مشعشع: قرار واشنطن خفض تمويل (الأونروا) تهديد وجودي للوكالة

الهاشمية نيوز - قال الناطق الرسمي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، سامي مشعشع، إن "قرار الولايات المتحدة بإيقاف 300 مليون دولار من التمويل للوكالة هذا العام شكل تهديداً وجودياً للأونروا"، التي لا تزال في أزمة، بالرغم من انخفاض عجزها المالي إلى 217 مليون دولار.

يأتي ذلك على وقع الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي ارتفعت وتيرتها أمس في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد اجراءات تخفيض الخدمات التي تقوم بها إدارة الوكالة بسبب الأزمة المالية الخانقة، فيما اعتصم عدد من موظفي الطوارئ بالأونروا في قطاع غزة إزاء ما تردد من التوجه لعدم تجديد عقود عملهم.

وأكد مشعشع ، في تصريح أمس، أن "العام الدراسي الجديد سيبدأ في موعده"، فيما يتركز عمل الأونروا الحالي حول حماية الخدمات الأساسية، الصحية والتعليمية والإغاثة الاجتماعية، المقدمة للاجئين الفلسطينيين، والمحافظة على تقديمها"، لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس، منهم زهاء مليوني لاجئ فلسطيني بالأردن.

وأوضح بأن التحديات التي نمت هذا العام في أعقاب أكبر تخفيض في التمويل تتعرض له ألأونروا، وتلك التي شهدها العام الماضي، فضلاً عن تداعيات العجز المالي، ستؤثر على خدمات الطوارئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبين أن "الأونروا تبذل الجهود الحثيثة للتغلب على أزمتها المالية الحادة"، لافتاً إلى "قيامها، مع شركائها، بحشد الدعم السياسي والمالي من سائر الأرجاء، للمحافظة على عملياتها وتقديم الخدمات الأساسية للاجئين بكرامة وأمل، تصميماً منها على عدم التخلي عنهم".

وقال إن "الحملة العالمية لجمع التبرعات وحملة "الكرامة لا تقدر بثمن" أسهمتا في تحقيق دعم إضافي كبير للأونروا، من المانحين التقليديين ومن شركاء جدد، بما في ذلك المؤسسات المعنية بجمع أموال الزكاة"، كما قدمت الدول المضيفة، خلال هذه الفترة، دعماً مهماً.

وفي "الفترة ما بين آذار (مارس) حتى حزيران (يونيو) الماضي، جمعت الأونروا مبلغ 238 مليون دولار كتمويل جديد من أجل اللاجئين الفلسطينيين، ومع انتهاء مؤتمر التعهدات الذي عقد في نيويورك في 25 حزيران (يونيو)، تم تقليل العجز البالغ 446 مليون دولار ليصبح 217 مليون دولار، وهو إنجاز كبير".

واعتبر أن "الاستجابة، حتى الآن، تؤكد تمتع الأونروا بدعم واضح من الجهات المانحة والمستضيفة ومن الأمين العام للأمم المتحدة"، بما "يستوجب استمراره وتوسيعه خلال الأشهر القادمة لجسر الفجوة المالية وضمان التمويل المطلوب لعملياتها في 2019".

وأشار إلى أن "برنامج الطوارئ يعاني نقصاً حاداً في التمويل بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إزاء انقطاع التبرعات الأمريكية المقدمة له، والبالغة حوالي 100 مليون دولار في العام، مما أجبر الوكالة على اتخاذ إجراءات معينة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة".

وقال إن "الوكالة أعطت الأولوية للاجئين الفلسطينيين الأشد حاجة، إلى جانب حماية الخدمات الرئيسة للاجئين الفلسطينيين الذين هم بحاجة ماسة لها"، مبيناً أنه مع "سريان هذه التدابير، فإن عدداً محدوداً من العاملين، المحليين والدوليين على حد سواء، سيتأثرون".

ونوه إلى قيام الأونروا "بوقف أنشطة المال مقابل العمل في الضفة الغربية، اعتبارا من 31 تموز (يوليو) 2018، حيث سيتم نقل ألأسر ذات الفقر المدقع في المخيمات، وفق تقييمها خلال السنتين الماضيتين، إلى شبكة "الأمان الاجتماعي"، بوصفه برنامجاً رئيسياً تصر الوكالة على استمراره، بما يضمن استمرار تقديم الخدمة والمساعدة لهم".

وأوضح بأن "برنامج المعونة الغذائية سيظل مستمراً حتى نهاية عام 2018، أسوة بحاله لدى المجتمعات البدوية، في ظل جهد الأونروا مع برنامج الغذاء العالمي لتأمين التمويل اللازم لاستمراره في عام 2019".

إلا أن "برنامج خدمات الصحة النفسية المجتمعية سيتوقف، اعتبارا من 31 آب (أغسطس) 2018"، بحسب مشعشع، الذي قال إن "ألأونروا تنسق الخيارات لمواصلة الخدمات في بعض التجمعات المحددة، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة".

كما "سيتم إيقاف العيادات الصحية المتنقلة، اعتبارا من 31 تشرين أول (أكتوبر) 2018، فيما تقوم الأونروا حالياً بتحديد الشركاء المحتملين لمواصلة الخدمة مع بعض من التجمعات المحددة".

وبناء عليه؛ "لن تُجدد عقود حوالي 154 موظفاً في الضفة الغربية ممن تم توظيفهم على حساب أموال الطوارئ المستنزفة، وذلك حال انتهاءها"، ولكن ستكون لهم الأولوية في حال توفر وظائف شاغرة في الأونروا مستقبلاً.

وقال مشعشع إن "ألأونروا تعطي الأولوية لدعم الأمن الغذائي للاجئين الفلسطينيين الأشد عرضة للمخاطر، عبر مواصلة برنامجها الغذائي الطارئ لحوالي مليون لاجئ في قطاع غزة، والإبقاء على تداخلات معينة، مثل المال مقابل العمل، حيث سيتواصل عمل برنامج الصحة النفسية المجتمعية، بقدرة وتكلفة مخفضة، فيما سيتم دمج أنشطتها ضمن دائرتي الصحة والتعليم، اعتباراً من أيلول (سبتمبر) 2018، بدلا من أن تكون برنامجاً قائماً بذاته".

وقال إنه "سيتم نقل حوالي 280 موظفاً وموظفة للعمل بدوام كامل في وظائف قائمة أو تمت مراجعتها، وعرض وظائف بدوام جزئي لنحو 584 موظفاً وموظفة بنفس الوضع السابق، مقابل عدم تجديد عقود 113 وظيفة ممولة من موازنة الطوارئ عند انتهاء مدتها، في آب (أغسطس) من العام الجاري، جراء التحديات القائمة على تمويل مناشدة الطوارئ في قطاع غزة".

وأكد مشعشع بأن "الجهود حثيثة لضمان بدء السنة الدراسية الجديدة في الوقت المحدد، لحوالي نصف مليون طالب وطالبة، فضلاً عن ضمان مواصلة الخدمات الأساسية بدون انقطاع"، مشدداً على "التزام الأونروا بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين استنادا لمهام ولايتها".

ويُشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة دأبت على تمديد مهام ولاية الوكالة باستمرار، والتي كانت آخرها حتى 30 حزيران (يونيو) 2020.