-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 02-10-2018 09:35 AM     عدد المشاهدات 414    | عدد التعليقات 0

خميس تسلك درب التطوع لتدعم الأطفال وتحفزهم على حب المدرسة

الهاشمية نيوز - لم تكن ديالا خميس تعلم أن رفض ابنها دخول المدرسة في الصف الأول لاعتقاده أن المدارس الخاصة أفضل بكثير؛ سيكون فيما بعد نقطة تحول في حياتها وانطلاقة لعالم العمل التطوعي في مجال ترفيه وتوعية الأطفال وتحفيزهم على حب المدرسة والمعلم.
وبعد مرور ست سنوات على الموقف برفض الابن دخول المدرسة؛ وجدت خميس نفسها منغمسة في العمل التطوعي مع الأطفال، وبخاصة مع طلبة المدارس الحكومية من خلال تقديم الدعم والعون النفسي والمعنوي لهم خلال سنوات دراستهم الأولى.
أصبحت خميس من الوجوه المعروفة في المدرسة القريبة منها، وتظهر بأكثر من مناسبة لها. وعن تلك التجربة، تقول لـ"الغد" إن طفلها عندما رفض دخول المدرسة الحكومية، لم تكن لديها القدرة على تسجيله في المدارس الخاصة مرتفعة الرسوم والتكاليف، ولكن حولت نقطة الضعف تلك لنقطة قوة لها ولطفلها. وتضيف أنها طلبت من زوجها أن يقوما بتغيير دهان غرفة الصف الخاصة بابنها، ووضع العديد من اللوحات والرسومات الخاصة بالأطفال، والتي حولت نظرة ابنها للصف ولزملائه لنظرة إيجابية.
وبعد أن قامت خميس بعمل العديد من التغيرات في صف ابنها، لمست الحماس والفرحة في نفوس الأطفال، ورأت أنهم تحمسوا لزيارة المدرسة والجلوس فيها والاستمتاع بالأجواء المرحة التي تصنعها خميس على مدار أيام. وقررت أن تبدأ مسيرة العمل التطوعي الترفيهي والتوعوي مع الأطفال لأطول فترة ممكنة.
ومن هنا، وجدت خميس نفسها تتفاعل بشكل كبير مع ما تقوم به، لتعيد التجربة مراراً وتكراراً كل عام مع طلاب الصف الأول في المدرسة، تعود لتزورهم باستمرار، وتنظم يوم الفرح معهم، والبرامج والأنشطة الترفيهية وبتعاون مع معلمي ومشرفي المدرسة.
وفضلا عن الأعمال التطوعية، تقوم خميس بتنظيم العديد من جلسات قراءة القصص للأطفال في المرحلة الدراسية الأساسية، وتقديم قصة ذات مغزى وهدف بشكل مبسط، إلا أنها قررت بعد ذلك أن تقوم بعمل مسرح دمى متنقل صغير يحاكي الطفل ويقدم له النصيحة والإرشاد والتوعية، والحب كذلك من خلال الشخصيات التي يتقبلها الأطفال بكل فرح ومحبة.
وتبين خميس أنها اعتادت على أن تقرأ القصص لأطفالها الثلاثة منذ طفولتهم، لذلك وجدت أن هذه الطريقة مجدية ومهمة وتشجع الطلبة على الاستمتاع بما يقدمه الشخص من نصيحة، فحاولت من خلال هذا الأسلوب أن تقوم بترغيب الأطفال بالمدرسة وتعريفهم بمعلماتهم ومرافق المدرسة من خلال تواجدها معهم.
خميس التي أكملت دراسة دبلوم العلوم المالية والمصرفية، وبعد ذلك انخرطت في العمل التطوعي، تقربت أكثر من الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم، لتقرر أن تعيد البكالوريوس في تخصص الدراسة الخاصة والمتعلقة بصعوبات التعلم ومعالجتها.
وتحاول، من خلال حصص الفراغ والنشاط لدى الطلبة في المدارس الحكومية، أن تتطوع بحصص الفراغ لديهم وتقيم الفعاليات والأنشطة من خلال المسرح والترفيه الهادف، وتزيين المدرسة والمحافظة على مرافقها.
وترى أن العمل التطوعي مع الأطفال أجمل ما يمكن أن يقوم بها الإنسان، خصوصا حينما يحمل أهدافا توعوية وتثقيفية وترفيهية في الوقت ذاته، وتنمية حب الاطلاع والقراءة والتعلم لديهم.
وتقوم خميس بتقديم الهدايا الرمزية البسيطة للأطفال عند زيارتهم في مدارسهم، وبخاصة في اليوم الدراسي الأول، الذي تنظم فيه وقتا للفرح لهم. وتقول "إن الطفل يفرح بكل ما يقدمه له الكبار من أشياء بسيطة تساعده على تجاوز اللحظات الصعبة في حياته، كما هو أول يوم دراسي"، لذلك "علينا أن نبحث دائماً عن تلك الفئة ونقدم لها العون النفسي المعنوي بحيث يصبح الفرح والعطاء متبادلين بعد ذلك".
وشاركت خميس في تنظيم ورشات تدريبية للطلبة تعلمهم فيها إنجاز اللوحات المدرسية والوسائل التعليمية، كما شاركت في ورشة صناعة الدمى التعليمية، وكذلك تنظيم مهرجان "أرسم بسمة" مع إحدى المعلمات اللواتي حصلن على جائزة التميز.
ورغم كل ما تقوم به خميس، إلا أنها تتمنى أن تستمر في هذا العمل الذي أصبح جزءا من حياتها وشخصيتها؛ إذ أصبحت معروفة في أوساط الأطفال الذين يأتون إلى المدرسة باكين خوفاً من المجهول، لتمسك بيدهم في أولى الخطوات بعالم المدرسة والتعليم الذي يختلط فيه الحب مع الفرح والبهجة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :