-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 03-08-2018 10:10 AM     عدد المشاهدات 387    | عدد التعليقات 0

الصفدي: سنفتح حدودنا مع سورية عندما تتيح الظروف ذلك

الهاشمية نيوز - اتفق وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان على خطورة استمرار الانسداد السياسي في العملية السلمية، وشددا على ضرورة إطلاق تحرك عملي فاعل لحل الصراع على أساس حل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
جاء ذلك في سياق محادثات الصفدي ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، وركزا فيها على تعزيز آفاق التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والدفاعية والأمنية، والجهود المستهدفة لإيجاد أفق سياسي للتقدم نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، والتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وقضايا إقليمية ودولية أخرى ذات اهتمام مشترك.
واستعرضا إجراءات البلدين لتعميق شراكتهما الاستراتيجية، والتي أكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس إيمانويل ماكرون، أهمية ترجمتها لخطوات عملية، تزيد التعاون والتنسيق في مختلف المجالات خلال لقاءاتهما العديدة.
وتشكل فرنسا أكبر مستثمر أجنبي في المملكة، إذ وصلت قيمة استثماراتها لنحو ملياري دولار، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 411 مليون دولار.
وفي سياق الأزمة السورية؛ أكد الوزيران استمرار تنسيق الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، يحفظ وحدة سورية وتماسكها، ويقبله الشعب السوري وفق القرار 2254 وعبر مسار جنيف.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، استعرضا العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين، إذ أكد لودريان على الاهتمام الفرنسي، بمواصلة الاستثمار في مشاريع البنية التحتية في المياه والطاقة والاتصالات في المملكة عبر الوكالة الفرنسية للتنمية.
وقال الصفدي؛ إن محادثاته مع نظيره الفرنسي، تمحورت حول آفاق "زيادة التعاون وتعميق الشراكة الاستراتيجية التي تربط المملكة وفرنسا، وهذه الآفاق التي أكد جلالة الملك وفخامة الرئيس ماكرون على أنها آفاق كبيرة، وأن هناك فرصا حقيقة لتعميق التعاون، سواء على المستوى الثنائي، أو في جهودنا المشتركة لحل أزمات المنطقة، وتحقيق الأمن والاستقرار".
وأضاف إنه على المستوى الثنائي فإن "فرنسا هي المستثمر غير العربي الأكبر في الأردن. الاستثمارات الفرنسية بلغت نحو ملياري دولار، وهنالك نحو 30 منشأة فرنسية في الأردن، توظف بطريقة مباشرة حوالي ستة آلاف مواطن أردني، وهنالك أيضا ارتفاع ملحوظ في التَّبادل التِّجاري".
وقال الصفدي إن "العلاقات الأردنية الفرنسية تتطور بشكل مستمر، ولدى جلالة الملك والرئيس الفرنسي وضوح في الرؤيا والتصميم على أن البلدين يريدان تعميق تعاونهما. ونحاول تحفيز فرص الاشتباك بين القطاعين الخاص في البلدين، والحكومتان تعملان على إيجاد أطر تسمح بزيادة التعاون والتبادل التجاري".
وأضاف "في كل ما تحدثنا؛ ننطلق من قاعدة صلبة من التفاهم والتعاون، وأيضا لنا أهداف مشتركة في حل أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار".
وثمن الصفدي؛ دعم فرنسا للمملكة ومساعدتها على تحمل عبء اللجوء السوري، ورفد المسيرة التنموية، إذ بلغت المساعدات الفرنسية للمملكة منذ العام 2016 وحتى الآن نحو 600 مليون يورو.
وقال إن "كل هذه مؤشرات على متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، ومؤشرات ايضا على جدية البلدين بدعم ومباشر من القيادتين، في المضي قدما بعملنا المشترك، لتعزيز علاقاتنا الثنائية"، مؤكدا أن المملكة تثمن "الموقف الفرنسي الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصا حقه في الحرية والدولة".
وأكد الصفدي أن الأردن وفرنسا متفقان على أن الوضع الراهن، لا يمكن أن يستمر، داعيا لاطلاق جهد فاعل يكسر حالة الانسداد السياسي الموجودة، ويدفع للتقدم نحو هذا الحل، لان استمرار هذا الغياب خطر على أمن واستقرار المنطقة برمتها.
وأشار الصفدي إلى ضرورة أن يكون هنالك جهد حقيقي وفاعل أيضا، لانهاء المعاناة الإنسانية لقطاع غزة "والذي في النهاية لن تنتهي تحدياته ومشكلاته، إلا في اطار حل سياسي شامل يلبي حق الفلسطينيين في الحرية والدولة".
وفيما يتعلق بالأزمة السورية؛ قال إن "البلدين يعملان للتوصل إلى حل سياسي لهذه الازمة، ومتفقان على أنّ انهاء معاناة الشعب السوري الشقيق، وايجاد حل سياسي؛ أولوية نستمر في العمل على تحقيقها، عبر المجموعة الصغيرة التي نحن جزء منها، لوضع أفكار عملية نأخذها في النهاية إلى جنيف، التي نعتقد بانها السبيل للتوصل إلى الحل السياسي، حتى تنتهي هذه الازمة".
وقال وزير الخارجية "نحن حريصون كل الحرص على التوصل لحل سياسي، ينهي الأزمة السورية، ويعيد الحياة الطبيعية للأشقاء السوريين، ويوقف دوامة القتل والخراب".
وفيما يتعلق بفتح الحدود، أشار الصفدي إلى أن مذكرة المبادئ التي وقعتها الأردن والولايات المتحدة وروسيا في إطار اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري العام الماضي، احتوت "إشارة الى موضوع الحدود، بناء على طلب روسي، وكان موقفنا آنذاك أننا سنتخذ القرار المناسب، ونفتح الحدود عندما تتيح الظروف السياسية والميدانية ذلك".
وأضاف "حتى الآن، لم يطلب النظام السوري مباشرة فتح الحدود الذي أثير في محادثات مع مسؤولين روس، وعندما يتم الطلب سنتعامل معه بكل الايجابية التي تخدم مصالحنا، وأيضا تساعد الاشقاء السوريين على تلبية احتياجاتهم، بحيث تكون الحدود الأردنية كما كانت دائما بوابة لدعم السوريين".
وبين الصفدي أنه "من ناحية المبدأ؛ نحن نريد حدودا مفتوحة مع كل الدول العربية الشقيقة، لكن متى وكيف. عندما يأتي الطلب سيخضع لنقاشات تضمن مصالحنا وأمننا، وأيضا تضمن أن يكون هنالك فائدة مشتركة للبلدين".
من جانبه؛ قال لودريان إن "علاقات المملكة وفرنسا قائمة على ثقة كبيرة جدا، وهناك إرادة مشتركة للعمل من اجل السلام في المنطقة، وتعزيز نوعية العلاقة الثنائية للمشاريع والتزامات جديدة".
وأضاف إن الأردن "بلد صديق تعرض مثل فرنسا لضربات الإرهاب، ومثلنا والى جانبنا وقف في وجه الإرهاب، وهناك نوع من أخوة السلاح، وهي تجسدت في استقبال القوات الجوية الفرنسية التي تشارك في الحرب على داعش، وهذا يخلق بيننا علاقة قوية ومتميزة".
وأشار لودريان إلى أن "العلاقات بين الرئيس ماكرون وصاحب الجلالة ممتازة، وهما في لقائمها الأول في صيف 2017؛ عبرا عن رغبتهما في أن نعمق علاقاتنا في مجال الأمن، بخاصة أمن الحدود، وأنا أحمل اقتراحا عمليا لعمل مشترك، يسمح بتعزيز أمن حدود المملكة الأردنية ومساعدات ومنح وقروض".
وأضاف أن فرنسا معنية بتطوير التعاون والاستثمار في قطاعات الخدمات العامة والمياه والطاقة والاتصالات والمطار، قائلا إنه "في كل المواضيع التي بحثتها المحادثات، دائما نصل إلى مواقف قريبة جدا إن لم تكن متطابقة تماما". مؤكدا الجهد الأردني الفرنسي المشترك لحل الأزمة السورية التي قال إن حلها "سياسي".
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ قال "نحن سنبقى على موقفنا، وسنبقى نعزز ونقوي هذا الموقف"، مضيفا إن بلاده تنتظر المبادرة الأميركية للتوصل إلى حل للصراع، وإن الموقف الفرنسي مبني على "أساس مبادئنا" التي ستحكم الموقف من المبادرة الأميركية حين تطرح. وأشار لودريان إلى أهمية الدور الأردني في حماية الأماكن المقدسة في القدس، حيث الوصايا الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأشاد بـ"السخاء المتميز الذي يتميز به الشعب الأردني تجاه اللاجئين من دول اخرى، بخاصة اللاجئين السوريين، حيث ذهبت بزيارة الى مخيم الازرق هذا الصباح، ورأيت كيف يستقبل الأردن على ارضه هؤلاء الناس، الذين ينتظرون العودة لبيوتهم وبلدهم عندما تسمح بذلك الظروف".
وفي رده على سؤال حول اللاجئين السوريين؛ قال وزير الخارجية الفرنسي" أنا حقا معجب بنوعية الاستقبال وسخاء الأردن والسلطات الحكومية، وكذلك الشعب الأردني اتجاه اللاجئين السوريين على وجه الخصوص، وهذه الضيافة الأردنية لها كلفة، ويجب مساعدة الأردن على تلبية الاحتياجات الاساسية، ويجب على المجتمع الدولي أيضا أن يقدم المساعدة للأردن".
وقال إن "فرنسا التي قدمت مساعدات بقيمة 600 مليون يورو للأردن بين العام 2016 و2018؛ ستقدم مليار يورو إضافية من القروض في فترة 2019-2021".
الصفدي بدوره؛ شكر فرنسا والمجتمع الدولي على الدعم الذي يقدمونه لمساعدة الأردن على تحمل عبء اللجوء، لكنه أكد أن "قضية اللاجئين ما تزال قائمة، ولا بد من الإبقاء على الدعم المقدم للاجئين، حتى تستطيع المملكة ان تستمر بتقديم خدماتها لهم، ليس فقط فيما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية، ولكن أيضا الاحتياجات التعليمية وغير ذلك مما تقدمه المملكة من خدمات.
وأضاف إن الاستمرار في مساعدة اللاجئين وتقديم ما يحتاجونه من تعليم وخدمات صحية وغيرها، استثمار في مستقبل المنطقة وفي "أمننا المشترك"، لافتا إلى تراجع الدعم الدولي للاجئين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :