-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 26-11-2018 10:23 AM     عدد المشاهدات 2378    | عدد التعليقات 0

ذوو إعاقة يشعرون بالظلم للتعدي المستمر على (المواقف الخاصة)

الهاشمية نيوز - تدرك الموظفة أمل أكرم، أن احترام الأولويات وإعطاء كل صاحب حق حقه، ثقافة ينبغي أن يتحلى بها الجميع. لكنها تستغرب "جهل" البعض ممن يسمحون لأنفسهم بانتهاك حق مشروع، وعدم مراعاة ظروف ذوي الإعاقة كالتعدي المقصود على المصفات المخصصة لهم.
وبحكم إعاقتها الحركية تتعرض أمل للكثير من المشكلات في هذا الشأن، خصوصا أنها تعتمد على نفسها في قيادة السيارة والوصول إلى عملها بالوقت المحدد، ولكن يعيقها أحيانا استخفاف البعض وتجرؤهم على حقها في الاصطفاف في المكان المهيأ لوضعها، كما أنها تشعر بالإرباك لكون المعوقات التي تواجهها قد تقلل من حماسها وعزيمتها ورغبتها في تقديم الأفضل دائما.
ويتجاهل عدد كبير من الأشخاص، وتحديدا أولئك الذين يفتقدون مقومات اللباقة والالتزام، ظروف أشخاص يبحثون دائما عن وسائل تسهل حياتهم وأعمالهم وتذلل العقبات من أمامهم؛ إذ يعتدون على حق غيرهم مع غياب القوانين الرادعة والفكر المتحضر بمراعاة الوضع الخاص للآخرين.
ويأتي اعتداء البعض على المصفات المخصصة بذوي الإعاقة واحدة تحديدا بالأماكن الحيوية، لتكون من أهم المشاكل التي تعيقهم وتؤذيهم وتقيد أيضا حركتهم بأن ينجزوا أعمالهم بسهولة ويسر وبدون إرباك.
وينزعج محمد خالد من قلة الوعي لدى البعض؛ إذ يشعر بالإحباط من وجوده بين أناس يفتقدون للحس الإنساني ولتلك القيم النبيلة، مبينا أن الاعتداء على حق الآخر يسبب ضررا كبيرا، لذا على كل شخص أن يضع نفسه مكان الآخرين.
ويبين أنه ورغم المعوقات التي يصطدم بها أثناء تنقله باعتباره شخصا يعشق الخروج كثيرا ويرفض أن تقيده إعاقته الحركية، إلا أنه يصر على أن يكون شخصا منتجا مستقلا قادرا على تحمل المسؤولية.
ويكمل بأن صعوبة الحياة تكمن في وجود أشخاص لا يحترمون نهائيا حقوقا من شأنها أن تضمن الحياة الكريمة لفئة تناضل من أجل أن تتميز وتصنع الفرق. ويقول إنه كثيرا ما يدخل في مشاجرات بسبب الاعتداء على مصفات وجدت لتخدمه وفئة ذوي الإعاقة وتشعرهم بأن من حقهم أن يلمسوا الحرية.
ويتفق معه حسن عبد السلام الذي يستغرب من بعض الأشخاص الأنانيين الذين يمنحون أنفسهم شيئا ليس من حقهم بدون أن يشعروا ولو للحظة بالذنب، أو أنهم بهذه الطريقة يقدمون على أذية أشخاص يعيشون ظروفا خاصة ولهم كامل الحق في أن تطوع كل الخدمات لمصلحتهم.
ويواجه عبد السلام صعوبات كثيرة في حال عدم وجود مواقف كافية ومخصصة فقط لذوي الإعاقة، الأمر الذي قد يتسبب أحيانا في زيادة أوجاعه الجسدية وإلحاق الضرر بقدمه اليمنى التي يرهقها جدا المشي عليها لمسافات طويلة.
ويرى أن هناك أشخاصا من ذوي الإعاقة يفضلون الصمت على المطالبة بحقوقهم والوقوف في وجه المسيئين ولا يلجؤون إلى القانون لوضع حد لأذيتهم المتكررة، وفي أحيان كثيرة قد يصل الأمر ببعضهم إلى اتخاذ قرار بالجلوس بالمنزل لحماية أنفسهم من آلام وصعوبات هم بغنى عنها مقررين الهروب والاستسلام للوحدة.
ويشدد الاستشاري الاجتماعي الأسري مفيد سرحان، على أهمية إعطاء ذوي الإعاقات حقوقهم كاملة وهي مسؤولية الجميع سواء مؤسسات رسمية أو أفراد مجتمع، ومن هذه الحقوق التي تعد مهمة لهذه الفئة؛ استخدام المواقف المخصصة سواء في الشوارع أو بالقرب من البنايات والمؤسسات والدوائر الرسمية.
ويبين أن هذه الموقف وجدت بالأساس لخدمة هذه الفئة وتسهيل مهمتها وإتمام معاملاتها ووصولها بيسر وسهولة بدون أن يتطلب الأمر مزيدا من العناء والتعب الذي يعرضها للخطر، خصوصا في حالة الاصطفاف بأماكن غير مهيأة أو الاضطرار للتنقل سواء مشيا أو بالمقاعد المتحركة لمسافات طويلة أو مناطق وعرة أو الأدراج.
وهذا يتطلب تعاون الجميع والنظر إلى هؤلاء باحترام وتقدير لا العطف والشفقة، باعتبارهم أصحاب حقوق وعليهم مسؤوليات وأن من واجب الجميع تهيئة الظروف المناسبة لهم والابتعاد عن أماكن الوقوف المخصصة لهم أو التطاول عليها واستغلال عدم القدرة على رد الإساءة.
ويؤكد سرحان أن هذه متطلبات أخلاقية أساسية لدى المواطن بكيفية النظر للآخر، واحترامه والحرص على عدم إيذائه، ومن جانب آخر، فإن الجانب القانوني مهم بهذه الحالة وذلك لضمان معاقبة من يسيء استخدام هذه الأماكن المخصصة لفئة ذوي الإعاقة أن تكون العقوبات مغلظة لأن بها تجاوزا وتعريض ذوي الإعاقة للمخاطر.
ويلفت مدير مديرية الوصول والتصميم الشمولي في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين، رأفت الزيتاوي، إلى أن الاعتداء المتعمد على المصفات المخصصة بذوي الإعاقة فعل غير مبرر يفتقد للأخلاق وللحس الإنساني لكونه يسيء لأشخاص لديهم مشكلات جسدية بسبب الإعاقة؛ إذ تتضاعف تلك الأوجاع ملحقة أضرارا كبيرة فقط لمجرد الاستهتار وعدم الاكتراث بحقهم.
ويضيف أن أسبابا كثيرة وراء هذا الاعتداء المقصود، أهمها غياب القوانين الرادعة التي من شأنها أن تحمي هذا الحق وعدم التزام أصحاب المباني بالشروط اللازمة، وتوفير كل التسهيلات البيئية ومن بينها إيجاد عدد كاف من المصفات لكي يكون باستطاعة ذوي الإعاقة القيام بأدوارهم على أكمل وجه بعيدا عن تلك المعوقات التي قد تحبطهم وتؤخرهم وتتسبب في عزلتهم.
ويبين أهمية أن يكون هناك تعاون مشترك بين جميع الأطراف في المجتمع لضمان حق مشروع لفئة ترغب وبإلحاح أن تتساوى مع غيرها وتعيش واقعها كما يجب بأقل المثبطات. وحتى ننجح في أن نكون مجتمعا أكثر إنسانية نحترم بعضنا بعضا، فلا بد من مخالفة المسيء والحد من تلك الاعتداءات المجحفة وتوعية جميع فئات المجتمع من خلال حملات تطلقها منظمات حقوقية وجمعيات معنية بشؤون ذوي الإعاقة.
ويشار إلى أن القانون الخاص بعقوبات مخالفات السير للعام 2016 قد استحدث مخالفات عدة كان من أبرزها ما يختص بمخالفة قوانين السير والاصطفاف في الأماكن الخاصة بذوي الإعاقة، والتي تنص على "فرض مشروع القانون غرامة (15 ديناراً) على المركبة المصطفة في الأماكن المخصصة لمركبات ذوي الاحتياجات الخاصة".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :