تاريخ النشر - 15-09-2018 04:01 PM عدد المشاهدات 962 | عدد التعليقات 0
هؤلاء ليبراليو الأردن ؟

الهاشمية -
التطرف ليس نوعا ولونا واحد ، هناك أنواع لا نتوقعها من التطرف .
علمانيون و ليبراليون ممن يرتدون عمامة الحداثة والحريات والديمقراطية يلبسون أنواعا من
التطرف الأسود .
فيحدث أحيانا تسمع خطابا يصادر من الأخرين حقهم في التفكير و الرأي الأخر و المضاد ، وحقهم من ممارسات معتقداتهم و قناعاتهم الفردية .
فيظنون على هبل و غباء مستفحل أن شتم الذات الالهية ونكرانها يعني علمانية وليبرالية ، و أن التفاخر باحتساء الحكول ، هو أثبات للعلمانية و الليبرالية ، فتراهم ينشرون صورا على الفيس بوك للكحول وما لذ وطاب من مزاتها .
وبعضهم يبدو عليه الجهل والتخلف في أداب و أصول جلسات الخمر ، الا أنه يثابر على تقليد الأخرين ، تداعيا و تفاخرا و جلدا لذات خائفه و جاهله و غبية .
لكل انسان الحق بما يختار في حياته ، والحرية تبدأ من أحترام حريات الاخرين ، فليس للحداثة في الفكر عنوانا واشارات بالطعام و اللباس و الشراب ، طبعا الا في المجتمعات المتخلفة و الانرجارية و المهزومة و المكسورة في هويتها التابعية .
من يشرب خمرا في الفرح أو الترح فهو حر ، و ليس ثمة من ضرورة لتسويق الحالة على مرمى من أعين الأخرين . و هذا ما يثير أستغرابا على أعتبار أن البعض يقيس الحداثة و العصرنة بالحكول ، و معتبرين أن رفضها يعني موقفا فكريا و سياسيا رجعيا .
من صور الراسخة للجهالة و التخلف في الخيال العام الأردني ، فحتى تدخل نادي الليبرالية والعلمانية لازم تشرب كحول وتحبها ، لا أن تقرأ كتب كارل ماركس و ماكس فيبر و توماس هوبز وجورج هوليك وجون لوك وجان جاك روسو وإيمانويل كانت ، وقاسم امين وهدى شعراوي ومحمد أركون و هاشم صالح و على حرب .
استهبال على الطريقة الأردنية ، فليس مجرد أنك تشرب حكول أو ترتدي ملابس "غير " للذكور والاناث ، فانت علماني و ليبرالي ، والا أن تتبجح في شتم الذات الالهية و الاديان ورموزها لتعلن عن حداثتك ، ها هراء و تخلف وجلب لتشوهات نفسية واجتماعية .
فحذراي من التقليد و الاسراف بالتقليد و الانجرار وراء الغير دون وعي وتجربة ذهنية فردية ، فالاصل في الاشياء حتى لا يطويها الاندثار و العبث و الاستهتار بان تحمل معاني لتجارب .
فالمنطق الأرعن والأجوف ليبرالي و علماني الأردن لا يقل تطرفا عن الاصوليات الدينية من يحرمون كل شيء ويجرمونه شرعا .
الكاتب الصحفي : فارس حباشنه