليكون المشروع الأول جاء للأهمية الأثرية والتقنية لهذا المعلم، سيما وأن النفق يمثل جزءا من نظام مائي متكامل مكن من جر المياه العذبة من أماكن بعيدة ولمسافات طويلة تصل إلى 170 كيلو عبر جبال وأودية باستخدام قوة الجاذبية وحدها مما جعل من هذا المعلم شاهدا على العبقرية والابداع الهندسي في الفترة الرومانية.
وقال إنه وبالرغم من تعدد الدراسات الأثرية للنفق منذ اكتشافه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي تدابير وقائية أو علاجية لحماية الموقع أو تأهيله، مما أدى إلى زيادة دمار وتلف الموقع بفعل تأثره بعوامل التجوية المختلفة وعوامل التدمير البشرية.
واشار إلى انه تم إهمال النفق وإغلاقه أمام الزوار، مما أدى إلى تفاقم عمليات التلف وتسارعها وتآكل سطح الحجر الجيري المكون للنفق وفقدانه للترابط بسبب تبلور الأملاح وتقلبات الرطوبة والحرارة، وبالتالي تم سقوط كتل حجرية داخل النفق، مما شكل تهديدا حقيقيا لهذا المعلم الأثري النادر وفقدان قيمته الأثرية والتقنية المهمة.
وقال ان هدف المشروع الأساسي هو حماية القيم التاريخية والأثرية والتقنية لنفق جدارا الروماني، من خلال أعمال الصيانة والترميم والتأهيل للجزء المار تحت مدينة جدارا الأثرية بطول يبلغ 424 مترا، واعداد النفق كمعلم سياحي يضاف إلى المعالم السياحية العديدة في المدينة، وليضيف نمطا جديدا من السياحة في الموقع ألا وهي سياحة المغامرة (Adventure Tourism).
وأشار إلى أنه تم تنفيذ المشروع من قبل فريق مختص من قسم صيانة المصادر التراثية وادارتها وبمشاركة فاعلة من طلبة القسم، وقد نفذ المشروع بتعاون وثيق مع دائرة الآثار العامة، بحيث قسمت أعمال المشروع إلى عدة مراحل الأولى كانت بتوثيق الموقع بالصور ورسم الخرائط واستخدام التقنيات الثلاثية الأبعاد وتوثيق حالة التلف والإنهيارات داخل النفق وتحديد مسبباتها.
وفي المرحلة الثانية تمت أعمال التنظيف وإزالة الإنهيارات المتواجدة في أرضية النفق، بالإضافة إلى إجراء أعمال التعقيم للتخلص من الفطريات والطحالب في أجواء النفق كاملة.
وتضمنت المرحلة الثالثة إدارة الأجزاء الخطرة في النفق، من خلال أعمال التقوية والتثبيت في أجزائه المختلفة، أما المرحلة الأخيرة للمشروع اشتملت على تدخلات علاجية ووقائية على طول أجزاء النفق لتسهيل استخدامه وإظهار القيم الموجودة فيه، ووضع خطة تشغيلية للنفق لغايات السياحة تضمنت إعداد المعلومات والصور والخرائط والفيديوهات اللازمة لشرح أهمية النفق وتقديمه للزوار، وبيان قواعد وارشادات زيارة النفق والاستمتاع به.
وأوضح السعد خلال العرض الأسباب الموجبة لإنشاء هذا النفق قديما لسد احتياجات المدينة المائية العامة والخاصة، الأمر الذي أدى إلى اهتمام الهندسة الهلنستية والرومانية بأنظمة المياه المتعددة من قنوات المياه والأنفاق، حيت تم في الفترة الهلنستية إنشاء قناة تحت الأرض باستخدام النظام المائي الهلنستي، وتم بناء النفق الذي يبلغ طوله 30 كم، والمسمى قناة تراب، تأتي بالمياه من نبع تراب.
أما في الفترة الرومانية فاضطر المهندسون الرومان إلى تطوير النظام المائي في المنطقة لسد احتياجات مدينة جدارا والمدن المجاورة، وبناء على دراسة وخبرة في جغرافية المكان، تم اختيار 3 سيناريوهات لحل المشكلة، الأول يتم بموجبه نقل المياه من حوالي عشرة ينابيع شرق عين تراب إلى جدارا وأبيلا في الصيف، والثاني بناء قناة تصل المياه من الينابيع الكبيرة حول مزيريب وديون في سورية.
أما الثالث فكان بتوصيل مياه إضافية من وادي حرير/ سورية، وقد تم التخطيط للخيارات الثلاثة وبناؤها تدريجياً، ومن ثم ربطها معاً بالقناة التي تعرف بـ “قناة فرعون”، التي تبدأ من قرية دلة في سورية عبر درعا وقويلبة إلى مدينة أم قيس، بحيث تمتد هذه القناة فوق الأرض في سورية لمسافة حوالي 60 كم قبل ان تخترق الأرض في الأردن من خلال ثلاثة أنفاق أطوالها 1 و 11 و94 كم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :