-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 01-11-2018 09:37 AM     عدد المشاهدات 363    | عدد التعليقات 0

تربويون يطالبون بإعادة النظر في تعليمات الرحلات المدرسية

الهاشمية نيوز - في وقت طالب فيه خبراء تربويون بإعادة وزارة التربية والتعليم؛ النظر في تعليمات الرحلات والزيارات المدرسية، أكدوا اهمية تحديد صلاحيات ومسؤوليات، الجهات المعنية بها.
تأتي هذه المطالبات، بعدما داهمت سيول قوية، طلبة ومواطنين أثناء رحلة مدرسية في منطقة زرقاء ماعين/ البحر الميت، راح ضحيتها 21 شخصا، جلهم من الأطفال، وإصابة 35 آخرين.
وبينوا في أحاديثهم الخاصة لـ"الغد" امس؛ أهمية تطوير دليل إرشادي للرحلات المدرسية، تحدد فيه مواقع وأماكن، تتناسب وهذه الرحلات، توضح فيه خصائصها الطبوغرافية والطبيعية.
وطالبوا بتفعيل نظام المساءلة، واتخاذ إجراءات إدارية وفنية، بحق المخالفين أشخاصا أو مؤسسات، وحسب صلاحياتهم وأدوارهم.
مدير ادارة التخطيط التربوي بالوزارة سابقا محمد ابو غزلة؛ قال ان النشاطات والرحلات المدرسية والزيارات العلمية، وسيلة معززة لمبدأ التعلم الذاتي، تكسر جمود المناهج، ولها دور كبير في بناء وتشكيل شخصية الطالب، وتظهر آثارها أثناء تحصيله العلمي، كما انها ترتقي بمعارفه ومهاراته.
واضاف ابو غزلة، ان للوزارة ضوابط وتعليمات، تحكم التعامل مع الرحلات المدرسية، بخاصة عند اعتماد اماكن جغرافية، ترغب المدارس بتسيير رحلات إليها، لكن غالبا لا يجري التنسيق والتواصل مع الأجهزة المعنية بهذا الشأن.
ولفت الى أن غالبية الرحلات المدرسية، لا يجري تنسيقها مع جهاز الدفاع المدني، الأكثر دراية بمعايير السلامة العامة، والى جانب عدم التأكد من سير الرحلة أو متابعتها، جراء عدم تعامل المعنيين معها باهتمام وجدية.
وشدد على مراجعة أنظمة وتعليمات الوزارة في الجانب المتعلق بتخطيط وتنظيم وتنفيذ وتقويم الأنشطة الطلابية؛ والرحلات المدرسية والألعاب والتحديات الرياضية.
ولفت الى انه يجب أن تتضمن هذه المراجعة، أنواع النشاطات المدرسية وأبرزها الرحلات؛ بكافة تفاصيلها، وتأمين سلامتها، كرحلات التحدي والمغامرة.
ودعا ابو غزلة، لتحديد المسؤوليات في نطاق منظمي الرحلات المدرسية، ودور المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم، لافتا لأهمية منح صلاحيات لمديري التربية والتعليم والمدارس، لاقرار نشاط الرحلات أو غيره، تحت طائلة المتابعة والمساءلة في حال وقوع أي مخالفة للتعلميات الملزمة لكل من يتعين عليه مسؤولية، جهة مثل هذه الأنشطة.
ودعا لتطوير دليل إرشادي للرحلات المدرسية، يعنى بكل تفاصيل الرحلات، وحمايتها وطبيعتها وأنواعها، والمشاركين فيها، والمناطق المتاحة والآمنة للذهاب اليها، ونشرها في الوسائط الإلكترونية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وطالب بتعيين أشخاص وتسميتهم في المدارس الخاصة والحكومية، مهمتهم النشاطات، وتدريبهم على مبادئ الوقاية من الأخطار وطرق التعامل معها، واعتماد ملف المدرسة الرئيس، لأخذ الموافقات على تنظيم أي نشاط مدرسي، ليتمكن الموظف وصاحب القرار، من الاطلاع على سجل المدرسة التاريخي في الجوانب كافة، وتمكينه من اتخاذ القرار بشأن أي نشاط.
وطالب بتطوير نظام متابعة سير الرحلات إلكترونيا (GIS) من المدارس أو الجهات المعنية وتعميم العمل به، لتتبع خط سيرها؛ لافتا إلى تحديد مهام المتابعة والمراقبة والمساءلة للمعنيين بالرحلات والانشطة، وتفعليها في مديريات التربية، والتفتيش الميداني على الأنشطة، بخاصة الرحلات.
واوضح ابو غزلة، أهمية تحديد أدوار ومسؤوليات الوزارات والجهات المعنية بشأن الرحلات، وغيرها من الانشطة، لتتولى مسؤولياتها في متابعتها، والتنسيق معها، بخاصة في الظروف غير الطبيعية، ومنها؛ وزارات: السياحة، المياه، التربية، الشباب، الصحة، الداخلية، سلطة اقليم العقية، الدفاع المدني، الأرصاد الجوية، ومركز إدارة الأمن والأزمات، وغيرها.
ودعا لتشكيل وحدة لإدارة الأزمات والمخاطر في المؤسسات الرسمية، بالتنسيق مع المركز الرئيس، والإيعاز للأجهزة المعنية كالدفاع المدني، بتوفير وحدات ثابته في المناطق المحددة، يمكنها التنبؤ بحدوث أية أحداث غير طبيعية، وبالذات في أماكن وجود المياه؛ أكان ذلك في العقبة أو البحر الميت، وقرب مجاري السيول والغابات والوديان وغيرها، وتوفير المستلزمات للتعامل مع الأحداث المختلفة، والإعلان عنها.
الخبير التربوي ذوقان عبيدات؛ بين ان الرحلات المدرسية نشاط تربوي مشروع، وهي نوعان: الاول رحلات منهجية، تنقل الطلبة لموقع الحدث ليكون التعليم طبيعيا، ويسمى "تعليم لا ينسى"، لأن حواس الطفل جميعها تسهم بتفعيل دماغ المتعلم.
والثاني؛ رحلات ثقافية أو سياحية او ترفيهية او معرفية، يكون التعلم فيها نشاطا مصاحبا او هادفا؛ وهو تعليم لا ينسى ايضا، فالرحلات؛ استراتيجية تعليم معترف بها.
وقال عبيدات ان الرحلات المدرسية، تتعرض لحوادث وأحداث، كسائر النشاطات الاخرى؛ لذا فإن التعليمات المشددة، لا تمنع حدوث مفاجآت.
واعتبر عبيدات؛ قرار الوزارة وقف الرحلات المدرسية مؤقتا، صائبا، خصوصا ان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي د. عزمي محافظة، اتخذ اجراءات سريعة، تتمثل بوجود لجنة لمراجعة للتعليمات الخاصة بالرحلات المدرسية، ورفع مستواها، في محاولة للتخفيف مما قد يحدث ويجذب احتراما اكبر لتنفيذ التعليمات.
واشار عبيدات الى ان الرحلات المدرسية؛ تعد استراتيجية تربوية وعلى المجتمع التمييز بين احداث، قد تحصل في ساحة المدرسة او في مختبراتها او في ملاعبها، وقد تكون هذه الأحداث، لها صلة بالاهمال، أو جراء أمور أخرى، لا يمكن السيطرة عليها.
وطالب عبيدات؛ بأن ينال المعلمون مشرفو الرحلات، أجورا، بحيث يشرف معلم على كل مجموعة بين 5 الى 8 طلبة، وموافقة من اولياء امور طلبة، لهذه الرحلات.
مديرة النشاطات الثقافية والفنية بالوزارة سابقا منى الضمور؛ قالت إن الوزارة شددت على اعادة النظر في تعليمات الرحلات والزيارات المدرسية.
وأوضحت لـ"الغد" امس؛ أن اول بند يجب الغاءه في تعليمات الرحلات المدرسية، هو "عدم تحمل المدرسة لاي مسؤولية في حال وقوع اي حادث للمشاركين في الرحلة"؛ وهذا امر خاطئ، فالمدرسة تقع عليها مسؤولية، ولا يمكنها التنصل من عمل يقع في نطاق دورها التربوي، وعليه يجب محاسبتها عند تقصيرها في تأمين سلامة الطلبة، وتامين رحلة مفيدة لهم.
كما دعت لاعادة النظر بالبند المتعلق بوجود مرافقين (معلمين) لكل 25 طالبا؛ وهذا بحد ذاته، معضلة، إذ لا يمكن لمعلمين فقط؛ ضبط هذا العدد من الطلبة.
وقالت الضمور ان غالبية الاماكن التي يجري اختيارها للرحلات المدرسية، عادة ما يجري اختيارها في نطاق ارتجالي، لا علاقة له بالمعرفة أو التعليم، لذا؛ لا تتوافر فيها شروط السلامة العامة، داعية لتعاون الوزارة مع جمعية الأدلاء السياحيين، لتقديم شروح للطلبة، بالإضافة إلى حصولهم على بروشورات تعرف بالأماكن التي يزورونها.
وطالبت الضمور بتغليظ عقوبات المدارس المخالفة لتعليمات الرحلات والزيارات المدرسية، وعدم التهاون بذلك، ومراقبة وسائل النقل للطلبة في الرحلات، اذ أنها لا تراعي شروط السلامة العامة.
كما دعت لتعاقد الوزارة، مع شركات نقل؛ تتفق جاهزيتها مع شروطها وتعليماتها، ويمكن عقد اتفاقات بين شركات نقل ومدارس، لتنفيذ عروض رحلات مدرسية، تتوافر فيها شروط السلامة العامة.
وأوضحت أن حماية وسلامة الرحلات المدرسية، تقع على كاهل الجميع، وهي عملية تكاملية معنية بها العديد من الوزارات والجهات الرسمية، في نطاق يجب ان تتوضح فيه مسؤوليات كل جهة.
ونوهت إلى أن مديرية الأمن العام؛ عليها الحصول على نسخة من تعليمات الرحلات، وتوزيعها على دوريات ومراكز الشرطة، لمنع وصول الرحلات المدرسية للأماكن الخطرة.
وأوضحت أن الدفاع المدني، يجب ان يكون على دراية ومعرفة بخط تسيير أي رحلة مدرسية، لتتمكن كوادره من متابعتها لتأمين سلامة أفرادها في حاول وقوع حوادث.
ولفتت لاهمية وجود فرق تفتيشية من مديريات التربية، لمتابعة التزام المدارس بالتعليمات، عن طريق تكليف المديرية الاقرب للأمكنة التي تتوجه اليها الرحلة المدرسية، وتنفيذ جولات تفقدية، للتأكد من التزام المدارس بتعليمات الرحلات.
وبينت أن المعلمين المشرفين في الرحلة؛ تقع عليهم مسؤولية كبيرة، تتمثل بمراقبة وحماية الطلبة، وهذا امر في غاية الصعوبة.
الناطق الاعلامي لنقابة المعلمين الدكتور احمد الحجايا؛ قال ان تنفيذ الرحلات المدرسية حاليا، لا يتطابق والاهداف التربوية، فأغلبها ذات طابع ترفيهي، تذهب لأماكن لا تنمي ثقافة الطلبة.
وأضاف ان المعلم في الأعوام الأخيرة؛ يقع عليه عبء كبير لضبط الطلبة في نطاق السلوكيات التربوية خلال الرحلات، وهو يشعر بالمسؤولية جهة ما يرتكبه طلبة من تجاوزات فيها، ما دفع كثيرين منهم للابتعاد عن الإشراف على الرحلات المدرسية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :