تقرير أممي يؤكد أهمية الغابات بتحقيق التنمية المستدامة

الهاشمية نيوز - كشف تقرير أممي حديث أن "الأطفال المقيمين في مناطق تتضمن مساحات خضراء يعانون من السمنة أقل من الذين يعيشون في مناطق تفتقر لهذه المساحات، وأن وجود أشجار في الشوارع له علاقة بتدني مستوى الجرائم".
ولفت، التقرير الذي حمل عنوان "حالة الغابات في العالم، ومن بينها الأردن، مسارات الغابات نحو تحقيق التنمية المستدامة"، إلى أن "الغابات والأشجار في المناطق الحضرية من الممكن أن توفر منافع جمالية مهمة وأخرى تتعلق بالتنوع البيولوجي، ولذلك لا بد من ادماج قيمتها بشكل كامل في التخطيط الحضري في مرحلة مبكرة".
وفي التقرير، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مطلع الشهر الحالي، فإن إزالة الغابات تعد "السبب الرئيس الثاني لتغير المناخ بعد الوقود الأحفوري، وتشكل هذه الإزالة حوالي 20 % من مجموع انبعاثات الغازات الدفيئة، أي اكثر من تلك الناجمة عن قطاع النقل العالمي بكامله".
ومن أجل التكيف مع المخاطر المرتبطة بتلك الظاهرة، أوصى التقرير بضرورة "إعادة التحريج وتأهيل الغابات المتدهورة لتجنب التعرية، والانهيارات الأرضية، والحراجة الزراعية، والإدارة المتكاملة للحرائق والآفات".
وأظهرت نتائج التقرير أن "الرجال لا يزالون يهيمنون على القطاع الحرجي الرسمي، واتخاذ القرارات على المستويات كافة"، لافتا الى أن "معظم النساء الريفيات يمضين حياتهن في جمع خشب الوقود والأغذية والاستهلاك العائلي، وغير ذلك من المنتجات غير الحرجية الخشبية".
وسلطت النتائج الضوء على روح المبادرة التي تتمتع بها المرأة في الأنشطة ذات القيمة المضافة لا سيما في القطاع الرسمي، ودورها القيادي في الإدارة المجتمعية والتشاركية للغابات، مشددة على أن السياحة القائمة على الغابات يمكن أن تساهم بشكل متزايد في تعزيز التنمية المستدامة، كونها تمثل حوالي 20 % من السوق العالمية.
وتشكل الغابات جزءا لا يتجزأ من دورة المياه، وتحد من تعرية التربة والترسب، وتضخ المياه في الغلاف الجزي، وتوفر قسما كبيرا من مياه الشرب لأكثر من ثلث المدن الكبرى في العالم.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في تقريرها أهمية فهم التأثيرات المترتبة على إدارة الغابات على المياه، وكذلك باتخاذ التدابير ذات الصلة التي من شأنها ان تساهم بفاعلية في تحقيق إدارة المياه على نحو مستدام. وفيما يتعلق بدور الغابات الغابات والأشجار في الحد من الفقر على المدى الطويل أوضح التقرير أنه "لا يزال هناك عدم يقين بشأن قدرة الغابات على توفير استراتيجيات للتأقلم او مسارات للخروج من الفقر"، مشيرا الى أن "من الصعب معالجة هذه التحديات بسبب طبيعة الفقر متعددة الأبعاد ومشاكل التعامل مع السياقات الإقليمية الوطنية المختلفة".
وأشارت نتائج التقرير الى أن "هناك حاجة الى التوعية بالمنافع المهمة للغابات والأشجار في العالم وبدورها في المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
واستندت المنظمة في رأيها هذا على أن "الغابات لا تخطر على البال عادة عند النظر في سياسات الأمن الغذائي وغالبا ما يتم تجاهل قيمتها في دعم الزراعة المستدامة وتوفير خدمات النظيم الايكولوجية"، كما أنه نادرا ما ينظر الى الغابات على انها من محركات التنمية الاقتصادية، أو أنها غير معروفة لدى المعنيين.
ودعت المنظمة البلدان ومن بينها الأردن إلى اعداد الدراسات التحليلية الوطنية او شبه الوطنية لوضع تدابير متعلقة بالسياسات لتعظيم مساهمة الغابات والأشجار.