-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 05-08-2018 09:22 AM     عدد المشاهدات 1868    | عدد التعليقات 0

نساء يبدعن بتهديب الشماغ ويجبن القرى للمحافظة على التراث

الهاشمية نيوز - بهدف تعلم حرفة "تهديب الشماغ" والمحافظة على هذا الإرث الجميل؛ قامت مجموعة من السيدات من مختلف الأعمار بأخذ دورة تدريبية على يد الناشطة ثائرة عربيات.

ما يقارب 20 سيدة من السلط، اجتمعن الأسبوع الماضي بتنظيم من مديرية ثقافة البلقاء، بعد أن كانت عربيات قد نظمت دورات مماثلة في عدة مناطق من المحافظات بدأتها في قرية عيّ بمحافظة الكرك.

وكان الهدف من الدورة تعليم السيدات حرفة الهدب والتي يتغنى به الكثيرون كرمز لجمال وهيبة الرجل "قديما". هؤلاء السيدات كنّ أمهات لأطفال ذوي احتياجات خاصة، ساهم تدريبهن بأن يصبحن منتجات في خط التشغيل.

ومن خلال عملها الذي حرصت على تعلمه منذ أن كانت في عمر صغير، عشقت عربيات الشماغ الأردني، ودرست الكثير عنه من خلال الكتب وتدوين معرفة كبار بالسن بالشماغ الأردني وارتباطه بالرجولة والشهامة والعسكرية الأردنية. لذا حرصت على أن تكون ممن يحملن هدف المحافظة على هذا الإرث، وتواصلت مع المؤرخين الأردنيين منذ العام 1936.

وأعادت عربيات من خلال الدورات التي تقدمها ثقافة إرتداء الشماغ الأردني للشباب من جديد، سواء في المناسبات والفعاليات المختلفة، وكذلك بالنسبة للسيدات بعد أن قامت بعمل إضافات بسيطة عليه حسب الطلب أحيانا، بالوقت الذي بدأت فيه بتدريب مئات الراغبات في تعلم هذه الحرفة وتوريثها للأجيال حتى لا تندثر مع مرور الوقت.

وخلال الدورة، قامت عربيات بدعوة السيدات للحضور والمشاركة في التدريب، بشكل مجاني، وعبرت عن سعادتها لما رأته من اقبال، اللواتي يرغبن فعليا في الانضمام لخط التشغيل والتسويق فيما بعد، بالتنسيق معها، إذ ستقوم بتسويق المنتجات من خلال الإعلان عنها "إلكترونيا"، أو عن طريق البازارات والأسواق التجارية الدائمة، كما في سوق جارا، الذي تشارك فيه عربيات لتسويق منتجات المتدربات.

وتعتبر عربيات من السيدات الناشطات اجتماعيا وثقافيا وتطوعيا في محافظة البلقاء، وتتعاون مع العديد من المبادرات الخيرية بهدف تعليم هدب الشماغ الذي تخصصت به، وأصبحت تُعرف به عبر وسائل الإعلام العربية والمحلية، التي كتبت وبثت برامج عن تدريب حرفة الشماغ الأردني، وعودة إحيائها مرة أخرى بين أوساط السيدات.

ولـ عربيات مبادرة خيرية تقوم بها بتدريب السيدات بشكل "تطوعي" على تهديب الشماغ، تحت مسمى "يا مهدبات الهدب"، والذي تحرص من خلاله إلى ترسيخ هذه الثقافة وإحيائها، وايجاد أيد عاملة من اللواتي يجدن في التهديب مصدر رزق لهن، ويقمن مع مرور الوقت باحتراف المهنة وتعليمها لباقي الأجيال.

وتؤكد العديد من السيدات المشاركات أن رغبتهن في تعلم تهديب الشماغ، لم يكن فقط من أجل تأمين مصدر للرزق والتسويق، بل أنها رغبة في تعلم حرفة تراثية، يمكن من خلالها تجميل الشماغ سواء لكبار السن أو الشباب، وحتى للسيدات اللواتي يرغبن في ارتدائه، وهو ما يحصل الآن.

وتتمنى السيدات أن يكون هناك تسويق دائم وتعريف بالشماغ الأردني المُهدب، وتسويقه داخل وخارج الأردن بشكل أكبر ما يمكن من خلاله فتح باب تشغيل لعدد كبير من السيدات الراغبات بتعلم المهنة.

وتسعى عربيات بعد فترة من الوقت أن تُدخل الشباب على سوق العمل في حرفة تهديب الشماغ، لكي لا يبقى مقتصرا على النساءـ كما هو الحال منذ عقود.

ولكن، الملفت في الموضوع، كما ترى عربيات، هو رغبة فتيات صغيرات في السن، وموظفات وعاملات على اتقان هذه الحرفة، وتطوير أنفسهن، لذلك أكدت أنها ستعمل على التنسيق مع عدة مبادرات وجميعات خيرية لعمل دورات تدريبية في مختلف المحافظات، وخاصة في القرى النائية التي يمكن أن تكون بابا لتشغيل لسيدات، في الوقت الذي تقوم به عربيات بتسويق المنتج لهن.

وقامت مؤسسة "إرادة" لتأسيس وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمنزلية، باعتماد عربيات كمدربة في مجال تهديب الشماغ، ما يساعدها على توسيع قاعدة التدريب في مراكز إرادة المنتشرة في مختلف محافظات المملكة.

وتتمنى عربيات أن تصل إلى ما يقارب مائة سيدة متدربة ومحترفة في مجال تهديب الشماغ، كحرفة لهن يعملن من خلالها على الإنتاج والتشغيل سواء عبر الجمعيات أو في منازلهن، ليكون الشماغ هو مصدر إلهام لهن للتطوير والعمل والابتكار في هذا المجال، ومصدر تشغيل في ذات الوقت.

وتم تدريب ما يقارب مائتي سيدة لغاية الآن، ولكن العمل جار في الفترات القادمة لزيادة العدد، بعد أن أظهرت العديدات رغبتهن في التعلم والاحتراف، والدخول إلى سوق العمل، كما ستعمل عربيات بالتعاون مع مجموعة من الناشطات في محافظة البلقاء على تكوين قاعدة بيانات لمختلف الحرفيات بغض النظر عن الحرفة التي يتقنها، ليكون لهن تجمع خاص يقمن من خلاله بالتشاور والعمل على تنظيم سوق العمل وتسويق المنتجات بعدة أفكار مبتكرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :