-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 04-11-2018 09:32 AM     عدد المشاهدات 552    | عدد التعليقات 0

(الكشف المبكر .. حياتك) .. سيدات يتمسكن بالأمل ويهزمن (سرطان الثدي) بالإرادة

الهاشمية نيوز - لم تكن شجاعة عفاف الخوالدة (50 عاما)، في خضوعها للكشف المبكر إلا سطرا خطته في كتاب علاجها من مرض سرطان الثدي، الذي لم يؤثر على صحتها فقط، بل طاول بيتها وعلاقتها بزوجها، وغير نظرتها إلى الحياة.
الخوالدة قررت في أحد الأيام أخذ موعد للكشف المبكر، هي وجاراتها بعد مشاهدة وحدة الكشف تجوب في الحي، لتكون واحدة من 87 % من الإناث اللواتي كن على استعداد للقيام بالفحوصات الدورية بعد رؤية حملة المركز "افحصي وطمنينا عام 2017". بينما 35 % من المستفتين قاموا بالتوصية لأحد من أفراد العائلة/ المقربين لإجراء فحص الكشف المبكر، وفقا لبيانات مركز الحسين للسرطان.
ولأن الخوالدة لم تشتك من شيء سابقا فلم تخف، في حين أن إحدى مسؤولات الفحص قالت، أن التواصل مع أي امرأة خضعت للفحص سيكون بسبب الشك بوجود السرطان، لذا يجب عليها مراجعة أقرب مركز تابع لمؤسسة الحسين للسرطان لإجراء مزيد من الفحوصات.
"بعد شهر تواصل معي المركز بحجة أن الصور غير واضحة، مع أهمية الذهاب لأقرب مركز"، تقول الخوالدة التي قررت التغاضي عن ذلك لأنها على قناعة بأنها لا تعاني من أي أعراض، لتتفاجأ في أحد الأيام بزيارة من جاراتها لإقناعها بالذهاب إلى الفحص الإضافي لتشعر بالاطمئنان على ذاتها.
وتضيف الخوالدة أنها لم تقتنع بذلك، لكن اتصال المركز بزوجها العام 2015، جعلها تتيقن أنها مصابة بالمرض، وبعد زيارة المركز والجلوس مع إحدى الطبيبات ومقارنة الصور ببعضها بعضا عرفت أنها مصابة بسرطان الثدي للجهة اليمنى، وأنه متفش لدرجة الوصول إلى حلمة الثدي.
13092 حالة اصابة بين العام 2000-2015
إصابة الخوالدة كانت واحدة من الحالات التي بلغ عددها خلال الأعوام 2000-2015 وفقا لآخر إحصائية منشورة 13092 حالة، فيما بلغ عدد الحالات الجديدة من المصابين بسرطان الثدي وفقا لآخر إحصائيات السجل الوطني للسرطان 1143 حالة لكلا الجنسين.
ورغم دعم زوجها لها إلا أنها شعرت بالضعف والحزن، خصوصا بعد علمها بأنه سيتم استئصال ثديها الأيمن بالكامل، رغم تأكيد المركز أن معاناتها ستنتهي بمجرد الخضوع للعملية، ويجب عدم التأخر.
هذا الأمر تحديدا أثر على علاقتها بزوجها، الذي اختلف تعامله معها من دون سبب واضح، تقول "ممكن يكون خايف من شكلي بعد خضوعي للعملية"، وعدم إكمالها، مبينة أن الإمكانيات لم تسمح بتوفير سيلكون الثدي الذي يكلف 1700 دينار، خاصة أن حلمة الثدي وحدها تكلف 1000 دينار.
الخوالدة شفيت تماما اليوم، وهي لا تأخذ سوى حبوب الهرمون التي تسيطر على السرطان وتمنع رجوعه، وحبوب الكالسيوم التي تدعم العظم وكالسيوم الجسم، لأن حبوب الهرمون تصيب الشخص بهشاشة العظام ويجب الوقاية من ذلك، لكنها تؤكد أن معاناتها لم تنته، بسبب جهلها وخوفها من إجراء الكشف المبكر عن السرطان، ما سبب اختفاء جزء مهم من جسدها، وذلك على الرغم من أن الدراسات تؤكد أن 33 % من المستفتين بحثوا عن معلومات إضافية بعد مشاهدة حملة المركز، كان للإناث حصة الأسد منها بنسبة 38 %، فيما بحث الذكور بنسبة 20 % فقط، مما "يظهر أهمية الحملات" وفقا للخوالدة.
وحدات "الماموغرام" تنتشر بمراكز في المحافظات
وتعلق مديرة وحدة الكشف المبكر عن السرطان التابعة لمؤسسة الحسين للسرطان، الدكتورة يسار قتيبة، في حديث لـ "الغد"، على حالة الخوالدة، أن المرض عندها كان من النوع الشرس، إذ كانت تعاني من تكلسات وورم كامل في كل المنطقة، وأن أي تأخير في حالتها كان سيؤدي إلى انتشاره خلال فترة بسيطة، وهنا تكمن خطورته وصعوبة علاجه وحاجته إلى مدة طويلة وتكاليف عالية.
ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشارا، ووفقا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن السجل الوطني الأردني للسرطان، تم تشخيص 1187 حالة سرطان ثدي العام 2014 ، أي ما نسبته 20.8 % من إجمالي حالات السرطان الجديدة بين الأردنيين، وبلغت 1174 من الإناث، و13 من الذكور.
لكن قتيبة تؤكد أن اكتشاف المرض عن طريق الفحوصات المبكرة تضمن سرعة العلاج وبالتالي الشفاء أولا وان هذه الفحوصات بالتأكيد هي لصالحها، فالخوف وترك جسدها بلا فحص لا يمنع المرض، بل على العكس يعني انتشار المرض وسوء الحالة.
وتبين يسار أن وحدات الماموغرام تنتشر في محافظات المملكة، وتساعد على الكشف المبكر، ما يسهم في السيطرة على الكثير من الحالات، وتحقيق العديد من حالات النجاح، خصوصا أن سرطان الثدي يصنف الأول بين الانواع التي تصيب النساء، إذ بلغ 39.4 % من مجموع سرطانات الإناث.
هيفاء المصري (64 عاما) والتي تقطن بمنطقة الهاشمية، ناجية سابقة من سرطان القولون، استيقظت في أحد الأيام، ورأت كرفان حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فتشجعت بالقيام بالفحص عن سرطان الثدي، كونها تدرك تماما من تجربتها أن الوقاية خير من العلاج، وان اكتشاف المرض بأوقات مبكرة يساعدها على المضي في حياتها بسلاسة وصحة جيدة.
أجرت المصري الفحص، وبعد عدة أشهر تلقت اتصالا من المركز يؤكد ضرورة خضوعها لعدة فحوصات أخرى من ضمنها إجراء أشعة "سونار" لمنطقة الثدي، لوجود تكلسات في قنوات الحليب والذي يعد أولى درجات الإصابة بسرطان الثدي، وتسمى "المرحلة صفر"، ووفقا لبيانات حملة افحصي وطمنينا، فإن إحدى أهم أولوياتها الناجحة هي تغيير الإدراكات، إذ أظهرت النتائج أن 78 % من المستشفيات الإناث قد تغير إدراكهن بسبب هذه الحملة، في حين أن 48 % تشجعن وأجرين فحص الكشف المبكر عن سرطان الثدي بعد مشاهدة هذه الحملة.
ينتشر أكثر عند السيدات بعمر الــ 40 عاما
وتقول مديرة وحدة الكشف المبكر عن السرطان التابعة لمؤسسة الحسين للسرطان، الدكتورة يسار قتيبة، إن وجود التكلسات يشير إلى أهمية استئصالها إذ يعد ذلك بداية الإصابة بالسرطان وهذه المرحلة نسميها أحيانا بالمرحلة صفر ونسبة الشفاء الكامل فيها عالية تصل إلى ما يقارب 100 %.
وتضيف أن سرطان الثدي يمر بأربعة مراحل، الأولى اكتشاف المرض عن طريق الماموغرام، فهو ينتشر كثيرا عند السيدات بعمر الــ 40، والمرحلة الثانية، وجود سرطان بحجم 2 سم، وهنا تكون السيدة بحاجة إلى علاج بسيط يتمثل باستئصال الورم وخضوعها للكيماوي أو العلاج الهرموني والذي يرفع نسبة الشفاء إلى أكثر من 80 %.
أما المرحلة الثالثة والرابعة، يكون فيها حجم الورم أكبر وتظهر أعراض المرض من خلال التغير في شكل الثدي أو التغير في الافرازات أو دخول حلمة الثدي إلى الداخل، وتكون الخطورة في تقدم مرض سرطان الثدي لأعضاء أخرى من الجسم وانتشاره السريع فيها، كالكبد والعظام والغدد الليمفاوية عن طريق الدورة الدموية والرئة فالدماغ.
وبالعودة إلى المصري، التي ذكرت أن الطبيبة المسؤولة قالت لها إن هذه التكلسات تعني وجود خلايا مجتمعة يتوجب أخذ خزعة منها، واستئصالها بعملية.
وتؤكد أن بعد علاجها التام، نصحها المختصون في مركز الحسين للسرطان بمراجعة دكتور متخصص في الهرمونات للتأكد من صحتها تماما من خلال المنظار والأشعة، وهذا العلاج عبارة عن حبة يوميا على مدى خمسة أعوام، ويدعمها حبوب كالسيوم خوفا من هشاشة العظام.
لكن الحبوب الهرمونية أثرت سلبا على صحة المصري، فقررت ترك العلاج على مسؤوليتها الخاصة، بعد ثلاثة أشهر بسبب معاناتها من ألم العظام وقلة حيلة والوهن الشديد في أنحاء جسدها بالكامل.
حملات الحسين للسرطان تساهم بزيادة وعي السيدات
وتؤكد مديرة الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي شروق إحسان، أن الحملات التي ينفذها المركز ساهمت برفع نسبة الوعي ولها أثر كبير في رفع نسبة الشفاء من هذا المرض، إذ أطلق برنامج سرطان الثدي التابع لمركز الحسين للسرطان حملته السنوية لهذا العام تحت عنوان "الكشف المبكر.. حياتك".
وتؤكد إحسان أن الحملات التوعوية تهيئ 80-90 طبيبا وطبيبة متخصصين بالفحص المبكر، ففي بداية الحملات كانت عدد الإصابات المكتشفة 400 حالة، لكن اليوم تتجاوز الآلاف سنويا، رغم أن الحالات عددها أكبر لكن نسبة الوعي باتت أعلى والإقبال على الكشف والفحوصات أكثر.
وفيما تشير إحسان إلى أن الحملة بدأت في أربع محافظات، هي عمان والزرقاء وإربد والبلقاء، تقول مديرة مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش، إن هذه الحملة وصلت إلى دول عربية إذ شاركت فيها الآن تسع دول هي "السعودية، الإمارات، فلسطين، العراق، لبنان، مصر، السودان، الجزائر، بالإضافة إلى الأردن".
وتستذكر إحسان أن أول حملة كانت لمركز الحسين للسرطان في المحافظات كانت صعبة جدا إذ تعرض الكثير من الطواقم الطبية للطرد، وعدم تقبل للفكرة حول هذا المرض، لكن في السنوات التالية خرجت المرأة لحضور حملات التوعية بالسر حرجا من معرفة المرض، وبدافع الفضول من ناحية أخرى، إذ كثير من السيدات أخفين إصابتهن بالمرض عن الازواج، فالرجال سابقا وخصوصا في الأرياف كانوا يبتعدون عن الزوجات، ومنهم من رفض تناول طعامها خوفا من العدوى مقتنعين للأسف أنه مرض معد.
وارتأى المركز الانتشار عن طريق الجمعيات الخيرية المنتشرة في المحافظات، من خلال تخصيص وقت من أي فعالية لشرح المرض وخطورته وكيفية العلاج منه، حتى وصل الإعجاب بالحملة الأخيرة التي نفذها المركز إلى 87 %، فيما أجاب 91 % من عينة الدراسة أن إعلان الحملة يقدم الكثير من التوعية، فيما كان المجموع الكلي للوعي الخاص بهذه الحملة هو 64 %، الذي كان أعلى بين الإناث مقارنة مع الذكور، فكانت للإناث 73 % وللذكور لم تتجاوز 27 %.
مريضة سرطان الثدي بحاجة لزرع الأمل في نفسها
وتؤكد إحسان أن تأثير الحملات الإعلانية مستمد من الجمهور نفسه، فهو الذي يختار عنوان الحملة المقبلة، من خلال استبيانات ودراسات ميدانية تعمل بشكل، وفي هذا العام وجدنا أن مريضة سرطان الثدي بحاجة لدعم حقيقي وزرع للأمل في نفسها فكانت الحملة بـ"اسألي ناجية" فالنجاة من هذا المرض أمر حقيقي ويكون أسهل كلما تم اكتشافه مبكرا.
وتؤكد أن النتائج قديما كانت تظهر أن نسب فشل العلاج أعلى والتي كانت تتراوح بين 70-80 %، بسبب اكتشاف الأمراض في مراحل متأخرة، أما اليوم وبعد نشر الوعي وحملات الكشف المبكر التي تنتشر في المحافظات باتت نسب النجاح 70 % ما يعني قلب النتيجة، وكلفة علاجية أقل ووقت أقصر وعلاج بسيط.
الدعم العائلي للمريضة له الدور الأكبر بالشفاء
استشاري الطب النفسي في مركز الحسين للسرطان د. فلاح التميمي، يؤكد أن العلاج الداعم النفسي الأول ويكون من خلال الطبيب الذي يكشف للمريضة عن مرضها، من خلال التهيئة والشرح الوافي والدعم النفسي ومن ثم الدعم العائلي لهذه المريضة والوقوف بجانبها ومساندتها.
ويشير إلى أهمية وجود معالجين نفسيين في المركز يكونون بشكل دائم مع المريض، من الفحص الأول إلى اكتشاف النتيجة، حتى أيام العلاج، كذلك الاستماع الجيد والفعال ومواساة المريض، لافتا إلى أن المركز لديه خطة معينة، ففحوصات المريض تتضمن مراجعة وحدة النفس الاجتماعي وتقديم الدعم فيها، فهناك حالات نفسية بحاجة إلى علاج ودواء وأخرى إلى دعم فقط، ونسبة قليلة هي الرافضة للمرض والعلاج.
وبالنسبة لحملة المركز الأخيرة جاء الأطباء في المقام الأول للمصادر التي أخذ المستفتون من خلالها معلوماتهم بنسبة 34% وتلتها العائلة بنسبة 33 %، فيما كان للعائلة الدور الأكبر في تشجيع السيدات على إجراء الفحوصات، إذ قالت 75 % من المستفتيات الإناث ان العائلة من شجعتها.
ويبدو أن التوعية الخاصة بالسرطان كمرض تزداد إذ تشير بيانات المركز إلى أن 55.6 % من الأردنيين واعون بخطورة هذه الأمراض وأهمية الكشف المبكر، الأمر الذي يحقق ما تصبو اليه الأميرة غيداء طلال رئيسة مؤسسة الحسين للسرطان "بأن يأتي اليوم الذي تخضع فيه كل سيدة للفحص المبكر لسرطان الثدي في الوقت المناسب، ونكون بذلك قد حققنا إنجازا مهما في رحلة كفاحنا لمرض السرطان، واتخاذ حياة أعز الناس على قلوبنا، فهو ليس مجرد شعار، ولأنك الحياة.. افحصي وطمنينا".. وفق إحدى الرسائل التوعوية والإرشادية التي نشرتها الأميرة غيداء عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وترسيخا لهذا الحلم، وجد البرنامج الأردني لسرطان الثدي أن العائلة لها التأثير الأكبر في قرارات المرأة في مجتمعاتنا، من خلال الدراسات التي قام بها؛ حيث إن المرأة تعطي الأولوية لعائلتها في أغلب الأحيان، فعندما يأتي التشجيع والدعم من العائلة ذاتها، فإن التأثير يكون كبيرا وإيجابيا على السيدة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :